صادق مجلس التعليم العالي، للمرّة الأولى منذ قيام الدولة، على برنامج اللقب الثاني (M.Ed) في التربية والثقافة العربيّة في إسرائيل، والذي سيدرّس خلال السّنة الدراسيّة المقبلة 2014-2015 في المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل.
وقد أعلن المعهد مؤخراً عن بدء التسجيل للبرنامج الذي سيبحث ويتعمّق بمستوى أكاديمي، من ناحية، في الثّقافة العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل، في كافة جوانبها، كالهويّة الفرديّة والجماعيّة والإنتماء والتاريخ والتراث واللغة والفولكلور والتقاليد الخاصّة بالسكاّن العرب وغيرها، ومن الناحية الأخرى، فإنّ البرنامج يسعى إلى تغيير الواقع التربوي داخل المدارس والأطر التعليميّة من خلال صقل مجموعة قياديّة من المربّين والعاملين في الحقل الجماهيري والثقافي، ليساهموا في بلورة رؤيا وأهداف تربويّة واضحة تقوم على أساس القيم والمبادئ المستمدّة من الثقافة والهويّة العربيّة، وتوفير كافة الأدوات والآليّات المطلوبة لتطبيق هذه الرؤيا داخل المدارس والأطر التربويّة الأخرى، وذلك سعياً إلى إحداث نقلة نوعيّة في جهاز التربية والتعليم العربي وتطويره ليركّز على العمليّة التربويّة التي تعتمد على أسس الثقافة والحضارة العربيّة.
تدريس برنامج أكاديمي نوعيّ
وقال د. علي وتد، رئيس المعهد، في هذا السّياق، أنّ أهميّة البرنامج تكمن في أنّ هذه هي المرّة الأولى التي تقوم فيها مؤسّسة أكاديميّة في إسرائيل بتدريس برنامج أكاديمي نوعيّ يتيح البحث والتّعمق في الثقافة العربيّة في إطار دراسات عليا متقدّمة، وليس هنالك أيّة جامعة أو كليّة أخرى تدرّس هذا البرنامج، ولا يخفى على أحد أنّ دور وأهميّة الثقافة العربيّة في البلاد قزّما، مع إنتشار الثقافة الغربيّة على اعتبار أنّها الثقافة السائدة والمركزيّة في البلاد، ويأتي هذا البرنامج ليعيد للثقافة العربيّة محوريتها ومركزيّتها من خلال التعمّق فيها على المستوى الأكاديمي وأيضاً تعزيزها على المستوى العملي في الأطر التربويّة المختلفة، وبالتالي فإنّ البرنامج من شأنه لعب دوراً رائداً في صياغة مستقبل جهاز التربية والتعليم العربي في البلاد.
البرنامج يناسب المربّين ومديري المدارس
ومن جانبه، ذكر د. قصي حاج يحيى، رئيس البرنامج، أنّ البرنامج يناسب المربّين ومديري المدارس والعاملين في مجالات الثقافة والتربية المنهجيّة واللامنهجيّة، فهو يسعى إلى إحداث تغيير في كل ما يتعلّق بمكانة الثقافة العربية في البلاد لتأخذ دوراً أكثر فعاليّة وبروزاً، وعلى وجه الخصوص داخل المدارس، بحيث يطرح البرنامج رابطاً متيناً بين القيم التربويّة التي يجب أن تصاحب العمليّة التعليميّة وتذوَّت لدى الطلاب وأبناء الشبيبة، وبين الثقافة العربيّة التي يجب أن تكون المرجعيّة لهذه القيم، مع التأكيد على طرح آليّات ووسائل عمليّة وقابلة للتطبيق. كما شدّد د. حاج يحيى على أنّ الثقافة التي لا ترتقي لتصل مرحلة البحث العلمي والأكاديمي، فإنّ مصيرها يكون إلى زوال، ومن هنا تأتي أهميّة الحفاظ على إستمراريّة وبقاء الثقافة العربية بالذّات في ظل الواقع الذي تعيشه الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة في البلاد.
[email protected]
أضف تعليق