هذا المقال بقلم الطالبة الجامعية، عرين خلايلة، الذي كتبته إثر تعرضها هي وزميلتها بهجوم من قبلة مجموعة من اليهود العنصريين من سكان مدينة صفد المحتلة.

 

" تتوالى الاحداث,ستستمر الايدي الصهيونية في التعرض الينا والالسنة اللاذعة في محاولة حرقنا كي نهرب و نخرج من هنا تاركين ارثنا و ارث أجدادنا .
لأين وهده أرضنا التي تحتضننا , وهل يوجد اغلى من الوطن... !
اعلم بأن التصور هذا قد يكون مشوشاً قليلاً ... فهيا لأوضحه .
ادعى عرين خلايلة, من سخنين, طالبه في قسم التمريض في كليه صفد, عربيه الاصل, مسلمه وارتدي الحجاب. كوني اتحلى بهذه المميزات اعاني من الاضطهاد كل يوم ومن عنصريه الشعب اليهودي. ففي صفد الحياه لمثلي اشبه بِوَكرٍ مليءبالأفاعي. انا بشخصيتي انثى عنيدة لا احب ان اسجن في الحياه, وهذا عكس متطلبات صفد.

علي أن أسلخ من جلدي كما تنسلخ الأفعى . أن أنسلخ من ديني و ثقافتي العربية الفلسطينية الأصيلة كي اقبل منهم.
و ما حدث لي في أحد الأيام هو خير مثال على ذلك .

هجوم مجموعة من الشباب المتطرفين 

في تاريخ 30.06.2014 تم التهجم علي في تمام الساعةالثامنة والنصف مساءا على يد ما يقارب الخمسة عشر يهودياً !!
كل ما فعلته هو انني عرجت الى الحديقة القريبة لأتنفس بعضاً من الهواء الطلق قبل تأخر الوقت, انا ورفيقتي في السكن, فنبتعد قليلا عن ضغط الامتحانات.
في تلك اللحظة قد استقبلنا اولئك الشباب بكل قذارة السنتهم و تمادوا الى أبعد من ذلك ! لقد رمونا بالحجارة ! ,
فما لبثنا الا و عدنا أدراجنا نحو السكن حتى لا يظهروا لنا ما يخبئون في جعبتهم من أسلحة أخرى . الأغرب هو أنني في خلال العودةلا أذكر توقف أي أحدٍ لمساعدتنا أو لصد هؤلاء الحمقى عننا – كفتيات عربيات تعرضت للضرب للتو –
لا سائقا وقف ليساعدنا او حتى لكي يسمح لنا بقطع الطريق بل كل منهم قد حاول دهسنا ! .
ولا اذكر سائقا حاول ان يوقفهم بل كانوا يسمحون لهم بالعبور. الى أن وصلنا الى سجننا الا وهوالسكن الطلابي.
نعم لا تندهشوا من هذا المسمى, لقد امسى سجنا ,فلا يسمح الخروج منه بعد الان و حياتنا باتت على المحك في الخارج.

وفي اليوم التالي بتاريخ 01.07.2014 نتفاجأ بالشرطة تنتظر في الاسفل مباشره بعد الافطار , بسبب ابلاغ عدد كبير من الطلاب الى الشرطة عن تهديدات تعرضوا اليها و هجوم على السكن .
فارتفع بكاء البنات و الصراخ , و ارتفعت اصوات صفارات الشرطة . أيها الأعزاء لقد تحول السكن من مهجع آمن الى ساحة حرب صغيرة ضد العرب الفلسطينيين من شباب و فتيات , حتى ان السكن لم يعد امنا لنا. !
ما العمل يا ترى؟ ما هو الحل ؟ هل سيسمع أحد من الخارج ندائنا أم ستنسوننا ؟؟
فوالله لا انسى تلك البنت الجالسة التي تبكي ولا تتوقف عن البكاء و الرعشة من شدة الخوف في أثناء محاولة الجميع تهدئتها كي لا تستمر في البكاء أكثر من ذلك , مطمئنينها بان الوضع بات "آمناً" الآن. و أي أمان هذا ؟؟؟

تعرضنا للتهديدات..

اخوتي في المنشأ .. اخوتي في الدم .. اخوتي في الانتماء .. نحن الفتيات و قد تعرضنا لهذه التهديدات .. فكيف بالباقين من العرب الفلسطينيين في أنحاء أخرى من البلاد في ظل هذه الأجواء المشحونة ؟؟
هل يا ترى ستسمع قصتنا و يتم ايجاد الحلول الرادعة لها من اصحاب المناصب ؟؟
تذكروا فقط تذكروا .. أننا ان وجدنا حلولاً لأنفسنا .. فاخوتنا بالدم في غزة لن يجدون ..
في الحقيقة هذه سنتي الثانية في صفد لكن هذه الواقعة , لن و لم تكن الحادثة الأخيرة فيها .

بل انني اشهد مشهداً كهذا كل شهر على الاقل واواجه ولا اهرب لكن هذه المرة كان معي شخص بريء اولا وفاقوني عددا وقوةً ثانيا.

لعلكم تتساءلون الآن ما بال هذه الفتاة و لما لا تتوجه الى الشرطة ؟
الإجابة بسيطة و هي كيف اشتكي لي أن أشتكي منهم عنهم !!!
فقبل اسابيع قليله مضت , كان هناك من يحاول الاعتداء على السكن الطلبي في صفد , فتوجهنا الىالشرطة طلباً للمساعدة , فقالوا لنا بأنه لاذ "بالهرب" غير اننا شاهدنا أمام أعيننا وعرفنا ان هذا غير صحيح البتة.
وبتنا نعلم الآن أن توجهنا اليهم هو فقط توجه رمزي لا يؤمن لنا الا نوعاَ منالحمايةاللحظية وليس حلا للمشكلة التي تتفاقم يوماً بعد يوم وترتد في وجوهنا بقوة اكبر بعد رحيلهم.
مع هذا بعد الاستشاره مع احد المحامين واقناعي على يد الاصدقاء في يوم الاربعاء 2.7.2014 تقدمت بالشكوى. فذهبت الى مركز الشرطة لأقدم البلاغ ضد ما خضته. بعد ان اتهمت الشرطة بالعنصرية وصرخت بكل قوتي.. بدأت الأيدي تلتفت الى قضيتنا... لكن بلا حلول بعد؟ اتمنى تحقيق الوعود..
في هذه اللحظة انا على يقين بأن الخطر لا يزال ينتظرنا الا انني- في المرة المقبلة - سأبقى وسأواجه...

لكن ماذا لو حدث موقف كهذا كهذا لو كنت عائدة مثلا من محاضرة متأخرة في المشفى في احدى ورديات المساء او احدى لقاءات اللغةالإنجليزيةفلمن اتوجه؟؟
قد يفوت الأوان في تلك اللحظة

يجب التحرك وتوفير الأمان لنا كطلاب وطالبات عرب في مدينه صفد.
من ينسينا هذه اللحظات الصعبة و من ينسينا الخوف الذي عشناه , من ينسيناأي تأثير على دراستنا فكما تعلمون نحن في فترة امتحانات , كيف لنا أن نجتازها في هذا الجو؟
اتمنى النظر بجدية الى الموضوع.. فقد بلغ السيل الزبى..


عرين خلايلة... 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]