" خلال دراستي الثانوية، كانتْ لدي رؤية مُستقبلية، لموضوع الدراسة الأكاديمية الذي سأختاره بعد انتهائي من الدراسة الثانوية، كانت طموحي دائمًا تصبو إلى الاختيار- بين موضوعين – إما مختصة في التغذية أو طبيبة، وبسبب الحواجز الكثيرة التي تُشكل عائقًا أمام الطلاب العرب في البلاد، (بين بسيخومتري، وتحديد جيل الطلاب، وغيرها ...)، اخترتُ دراسة موضوع الطب خارج البلاد، وكانت مولدوفا هي الدولة التي رستْ عليها البوصلة"- هذه هي الأسباب التي دفعت الطالبة أنغام ماجد فاخوري من الناصرة للدراسة في جامعة الطب الحكومية في مولدوفا ( USMF)، التي تخرجتْ منها قبل نحو أسبوعين، من كلية طب الأسنان.
عالم جديد مختلف..
قبل خمس سنوات، قررتْ أنغام الالتحاق بالدراسة في جامعة مولدوفا سويةً مع أختها، وكان يلزمها بداية ترتيب أمور التسجيل مع مكتب تسجيل يكون وسيطًا بين الطلاب والجامعة، حيثُ توجهتْ لمكتب " الفارابي"- في حيفا، الذي يديره د. تامر محمود، الذي يتكفل كل ما يتعلق بالتسجيل، وقضية تنسيق المعاملات للطلاب المتسجلين، واستقبالهم خلال يومهم الأول، وترتيب كل ما يتعلق بالسكن- الأمر الذي سهل عليها هي وأختها كما أشارتْ.
وردًا على سؤالنا أجابتْ أن السنة الدراسية الأولى لم تكُن بالسهلة، وخاصة أنها اختارتْ الدراسة في بلد جديد عليها، من الجانب الثقافي والاجتماعي، واللغة التي تعتبر أمرًا أساسيًا في التعامل مع المحيط القريب، وخاصة أن اللغة الإنجليزية غير متداولة في مولدوفا، وكان من المفروض عليهم تعلم اللغة الرسمية في البلاد وهي الرومانية.
بالإضافة إلى مسألة التأقلم مع الحياة الجديدة، والتعود على جوّها ومناخها الذي يُعتبر بادرًا بالنسبة لنا، ومدة الشتاء فيها طويلة بالمقارنة مع بلادنا.
وتابعتْ؛ بالإضافة إلى عامل الاشتياق إلى الأهل والحنين إليهم، وذلك بسبب البعد الجغرافي عنهم.
الدراسة في مولدوفا..
وعن الدراسة، قالتْ أن بإمكان الطلاب الاختيار بين الدراسة باللغة الإنجليزية أو الرومانية، وأكدتْ أن التعليم يحتاج من الطلاب أن يكون مجتهدًا ومثابرًا لعلمه، مستندةً إلى مقولة " لكل مجتهد نصيب"، الطالب الذي يختار العلم يجد نتيجة طيبة ترضيه، ومن يبغي غير ذلك، فالنتيجة معلومة للجميع.
وأشارتْ أن نظام التعليم في الجامعة أكثر من جيد، فهي تفرض على الطلاب الحضور الإلزامي فيها، وكل طالب يتغيب عن المحاضرة، يتم مخالفته بمبلغ يقدر بـ (5) يورو، بالإضافة إلى أن عليه تعويض المحاضرة.
بالإضافة إلى أن نظام الجامعة عملي وملموس- بما معناه- أن الطلاب يقوموا بتطبيق ما تعلموه على بشرٍ وليس على دُمى خاصة بالتطبيق- بعكس نظام التعليم في البلاد.
على الصعيد الشخصي..
وأكدتْ طبيبة المُستقبل أنغام، أن الحياة الدراسية، منحتها قوة في الشخصية، والثقة بالنفس، وجعلتْ منها شخص مسؤول، ومُستقل يعتمد على ذاته بكل شيء، ويفهم كيفية التعامل مع الناس والأفراد.
مولدوفا..
وعن مولودفا، وصفتها بالدولة الريفية الهادئة، شعبها يحترم الضيف، ويجيد التعامل معه، لكن علينا نحن " الطلاب"- أن نرد هذا التعامل الطيب بالمثل، مُشيرةً إلى أن بعض الطلاب يقومون ببعض التصرفات غير اللائقة، وهم قلة.
وبين الدراسة والتعليم هُناك فَسحة وفُسحة، فتمتاز العاصمة بطبيعتها الخلابة وبحيراتها الجميلة، التي كانوا يتمتعوا بالتنزه بجوارها.
وأكدتْ حياة الطالب بشكل عام تمتزج بين الحلو والصعب، وهذا أمر طبيعي، ويتعلق بجو التعليم وضغط الدراسة.
امتحان الاجتياز...
قبل أسبوعين، تخرجتْ أنغام من الجامعة وحصلتْ على شهادة طبيبة أسنان، وبحسب ما أشارتْ لنا، أنها حسب نظام التعليم في مولدوفا تعتبر طبيبة أسنان، وهذا يعود لاجتيازها ونجاحها في امتحانات الدولة في مولدوفا، المقسمة إلى ثلاث، الأولى عبارة عن بحث طبي أكاديمي، والثاني حسب منظومة التعليم الأمريكي، والثالث امتحان شفهي، وبعد ذلك يتخرج الطالب وهو حاصل على شهادة طبيب أسنان مصادق عليها نجاحه في امتحانات الدولة، ولكن ما يُجهد الطالب، أن بعد عودته إلى البلاد، يبدأ بالتجهيز والاستعداد من أجل تقديم امتحان الطب في الدولة، وهو صعب على الطلاب الدارسين خارج البلاد، وخاصة أنه باللغة العبرية، وهي اللغة التي لم يزاولوا استخدامها خلال سنوات التعليم، وأشارتْ أن الامتحانات المترجمة إلى اللغة الإنجليزية بترجمة حرفية وغير واضحة. بالإضافة أن الأمر يتكبد مجهودًا على الطلاب الخريجين معنويًا ونفسيًا.
نصيحة..
وفي نهاية اللقاء معها، توجهتْ الطبيبة المتخرجة حديثًا أنغام فاخوري بنصيحة للطلاب الذين سيلتحقوا بدراسة الطب أو التحقوا، عليهم أن يكون مقتنعين وراغبين بدراستها وعن اقتناع، ولا يكون الأمر مفروضًا عليهم، حتى ينجحوا في دراستهم، والأهم من ذلك أن يلتزموا بالدراسة ويكونوا جديين خلال سنوات تعليمهم ويحترموا ثقافة المجتمع الذين قدموا إليه.
[email protected]
أضف تعليق