ها نحن نعيش يوم عظيم يلتقي الحجيج في البقاع المقدسة تتضرع قلوبهم إلى الله سبحانه وتعالى وتلهج ألسنتهم بالذكر والتلبية وتسمو نفوسهم تطهيرًا وتزكية، يباهي بهم الرحمن ملائكته وينزل عليهم رحمته وسكينته، فيا له من مغنم عظيم وفضل كبير.
هذا وأقيمت شعائر الجمعة في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور المئات من أهالي البلدة والمنطقة، وبعد أن قام القارئ الشيخ سليم خلايلة بالتلاوة العطرة من الذكر الحكيم بصوته الرائع، قدَّم الإمام والخطيب الشيخ موفق شاهين الدرس وقال: "في ظل هذا اليوم المبارك الذي جعله الله عزَّ وجل هديةً وعطية منه لنا نحن المسلمين التكريم لا يوجد له على وجه الأرض مثيل، يوم جعله الله سبحانه تعالى من أحب الأيام إليه منحنا اياه، نلاحظ جميع الأيام على مر الدهور والأزمان التي فضلها الله تعالى أعطاها للمسلمين كرامه لنبيه مُحمد صلى الله عليه وسلم".
وأشار تسمية يوم عرفة (يوم الوقوف على عرفة) واختتم: "واجبنا نحن في هذا اليوم كما قال عليه الصلاة والسلام صيام يوم واحد الله عز وجل يكرم الإنسان بمغفرة ذنوب عامين عام مضى وعام قادم"
وألقى فضيلته الخطبة واستهلها بمقدمة الحمد والشهادة بالرسول الكريم النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم وقال: "مدار حديثنا طبعًا لا ينفك عن يوم عرفة الذي نحن الآن بصدده واجتمعت بركات الله بهذا اليوم بقدرٍ أن يكون يوم جمعة وأن يكون يوم عرفة في تجتمع الملايين من المسلمين في شتى بقاع المعمورة لأداء الصلاة وكذلك يجتمعون في عرفات الله للاستماع للخطبة وللصلاة حيث يصلون صلاتين صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، تأكيد من الله عز وجل أن الظروف العامة سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا أن الظروف تلك تعصف بساحة الأمة من المحيط إلى الخليج، يأتي هذا اليوم إشارة إلى وحدة المشاعر بين المسلمين ها هو يوم عرفة يوحد المسلمين لذلك شرع صيام يومه".
وأضاف: "الجهاد لا يقتصر على حمل السيف، في مثل هذه الأيام العمل الصالح الخلق صلة الأرحام الصيام الكلمة الطيبة الصدقة تقوية ضعيف إصلاح ذات البين هو أحب إلى الله تعالى من الجهاد".
وبيَّن المفهوم الحقيقي للإسلام وتطرق شاب جاء عند الرسول الكريم يأذن له أن يجاهد والجهاد الحقيقي بالوالدين، وتابع: "لذلك يوم عرفة هذا العظيم الذي هو إشارة لدى نحن معاشر المسلمين نصوم ثم يأتي في الغد يوم هو يوم النحر الذي فيه نتذكر قصة أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام هذا النبي أسوة قدوة الذي وصل إلى درجة تنازل عن كل شيء من أجل الله بمجرد رؤية رآها صدقها".
واختتم: "هذه الأيام أيام رحمة وتراحم وصدقة وتغافر ومسامحة وعفو وتنازل حتى ننال رحمة الله عز وجل، في هذه الأيام تضاعف الأجور تحصل المباهاة من الله عز وجل لعباده الصالحين بالملائكة المقربين".
[email protected]
أضف تعليق