في نجاح غير مسبوق بالمشاركة في عرض الأزياء العالمي الذي أقيم لأول مرة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، نجحت شابات فلسطينيات من سيدات الأعمال الفلسطينيينات بإدخال المطرزات اليدوية الفلسطينية في أحدث تصاميم الموضة وصالات عرض الأزياء العالمية بإشراف من مدرسة بارسنز للتصاميم العالمية الحديثة في نيويورك، وجامعة لندن للفنون والموضة في بريطانيا. وحظيت قطع الملابس الفلسطينية الخمس التي تم عرضها بإعجاب وانبهار الحضور وتقديرهم.

وحضر العرض الذي اقيم في نيويورك حوالي 300 شخصية عالمية وشهيرة في عالم الازياء والموضة، بمشاركة جينا كاسار- وكيل الأمين العام والمدير المعاون لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وفومزيل ملامبو نكوكا- المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والمدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية (ITC)- ارانشا غونزاليس، وبلير بان سون تايك- زوجة الأمين العام للأمم المتحدة، وشيري بلير - مؤسس مؤسسة شيري بلير للنساء، وأليسون ليفي - المدير العالمي لتطوير العلامة التجارية، والأزياء GPS، سيمون كولينز - عميدة كلية بارسونز للتصميم في نيويورك، بالإضافة لعارضة الأزياء العالمية كاميرون راسل.

مشاركة رائدة لثوب الفلسطيني في أعظم مهرجانات الموضة

وقالت دعاء وادي المديرة التنفيذية لمنتدى سيدات الأعمال التي رافقت الوفد الفلسطيني إلى نيويورك لــ"بكرا": "جاءت مشاركة فلسطين في هذا الحدث العالمي استكمالا لجهود منتدى سيدات الأعمال في تطوير قدرات النساء من خلال خدمات تطوير الأعمال التي يقدمها مركز تطوير الأعمال "الذراع التقني للمنتدى" وضمن شراكته مع مركز التجارة الدولي في "مشروع تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة للمرأة" الذي يستهدف المشاريع الريادية المملوكة من قبل النساء بهدف تسويق منتجاتهن وتشبيكهن وفتح أسواق جديدة لهن محليا ودوليا من خلال رفع القدرة التنافسية والقدرة الإنتاجية لهذه المشاريع".

وأشارت الى انه تم اختيار عضوين من مركز تطوير الأعمال هما رحاب دقاوية من رام الله صاحبة شركة أرتيزانا للمطرزات الفلسطينية وخولة الخطيب من بيت لحم صاحبة مشروع نساء فلسطينيات لتشاركا بمثل هذا الحدث الضخم الذي سبقه تدريب في شهر حزيران 2014 لمدة أربعة أيام في مدرسة بارسنز العالمية لتصميم الأزياء في نيويورك، تلاها أربعة أيام تدريبية في جامعة لندن لتصميم الأزياء، تحت إشراف مصممين أزياء عالميين لرفع وتطوير مستواهما المهني، ودمجهما وتقديمهما لمجتمع الموضة العالمي من خلال تعريف لجان التحكيم المتخصصة بالموضة بأعمالهما والتشبيك ما بينهما ومصممي الأزياء العالميين وطلبة جامعات وكليات تصميم الأزياء لخلق فرص ابداع وإلهام جديدة، وفتح الأسواق العالمية أمام صاحبات المشاريع. كما أن التدريب قدم لهما معلومات كافية لمعرفة اذواق المستهلكين العالميين وزودهما بأفكار جديدة ومبتكرة مكنهما في استخدامها في مطرزاتهما للتميز على المستويين العالمي والمحلي على حد سواء ورفع المستوى التقني للمشتركتين الفلسطينيتين من خلال التعرف على تقنيات حديثة جدا تستخدم في صناعة الازياء العالمية ساهم في إنشاء شبكة علاقات عالية المستوى مع المصممة العالمية افيس تشالرز ومع المصممين المستقبليين من طلبة نيويورك ولندن، خصوصا ان المطرزات الفلسطينية كانت مصدر الهام لنحو 80% من طلبة كليات الازياء في مشاريع تخرجهم، إضافة الى الاقتراب من المستهلك العالمي والتعرف على ذوقه واهتمامه وشغفه بالمطرزات الفلسطينية.

وأكدت وادي أهمية نجاح المرأة الفلسطينية في إدخال قطع التطريز اليدوي الشعبي الفلسطيني في تصاميم الموضة الحديثة والعالمية، وبذلك تكون المرأة الفلسطينية دخلت العالمية في اعمالها الحرفية واشغالها اليدوية بفضل الميزات النادرة التي يتميز بها التراث والتطريز الشعبي الفلسطيني واكسسواراته من حلي وعقود وسلاسل وحقائب.

وأوضحت وادي أنه وبالإضافة إلى عرض الأزياء، تم عرض التصاميم الفلسطينية في دار عرض Joey Showroom من بين 62 قطعة عالمية عرضها 62 عارضا وعارضة، إضافة الى عرض قطعتين لفلسطين على مانيكانات امام دار العرض، إلى جانب مجموعة من الاكسسوارات التي احضرتها "رحاب وخولة" وقدمتا نموذجا واحدا لكل صنف من المطرزات الفلسطينية.

واكدت تميز سيدات الأعمال الفلسطينيات المشاركات وسط الحضور بارتدائهن الثوب الفلسطيني المميز بتطريزاته، ما لفت انتباه وجذب انظار جميع الحضور والمشاركين، وأبدى التجار والمصممون وتجار الجملة واصحاب محال تجارية عالمية انبهارهم واعجابهم الشديدين بقطع الملابس الفلسطينية، وباكسسواراتها وبالتصاميم الحديثة للفساتين والتنانير والاطقم الستاتية وكذلك بفكرة ادخال التطريز في الاكسسوارت وابرازه بشكل واضح في قطع الأحزمة والخواتم والعقود والسلاسل والحلق.

وقالت مستدركة: "القطع الفلسطينية بألوانها ونوعية تصاميمها وقربها من الموضة، أعطت فرصة لارتدائها وجعل الناس ينظرون ويتطلعون الى كيفية ادخال التطريز بتصاميم عالمية واعطت المصممين الهاما كبيرا في تصاميمهم وخاصة الطلبة الذين قاموا بتصميم قطع زينت بالتطريز الفلسطيني من مشغولات النساء الفلسطينيات".

وركزت في حديثها على أن كافة القطع التي عرضت كانت من تصميم المصممة العالمية الشهيرة ايفيس تشالرز بالتعاون مع الفلسطينيات المشاركات وطلاب كلية بارسونز لتصميم الأزياء في نيويورك وطلاب كلية لندن للموضة والفنون.

الموضة والتطريز الفلسطيني

بدورها قالت رحاب دقاوية من رام الله - صاحبة مشروع أرتيزانا للمطرزات الفلسطينية التي تنتج التطريز الفلسطيني التقليدي وبتصاميم التطريز بالموضة الحديثة وهي إحدى المشاركات في التدريب وعرض الأزياء: "لم اتخيل في عمري أن أتمكن من عرض تصاميمي في دور عرض عالمية وباشراف وحضور مشاهير العالم ونحقق تطلعنا في ايصال تطريزنا الفلسطيني الى الأسواق العالمية، وفرصة النجاح هذه أهديها لحوالي 200 سيدة من النساء الريفيات اللواتي قمن بتطريز هذه القطع التراثية الفلسطينية".

وبنفس الروح الريادية الخلاقة قالت خولة الخطيب من بيت لحم - صاحبة محل نساء فلسطينيات للتطريز الفلسطيني: "كوني جئت من مدينة سياحية هي بيت لحم، فإن تطريزنا الفلسطيني يبقى قطعة ثمينة وغالية، وليس من السهل شراؤها من قبل الناس، ولكن وجودها في تصاميم عالمية فهذا من شأنه أن يرفع من ثمن التطريز الفلسطيني".

وشكرت دقاوية والخطيب، منتدى سيدات الاعمال ومركز التجارة العالمي على منحهما الفرصة وتمكينهما من الوصول الى العالمية في التطريز وتصاميم الموضة الحديثة بتطريز فلسطيني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]