بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 24 ذو القعدة 1435هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ محمود جدي "أبو صهيب"، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘اليقين وحُسن التوكل على الله‘‘ من معاني عظمة توكل هاجر على الله وثقتها به؛ هذا وأم في جموع المصلين الشيخ صابر زرعيني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول: قال الله جل جلاله: ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ))؛ فسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام أخذ هاجر وابنه إسماعيل وتركهما في واد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم، وهذا أمر من الله. فكل حركة من حركات الأنبياء لا تكون إلا بوحي، ولذا لا ينبغي أن تساوي بيوت الأنبياء والمرسلين ببيوتنا؛ فهم المثل الأعلى..".
عظمة توكل هاجر رضي الله عنها على الله وثقتها به.
وأردف الشيخ قائلاً:" فتركهما في مكان لا زرع فيه ولا ماء ولا عمران، فقالت هاجر: يا إبراهيم! آلله أمرك بهذا؟ قال لها: نعم، قالت: إذاً لن يضيعنا.
فانظر إلى اليقين، فإذا كان الله هو الآمر فلن نضيع، والذي يمشي تبعاً لأمر الله لا يضيع، فإذا كنت داخل حدود ما أمر الله فأنت في راحة وفي مأمن من الشيطان ومأمن من كل سوء إن شاء الله رب العالمين؛ لأنك عندما تعمل الطاعة يكافئك الله بطاعة بعدها، وإن للطاعة لنوراً في الوجه ورضا في القلب ومحبة في قلوب الخلق وسعة في الرزق وبركة في العمر، وإن للمعصية لظلمة في الوجه وانقباضاً في القلب وضيقاً في الرزق وكراهية في قلوب الخلق وضنكاً في المعيشة، كما قال تعالى: ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)).
فـهاجر لم تقل لسيدنا إبراهيم: يا رجل! جئت بي من مصر من أجل أن تهينني في بلاد الغربة، وترميني في صحراء، بل قالت: الله أمرك بهذا؟! فقال لها: نعم، فقالت: لن يضيعنا. فكانت على ثقة بالله.
فمن اعتمد على ماله قل، ومن اعتمد على عقله ضل، ومن اعتمد على ذكائه اختل، ومن اعتمد على الله فما قل ولا ذل ولا ضل ولا اختل..”.
وتابع الشيخ حديثه بالقول: فلما ذهب إبراهيم عليه السلام مكثت هاجر مع ابنها، فانتهى الزاد، فبكى الطفل الرضيع، فقامت السيدة هاجر تركض بين الصفا والمروة سبع مرات حتى نزل جبريل عليه السلام وفجر الأرض تحت أقدام سيدنا إسماعيل، فتفجرت بئر زمزم وأتت جرهم وهم عرب أقحاح، وكبر سيدنا إسماعيل، فتعلم منهم الفروسية، وتعلم منهم اللغة العربية، ونشأ عربياً بينهم، حتى يكبر بأمر الله تعالى ويكون سيد وأبو العرب..".
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: وفي أول زيارة وأول لقاء بين إبراهيم وإسماعيل قال إبراهيم لإسماعيل: إن الله أمرني بأمر، أتعينني عليه؟ قال له: أعينك يا أبتاه، فقال: ((إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ)). فتخيل أنك أخذت امرأتك وابنك وهو رضيع وتركتهما في مكان بعيد، وبعد اثنتي عشرة سنة أتيت إلى ابنك فقلت له: أنا أتيت لأذبحك. فبالله عليك ماذا سيقول الولد؟! فسيدنا إبراهيم قال لابنه: ((يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى))، فقال: ((يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ))، فالأمر من الله، ((سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)). فحاصل حياة الأنبياء هو التربية على الصبر..”.
كما وتطرق الشيخ لموضوع الحج لهذا العام متمنياً القبول لحجاج بيت الله الحرام، وأن يردهم الله عز وجل سالمين غانمين، وأن يكون حجاً مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا بإذن الله تعالى..".(للمزيد شاهد الفيديو الكامل للخطبة).
[email protected]
أضف تعليق