منذ نعومة أظافرها، أخذت من النغم رفقًا، يداعب خطاها، فتتراقصت يمينًا ويسارًا، على أنغام الموسيقى الكلاسيكية، طفلة صغيرة كانت حين خطت أولى خطوات " الباليرينا"- (" راقصة الباليه")، حيث تتلمذت على أيدي مدربة الرقص " إرينا جمّال" في حيفا، متنقلة من مركز تعليم إلى آخر.

لم تكتف مرام قبلاوي، من مدينة حيفا، بالرقص الكلاسيكي، فاجتهدت لتطور نفسها في هذا المجال، فحاولت رقص الهيب هوب، وكان ذلك حُبًا للفضول فقط، ومن ثم انضمت إلى صالون الرقص اللاتيني وتعلمت لمدة عامين، حينها اكتشفت مرام، أن رقص الفلامنكو عالم واسع، وليس مشتق من اللاتيني، وله قواعده وروحه وتاريخه، واحترفت رقص الفلامنكو وأصبحت مدربة.

الرقص هو التواصل مع روحي..

وردًا على سؤالنا قالت: " الرقص يعني لي الاتحاد مع ذاتي والتواصل مع روحي رغم كل الضوضاء التي تسكننا من سرعة الحياة المعاصرة التي نعيش بها. وطبعًا اللياقة البدنية التي يمنحني اياها هذا النوع من الرقص".

الفلامنكو يربطني مع عروبتي...

رغم تعدد أنواع الرقصات التي تجيدها مرام، إلا أنها تجد أن الفلامنكو، هو أقرب لها من الباليه، والرقص اللاتيني، وتقول: " ربما يعود ذلك لتاريخه العريق الذي يربطني مع عروبتي, فهو بدأ من أيام الأندلس".

وعن إذا كانت تفهم كلمات الأغاني التي ترقص عليها الفلامنكو، قالت أنها تعرف بعض الكلمات وليس كلها، لكن المهم حسب قولها، أنها تشعر بالموسيقى والكلمات، والمهم بذلك الإحساس الذي يصلها من المغني والعازف.

احتراف الرقص، بين السهل والصعب..

وعن مدى سهولة أو صعوبة احتراف الرقص قالت: " اعتقد أن حينما الانسان تكون لديه الارادة الكبيرة للحصول على شيء ما، فسيحصل عليه.

وأكدتْ : " الرقص هو شغفي وأنا أعتقد أنه لطالما كان نوعًا من العلاج وتطوير الثقة بالنفس والشخصية, بغض النظر عن أي نوع رقص نتحدث".

وعن أهمية احتراف الفلامنكو قالت: " الجميل برقص الفلامنكو أنه يدمج كل الأحاسيس التي يشعرها الإنسان، وخاصة المرأة. فهو ناعم وقوي، حزين وسعيد، سريع وبطيء، عصبي وهادئ، وكل هذا تدمجه شخصية المرأة، وكون رقص الفلامنكو هو عبارة عن رقصة سولو، أي بشكل فردي ولا تحتاج لشريك لإتمامها، هذا جعلني أن اكون مضطرة في التواصل مع نفسي و مع جميع هذه الأحاسيس المتناقضة التي أحيانًا، وبحكم المجتمع، نراها لا تأخذ صداها الكافي وحتى بين الشخص ونفسه، إنما تُلاقي التجاهل.

مدربة فلامنكو..

حتى تحصل على لقب مدربة فلامنكو، تعلمت مرام هي وزميلاتها كيتي نحاس وإفرات نتيف، لدى نعماة شني، وهي مدربة فلامنكو للجيل الصغير ولديها خبرة ما فوق ال25 سنة، وتعلمن كيفية التعامل مع الراقصات الصغار وكيفية تعليمهن الرقص. التي قدمت من إيلات بشكل أسبوعي لمدة سنة من أجل تدريس الفتيات اللاتي شاركن معها بالدورة.

وتابعت: " كما وتعلمنا كيفية تلقين الفتيات الدروس، واليوم لدينا في مدرسة شني للرقص والفلامنكو خمسة فروع وهي: إيلات، حيفا ليوبك، حيفا مركز بايس المطران حجار – عباس، كفر ياسيف، وأيضًا في روميما - حي في حيفا.

الصفات التي يجب أن تتوفر بمعلمة أو مدربة الرقص...

وأشارت مرام إلى الصفات التي يجب أن تتوفر بمدربة الرقص، فعددتهم: " الحب للرقص وللجيل الصغير والإبداع والصبر والقابلية على التعلّم".

وقالت: " كوني مدربة يجعلني أتعلّم أكثر عن نفسي وأطور ذاتي أيضًا بالإضافة لتعليم وإيحاء لأجيال جديدة. بالإضافة، أنا أرى هذا التعليم أكثر من دورة للممتعة، لأني أعتبره يمنح الجيل الجديد طريقة جديدة للبحث عن النفس وتطوير الشخصية، فرأينا الكثير من البنات اللواتي بدأن معنا وهن يشعرون في الانطواء والخجل، ومع مرور الدروس تقدمن من عدة نواحي، فزادت ثقتهن بالنفس وهن الآن اللامعات".

من جيل (4 سنوات فما فوق)

وعن الجيل المناسب لتدريس الفلامنكو، قالت: " نبدأ في التعليم من جيل 4 سنوات وما فوق, فعلاً لا حدود للجيل فلقد رأيت بنت تبلغ 4 سنوات ترقص فلامنكو، وامرأة أخرى التي اجتازت السبعينات من عمرها ترقص في كل خفّة ولياقة. ورغم كل الاعتقاد أن الفلامنكو هو للبنات فقط، فهو أيضًا للأولاد.

مدربة فلامنكو ومديرة حسابات...

بالإضافة إلى موهبتها ومهنتها كمدربة رقص، درست مرام موضوع إدارة الأعمال، وقالت: " أعتقد أن أي عمل ناجح، وحتى لو كان كله يتركّز على الفن، يحتاج إلى إدارته ورسم خطة عمل ناجحة لكي لا تضيع البوصلة ولكي يكون الهدف والرؤية واضحين".

مديرة أعمال أخيها مودي قبلاوي مغني الهيب هوب...

وتحدثت مرام عن أخيها مودي قبلاوي- فنان هيب هوب الذي يدمج في فنه الحان مختلفة وكلمات التي بها يُعبر عن ما يراها في المجتمع وفي نفسه. ومودي في المجال منذ 6 سنوات وقد قام في عدة جولات فنية في الولايات المتحدة وألمانيا, وأيضًا في البلاد، وهدفه أن يُوصل رسالته لأكبر كم من الجماهير في العالم، رسالته أن الفن هو اللغة الوحيدة المشتركة بين كل أشخاص العالم المختلفة أيديولوجيًا وفكريًا وأنا أعمل معه كمنسقة أعماله".

مشاريع فينة مشتركة..

وردًا على سؤالنا حول إذا ثمة مشاريع فنية مستقبلية مشتركة مع أخيها قالت: " نطمح لمشاريع مستقبلية التي تدمج ثقافات وفن مختلفين على نفس المسرح، حتى أننا قمنا في ذلك, ففي عرض الفلامنكو الأول لفرع حيفا، المدربة الرئيسية نعماة شني أحبت دمج أصالتنا وتراثنا في عرض الفلامنكو، حيث أننا اختتمنا العرض في صف دبكة فلسطينية راقصة وممتعة!

نصيحة لكل من ترغب بتعلم الرقص ولديها تردد...

وأسدت مرام النصيحة لكل من ترغب بتعلم الرقص قائلة: " انصح في الرقص بشكل عام لأنه لا يقتصر على منح الطاقة الإيجابية واللياقة البدنية، إنما أيضًا هو بحد ذاته غذاء للروح ولتطوير الشخصية".
 

لزيارة صفحة مدرسة الرقص اضغط هُنــا 

لزيارة صفحة العرض الأخير لمدرسة الرقص اضغط هُنــا

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]