عادةً ما يحتفظ الكثيرون منا ببعض المقتنيات القديمة التي ترتبط لديهم بذكريات ولحظات سعيدة عاشوها من قبل، إلا أن هذه المقتنيات قد تتعرض للتلف بمرور الوقت، مما يولد شعورًا بالحزن والألم لأصحابها، مع رغبتهم في إصلاحها، مهما بلغت التكلفة، بهدف استعادة ذكريات لا تُنسى.
وفي هذا الإطار، أسهمت ورشة تحمل اسم «مستشفى الدُمي» بمدينة سيدني، في أستراليا، في إعادة البسمة إلى الآلاف من الأشخاص، بعدما تمكن «أطباؤها» من إصلاح أكثر من 3 ملايين لعبة ودمية لعملاء من أستراليا ونيوزلندا على مدى أكثر من 100 عام.
ويقوم «المستشفى» بمعالجة الدمي من خلال إصلاح سيقانها وأطرافها المكسورة، وإعادة تركيب أجزائها المفقودة، ورسم الأعين وزرع الشعر الصناعي، وغيرها من الإصلاحات.
ويواصل جيف تشابمان (67 عامًا) العمل في مشروع المستشفى، الذي أطلقه جده في عام 1913، بمساعدة ما يصل إلى 12 عاملًا آخرين، بحسب ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن تشابمان قوله: «عندما يتعلق الأمر بالدُمَى، فهناك عدد قليل جدًا من الذين يقومون بمثل عملنا»، وأضاف بنبرة طغى عليها التأثر: «رأيت عملاء وقد انفجروا من البكاء حينما رأوا دُماهم التي يعتزون بها وقد عادت كما لو كانت جديدة».
وعلى الرغم من أن العمل بدأ في مستشفى الدمي عام 1913، إلا أنه شهد طفرة خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، عندما فُرضت قيود على استيراد وتصدير السلع، لذا اضطر الأطفال لإصلاح ما لديهم من ألعاب ودمى بدلاً من شراء ألعاب جديدة. وفي هذه الفترة، عمل في «المستشفى» نحو 70 عاملًا في 6 أقسام.
ومن المفارقات أن تشابمان يقول إن معظم زبائن المستشفى في الوقت الحالي هم من البالغين، الذين يطمحون في استعادة الذكريات السعيدة لطفولتهم، بهدف نقلها إلى الأجيال الجديدة. وأضاف ساخرًا: «يمكنني أن أقول أن 80% من عملائنا هم من الأطفال الكبار».
وأوضح «طبيب الدُمى» أنه: «عادة ما كان يحصل هؤلاء الأشخاص على دمية واحدة خلال مرحلة الطفولة، على عكس وضع أطفال الأجيال الحديثة، لذلك فإنهم يهتمون بإعادة إصلاح دُماهم القديمة.. إنه أمر مؤثر حقًا».
وأوضح تشابمان أن الرجال والنساء، على حد سواء، يقصدون «مستشفاه» لإصلاح الألعاب، لكنه أضاف: «تهتم النساء بإصلاح الدُمى أكثر، فيما يهتم عدد قليل من الرجال بإصلاح ألعابهم من الدببة».
وقارنت «كيري ستيوارت»، التي عملت في «المستشفى» لأكثر من 25 عامًا، بين عملها وبين إجراء العمليات الجراحية الحقيقية، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بدُمى مصنوعة من مواد حساسة. وقالت: «لدينا الكثير من الأدوات التي تشبه أدوات الجراحين».
وأضافت أن أصعب شيء بالنسبة لها هو إصلاح العينين، وتابعت: «إحداث ذلك التوازن بين شكل العيون أمر صعب جدًا حقًا، ويستغرق الكثير من الوقت.. أحيانًا يجب أن أقوم بذلك نحو 3 مرات قبل أنا اقتنع بالمظهر الخارجي للدمية».
وأشارت «ديلي ميل» إلى أنه مع تنامي الثقافة الاستهلاكية في عصرنا الحالي، تقل أعداد من يطرقون أبواب «مستشفى الدمى» في سيدني.
[email protected]
أضف تعليق