عاشت كفر قرع بالأمس أمسية ثقافية فريدة من نوعها وغير اعتيادية تحت عنوان "ظلامَ السّـجنِ خَيِّمْ إنّنا نَهْـوَى الظـلامَا ….ليسَ بعدَ السّـجنِ إلا فجـرُ مجـدٍ يتَسَامى"، وذلك تحت رعاية رئيس المجلس المحلي المحامي حسن محمد عثامنة ومبادرة وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في المجلس المحلي، إذشملت الأمسية الوطنية وقفة إجلال لروح شاعر العروبة الفلسطيني سميح القاسمالذي غيبه الموت في التاسع عشر من اب المنصرم، بالاضافة الى عرض أخاذ لمسرحية الزمن الموازي التي تسلط الضوء على المعاناة الحياتية القاهرة لحياة الأسرى وراء القضبان من بواكير مسرح الميدان. وفي تعقيب له حول الأمسية بشقيها فقد أكدالمحامي حسن عثامنة على ضرورة العمل الموازي أيضا على سيرورة تعليم وتثقيفالإنسان من جهة وإنشاء العمران المطلوب من جهة اخرى من اجل الارتقاء برفاهية المواطن القرعاوي كيفما يستحق، مشيراً الى الدور الأساسي الذي يلعبه شعر المقاومة في بناء شخصية الفلسطيني المُغّرب عن وطنه وهو فوق أرضه والى الدور الأساسي الذي قدمه الشاعر سميح القاسم للوطن الفلسطيني وإسهاماته الكبيرة في الذاكرة الفلسطينية والموروث الشعري والأدبي لشعبنا المناضل.
تجدر الاشارة الا ان الحضور اجتمعوا وتوافدوا الى ارض الحوارنة ليكون استقبالهم مع فتح ابواب القاعة في لفتة مؤثرة وفريدة من نوعها ليجلجل هناك صوت شاعر العروبة سميح القاسم من خلال قصيدة تقدموا تقدموا وقصيدة أنا متأسف وقاومت فقاوم واحكي للعالم احكيله عن طفلوا كسروا قنديله وقاومت فقاوم وجيل يهز الجيل القادم وغيرها من إبداعات سميح القاسم التي ارتقت بالذائقة الشعرية النضالية الى مصاف الخلود والمنحى الاممي الإنساني.
توّلت عرافة الأمسية الثقافية الوطنية السيدة مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية والتي حيت بدورها كل الجماهير التي قدمت من كل أنحاء بالبلدان بتحية الوطن والبيلسان. وقد جاء في كلمتها: "هذا المساء غير اعتيادي...هذا المساء مختلف ومشهدنا الثقافي مكسور من جديد... سقط اخر فرسان شعر المقاومة وترجل... رحل سميح القاسم زيتونة الرامة الخالدة في الروح والقلب....اخر اصوات عاصفة الكلام السهام ودبابات التعبير والمدفع،هذا مساء نستهله بوقفة إجلال لروح الشاعر الفلسطيني الكبير، شاعر العروبة والمقاومة، رحل سيّاف الكلمات الخائف على جسد التفاحة من ظل السكين، والذي لا يحب الموت ولكنه لا يخاف منه، تبكيك غزلان اللغة العربية ونحن وفي عرين الإيمان بقضاء الله نرفض ان نقول وداعاً لأن الشعراء والعظماء لا يموتون، فقد سطروا بماء كلامهم عبير الخلود في سماء الوجود. اشدُ من الماء حزناً نحنُ!!! هزمتك يا موت القصائد جميعُها،ذهب الذين نحبهم ورحلوا...غيّب الموت جسد سميح القاسم لتبقى أعماله الخالدة ناطقة بروحه النضالية الأبيةالشامخة الناطقة بألم الشهيد والأسيروالفدائي المقاوم وألم أطفال غزة ويا رب أنا متأسف واحكي للعام احكيله لتقرأ بعضالأشعار الخالدة في أيقونة الذاكرة الفلسطينية والتي يرددها الناس لشدة وقعها وصدقها".
فاتحة ومسرحية
ومن ثم دعت عريفة الأمسية السيد نظير زحالقة القائم بأعمال الرئيس والذي حيى بدوره جميع الحضور الذين قدموا من جميع البلدان والقرى وفاءً للاسرى ولسميح القاسم مؤكداً على دورمثل هذه الفعاليات الثقافية الوطنية بحياتنا مشيراً إلى الدور الطلائعي الريادي الذي يميز كفر قرع في هذا السياق الثقافي متطرقاً الى مضمون المسرحية تكريما منا للأسير والسجين الفلسطيني من خلال الزمن الموازي والوقوف حداداً على روح الشاعر الفلسطيني سميح القاسم.
وبعدها دعت عريفة الامسية السيدة زحالقة مصالحة جمهور عشاق القاسم والوطن الىقراءة الفاتحة عن روح ابي محمد الوطنوالوقوف دقيقة حداد اجلالاً لروح الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم .
ومن ثم انتقلت الجماهير لتشاهد مسرحية الزمن الموازي التي أبدع بأدائها مجموعة من المع فناني الوطن بحس وطني انساني مرهف وغير سياسي جسد للمشاهدين المعاناة الإنسانية للأسير الذي لا يحق له ان يحلم حتى وربما زُج به في السجن لأنأحلامه كانت اكبر من مساحة المسموح بكل ما تحمل الرمزية والمجاز من معان، لزمن الموازي وفاءً منا لمسيرة نضال مُوشحة بنضال شاق ملطخ بالدم والعرق والدمع والسنابل من اجل تحرير الأرض والإنسان فلا لوز في السجن ليزهر فعلاً ولا يحتمل السجن منطقة وسطى...المساحة بين السجن والحرية وان بدت حقيقة فإنها تتسع لفراغ الدنيا كلها.
اختُتم العرض بصوت الشاعر سميح القاسم وقصيدة أنا متأسف وباقة من القصائد الخالدة.
[email protected]
أضف تعليق