الدكتور شلومو ألون: وُلد في مدينة تل أبيب سنة 1944. حصل على شهادة الدكتوراه من الجامعة العبريّة في القدس، عن أطروحة "مراجع قاموس لسان العرب لابن منظور". انخرط في سلك التعليم، فعمل في عدّة مدارس ثانوية، كليات وجامعات. عُيّن مفتّشا على تدريس اللّغة العربيّة في لواء القدس، ثمّ مفتّشا قطريا على تعليم اللّغة العربيّة، وكان أوّل مدير يتمّ تعيينه لقسم المفتّشين المركّزين في وزارة التّربية والتّعليم.
من نشاطاته:
كان لعدّة سنوات عضوا في هيئة سلطة الإذاعة، ورئيسا للجنة الإذاعة والتلفزيون باللّغة العربيّة. ثمّ عُيّن عضوا في إدارة منظمة المعلّمين الثانويين، رئيسا لأقسام التّربية والعلاقات الدّوليّة ومحررا لمجلّتها. وهو لا يزال عضوا في اللجنة الاستشارية لوزير التربية والتعليم لـ"سلة الثقافة. في المجال الدّولي: عمل أمينا دوليا للعلاقات بين الأديان في منظّمتين دوليتين:((IARF and URI)). ألّف أكثر من معجم عربي-عبري وبالعكس. كتب العديد من الدّراسات الأدبية والمقالات المنشورة في أكثر من مجلّة علميّة محكّمة. إلى جانب ذلك كلّه، هو أيضا عضو في مجمع اللّغة العربيّة في الناصرة. حول هذه الأمور، كان لنا معه اللقاء التالي:
*دكتور شلومو ألون: أنت عضو في مجمع اللّغة العربيّة، وتنشط في لجنتين من لجانه، لجنة التّسميات ولجنة القاموس. هل تحدّثنا، بشكل عامّ، عن عمل هاتين اللجنتين؟
*أنا عضو في لجنة التّسميات، وفي لجنة القاموس، بالإضافة إلى عضويتي في لجنة المراقبة. هدف لجنة التّسميات هو إقرار التّسميات للأماكن الجغرافيّة والمواقع والشوارع في دولة إسرائيل، وذلك ليتسنّى لسكانها العرب تداولها بيسر، بما في ذلك لافتات المرور. هذا بالفعل هو ما تقوم به هذه اللجنة. أما لجنة القاموس فهي لجنة توجيهيّة لمتابعة مشروع القاموس المعاصر الذي بوشر العمل به سنة 2010. فلجنة القاموس هي التي تضع تصوّر القاموس ومنهجيّة العمل على انجازه.
*ماذا كنت تودّ أن يقدّم مجمع اللّغة العربيّة للمجتمع، بالإضافة إلى ما حدّثتنا عنه؟
*أود أن يصبح مجمع اللّغة العربيةّ أداة فعّالة في الجهود المبذولة من أجل توسيع وتعميق دراسة اللّغة العربيةّ في المجتمع عامة، وفي المدارس الثانويّة والكليّات والجامعات خاصة.ّ
*تناولت في أطروحة الدكتوراة التي حصلتَ عليها من الجامعة العبريّة في القدس، "مراجع قاموس لسان العرب لابن منظور"... فما هو سبب اختيارك لهذا الموضوع بالذات؟
*اخترت موضوع "مراجع لسان العرب لابن منظور"، لأنني دهشت فعلا، خلال سنوات دراستي للقب الأول والثاني في الجامعة العربيّة، في قسم اللّغة العربيّة والأدب العربي، من سعة المادّة في "لسان العرب". كنت وما زلت أراه بمثابة بحر لا ساحل له، وكنز أدبي ليس له نظير. لا بدّ لي، في هذا المجال، من شكر أساتذتي المرموقين الذين أرشدوني إلى هذا الكنز الرائع المنثور في هذا المعجم "الموسوعة"، وهم الأساتذة يهوشع بلاو وحاييم بلانك وأريه ليفين.
*عملتَ مفتّشًا على تدريس اللّغة العربيّة في لواء القدس. كما عيّنتَ المفتّش القطريّ على تعليم العربيّة، وكنتَ أول مدير لقسم المفتّشين المركزين في وزارة التّربية والتّعليم للّغة العربيّة في المدارس اليهوديّة. كيف تجاوب الطلاب اليهود مع اللّغة العربيّة؟
*كنت المفتش القطري على تعليم اللّغة العربيّة وتاريخ العرب والإسلام، خلال 26 سنة، بعد أن كنت المفتش للواء القدس منذ سنة 1979. كما كنت أيضا أول مدير لقسم المفتشين المركّزين لكافة مواضيع التّدريس في جهاز التّعليم، وشغلت منصب نائب رئيس السكرتارية التربويّة أيضا. خلال هذه السنوات الطويلة، حاولت الارتقاء بمكانة اللّغة العربيّة، في المدارس الإسرائيليّة، وكان تجاوب الطلاب والمعلّمين اليهود يزداد باستمرار.
*يلاحظ أن إقبال الطلاب اليهود على اللّغة العربيّة أخذ يتناقص، خاصة في السّنوات الأخيرة. ما هو تفسيرك لذلك؟
*الطلاب، كما تعلم، يؤثرون الموضوعات العملية في الحياة. فهم غالبا ما ينصرفون إلى المواضيع التي توليها الجامعات الإسرائيليّة أولويّة في شروط القبول. وفي رأيي أنّ الجامعات يجب أن تعطي هذه الأولويّة لمن تخصّص في اللّغة العربيّة أيضا. على وزارة التربية والتعليم أن تجعل اللّغة العربية من "المواضيع الالزامية"، كما هي الحال في بعض المواضيع الأخرى، مثل اللّغة الانجليزيّة والرّياضيّات.
*لماذا لم يحافظ الطلاب اليهود الّذين تعلموا اللّغة العربيّة، في رأيك، على استعمالها بعد تخرّجهم من المدرسة؟
*الطلاب أذكياء، ودوافعهم دوافع عمليّة خالصة. فهم يستعملون ما درسوه عندما يشعرون بالفائدة الإضافية منه. يستخدمون اللغة العربية في مجال الأعمال الحرّة والمحاماة والحقل الدبلوماسي والثقافة، لكن بصورة محدودة لا تكفي.
*ما هي الأساليب التي يجب إتباعها لتحبيب الطلاب اليهود باللّغة والثّقافة العربيّتين.. ثم كيف ترى تجاوب الطلاب العرب مع اللّغة العبريّة؟
*العلاقات المتبادلة بين العرب واليهود، وبين العبريّة والعربيّة، هي التي تحبّب اللّغتين الغنيّتين لجميع المواطنين في إسرائيل، وتفتح المجال للحياة المشتركة بيننا جميعا، نحن أبناء هذه البلاد.
*كيف انعكس تعليم الطلاب اليهود للّغة العربيّة على تعايش الشعبين، اليهود والعرب، في هذه البلاد؟
*لقد اقتنعت منذ الصّغر بأن إتقان لغة جارك يؤدي بك، دونما شكّ، إلى تعميق معرفتك وفهمك لعاداته وتقاليده، ويكسر العراقيل والعوائق بين شعبينا. علينا أن نلحّ ونصرّ على توسيع تعليم اللّغتين، وعلى تحديث أساليب التّدريس.
*بصفتكَ عضوا في اللجنة الاستشاريّة لوزير التّربية والتّعليم في"سلة الثقافة"- "سل تربوت"، ما هي الطّرق التي يمكن من خلالها تشجيع الأساتذة المشاركين في فعاليّات هذا الإطار الثّقافيّ، على تقريب الثّقافتين، العبريّة والعربيّة إلى الطلاب؟
*ان "سلة الثقافة" هي جهاز مهم لتنشيط الفعاليات الثقافية-الأدبية والفنية- داخل المدارس وخارجها.أنا آسف على قلّة استغلال هذا الجهاز في المدارس العربيّة.
"سل تربوت" هي وسيلة ذات طاقة واسعة جدا، بما فيها إمكانيات التّعاون الفني بين اليهود والعرب.لسوء الحظ، نادرا ما ألتقي في جلسات اللجنة الاستشارية بالممثلين من غير اليهود.
*في السنوات 1980-1987، كنتَ عضوا في هيئة سلطة الإذاعة، ورئيسًا للجنة الإذاعة باللّغة العربيّة. إلى أي حد كانت برامج هذه الإذاعة في تلك السّنوات مهنيّة وموضوعيّة؟
*استمتعت جدا بعضويتي في سلطة الإذاعة، وبمنصبي كرئيس لجنة الإذاعة باللّغة العربيّة، في الراديو والتلفزيون، وبحريّة الإبداع، التّفكير والتّعبير. في سلطة الإذاعة قوى بشرية ممتازة عامة، وفي الإذاعة باللّغة العربيّة خاصة. لا أزال أتابع ما يذاع من الراديو والتلفزيون في اللّغة العربيّة. المستوى جيّد، لكن التّحديات ازدادت وتكاثرت مع انتشار الشبكات الالكترونيّة وأجهزة الاتصال المتطوّرة. لذا، أرى أن من واجب المسؤولين في الإذاعة أن يولوا اهتمامهم لتلبية هذه التحدّيات.
*دكتور ألون، أخبرني أحد الأصدقاء أنّك ألّفت أيضا قاموسا من العربيّة إلى العبريّة وبالعكس. وقد أبدى الصّديق المذكور إعجابه بمؤلّفك هذا. فما حكاية هذا القاموس؟
*ألّفت القاموس العبري- العربي والعربي- العبري في منتصف التّسعينات، وقمت بإعداد الطبعة الثانية منه في شهر أيار 2007. في هذه الأيّام أقوم أيضا بتحضير الطبعة الثالثة. يحتوي هذا القاموس على أكثر من ألف صفحة، وقد ختمت التّمهيد لهذا القاموس بكلمات شخصيّة: "مع التّقدم المتواصل في عمليّة السلام في منطقتنا وتكاثر الصّلات اللغويّة بين كافة أبناء هذه البقعة من الأرض نشعر بالحاجة الماسّة إلى إتقان لغة جيراننا وثقافتهم. آمل أن يساعدنا هذا القاموس الجديد على بناء جسر آخر من التعاون في منطقتنا، وأن يقرّبنا من تحقيق الحوار بين الناطقين بهاتين اللغتين-العبريّة والعربيّة-أينما كانوا". ليت الأماني تتحقّق!
بالإضافة إلى القاموس المذكور، قمت بتأليف قاموس عبري-عربي للّغة العربيّة المحكيّة، مع زميلي د. حيا دهان، كما أشارك في هيئة تحرير القاموس العربي-العبري الموسّع، برئاسة الأستاذ الكبير المرحوم موشيه غوشين- غوتستين، وقد قام بنشر بعض أجزاء هذا القاموس قبل رحيله بسنوات.
[email protected]
أضف تعليق