في عام 1799 هاجم نابليون بونابرت مدينة عكا بجيش تعداده 13 الف جندي بغية احتلالها واسقاط الحكم العثماني فيها بقيادة احمد باشا الجزار، لكنه فشل في ذلك بالرغم من حصاره للمدينة لأكثر من شهرين ، وقد لحقت بجيشه خسائر كبيرة ومات العديد من جنده، وأحد القتلى كان ضابط الهندسة "دي كافيريللي "، وهذا الضابط دفن شمال – شرق عكا بمحاذاة قرية المنشية المهجرة وقريبا من كلية الجليل الغربي اليوم، وكان هذا الضابط قد فقد قدمه في اوروبا قبل مجيئه الى الشرق، وأثناء حصار عكا فقد يده بسبب المرض ومات ودفن في عكا، لكن وبعد حين راجت الاشاعات وصدق العرب في المنطقة ان من في القبر هو شيخ يدعى الغفاري وليس الضابط الفرنسي .
حول هذا الموضوع تجول مراسلنا في المنطقة برفقة المرشد السياحي العكي عبدو متى ليروي لنا حقيقة هذا القبر...
زحف نابليون الى عكا في القرن الثامن عشر
ويقول متى: عندما حاصر نابليون مدينة عكا في عام 1799، وكان معززا بالعتاد والعدة وآلاف الجند لاحتلال المدينة وإسقاط حكم العثمانيين بقيادة الوالي احمد باشا الجزار، رافقه في هذا الغزو ضابط هندسة يدعي "كافيريللي "، نابليون زحف من مصر الى الشرق واحتل قطاع غزة والساحل الجنوبي محتلا مدينة يافا في طريقه الى عكا.
اقامة مركز علمي
وتابع متى: في عام 1976 شغل برنارد ديختر مهندسا في بلدية عكا، وكان منشغلا في التخطيط لإقامة مركز علمي في هذه المنطقة، وفي الجوار سكن بعض العكيين العرب الذين قالوا لديختر حول سؤاله لمن هذه المقبرة ، فقالوا انه مقبرة ولي من اولياء الله الصالحين ويدعى" الشيخ الغفاري"، وهذا هو قبر الشيخ ، أشاروا بأصبعهم الى قبر الشيخ!!
هياكل دون جماجم، وأزرار نحاسية وبرونزية في القبور
وأسهب متى: في عام 1979 بدأ التخطيط لبناء محكمة الصلح خارج الاسوار، وبما ان عكا هي مدينة اثرية – سياحية، فلا بد من موافقة سلطة الاثار قبل بدء عملية البناء خوفا من وجود اثار تاريخية في المكان، وقد وجدت سلطة الاثار اربع هياكل عظمية بدون جماجم.
وتابع متى: انا شخصيا كنت هناك فتذكرت اقوال جدتي من ان الجزار بحسب روايتها كان يمنح جائزة لكل من يأتي برأس جندي فرنسي، وخلال البحث وجدت سلطة الاثار أزرار نحاسية، وهذه الازرار هي للزي العسكري الفرنسي ابان غزو عكا.
كابيريللي فقد يده بسبب مرض الغرغرينا ابان الحصار
وتابع متى: يروى ان ضابطا انجليزيا كان يعمل طبيبا في البحرية الانجليزية الذين ساهموا مع الجزار في الدفاع عن عكا، وقد كتب في مذكراته ان الجزار كان يأخذ الجماجم ويعلقها على اسوار عكا وهي عبارة عن حرب نفسية ضد الغزاة الفرنسيين، وعودة الى كافيريللي ، كافيريللي فقد يده في حصار عكا نتيجة مرض(الغرغرينا) وعلى اثرها مات ودفن في عكا، فكل هذه الامور استدعت ان يقوم ديختر باستصدار امر محكمة لحفر قبر الشيخ الغفاري علما منه ان المنطقة كانت معسكرا لجيش نابليون، وقد وجد داخل القبر الهيكل العظمي للضابط بالإضافة الى ازرار برونزية، وهذه الازرار كانت لزي الضباط، نابليون أمر بدفن ضباطه بحسب الطريقة الاسلامية كي لا يأتي من بعده ويحفر هذه القبور، ويشار الى ان السلطات الاسرائيلية وبموافقة السفارة الفرنسية قد نقلت رفات الجنود الفرنسيين الاربعة اللذين وجدوا في منطقة المحكمة الى هذه المقبرة ودفنوا الى جانب كافيريللي .
[email protected]
أضف تعليق