يخوض المنتخب الجزائري اليوم الأحد مباراته الثانية بمونديال البرازيل، ويجد رفاق القائد مجيد بوقرة أنفسهم أمام حتمية الفوز على كوريا الجنوبية للحفاظ على حظوظهم كاملة في التأهل للدور الثاني وتحقيق أفضل مشاركة في تاريخ الكرة الجزائرية.

ويدرك المنتخب الجزائري جيدا أهمية الفوز على كوريا الجنوبية، لأنه سيعزز حظوظه في مشاركته الرابعة في سعيه لبلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه، خاصة بعد خسارته أمام بلجيكا (1-2) في الجولة الأولى، والمباراة الساخنة التي تنتظره مع روسيا في الجولة الثالثة الأخيرة.
ويمني “محاربو الصحراء” النفس بضرب أكثر من عصفور بحجر واحد في الجولة الثانية، أولها وأهمها الفوز الذي يلهثون وراءه منذ العام 1982، إضافة إلى تعويض خيبة أملهم في الجولة الأولى عندما تقدموا على بلجيكا حتى الدقيقة 70 بهدف لسفيان فغولي، قبل أن يخسروا بهدفي البديلين مروان فلايني ودرييس مرتنس.

وسيضع الفوز الجزائر في موقف جيد لانتزاع إحدى بطاقتي المجموعة، خاصة إذا سقطت روسيا أمام بلجيكا في المباراة الثانية ضمن المجموعة، لأن رجال المدرب البوسني الفرنسي الجنسية وحيد حاليلوزيتش قد يكفيهم التعادل في الجولة الأخيرة لبلوغ ثمن النهائي.

وسيكون مدرب “الخضر” أول الساعين إلى النقاط الثلاث لتحسين صورته بعد الانتقادات الكثيرة التي نالت منه من قبل المسؤولين والدوليين السابقين ووسائل الإعلام الجزائرية بسبب خطته الدفاعية المحضة التي سلكها أمام بلجيكا وكلفته غاليا بتجرع الخسارة المرة بعدما كان الفوز في المتناول.

وسيحرص حاليلوزيتش الباحث عن تحقيق “إنجاز” في أول مشاركة له مدربا في المنافسة العالمية، بعد أن أقيل من تدريب منتخب ساحل العاج عشية مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، على تدارك الهزيمة أمام بلجيكا من بوابة كوريا الجنوبية ليعيد به الثقة إلى صفوف لاعبيه.

ومن المتوقع أن يجري المدرب تغييرات على التشكيلة لتصحيح بعض النقائص على الصعيد الدفاعي الذي يبقى حتى الآن النقطة السوداء للمنتخب الجزائري، والتحلي بالجرأة اللازمة من خلال اعتماد طريقة لعب هجومية مثل ما وعد به قبل 24 ساعة من مواجهة بلجيكا.

ويعي حاليلوزيتش أن أي تعثر اليوم ستكون عواقبه وخيمة وقد يقال قبل نهاية العرس العالمي رغم أن جميع المؤشرات تدل على أنه لن يكمل مشواره مع الخضر بعد المونديال، حسب وسائل الإعلام الجزائرية التي أشارت إلى أن المدرب المستقبلي المحتمل الفرنسي كريستيان غوركوف حاضر بالبرازيل لمتابعة مباريات الجزائر.

من جهتهم أبدى لاعبو المنتخب الجزائري إصرارهم على تدارك الخسارة الأولى في المباراتين المتبقيتين، وقال لاعب وسط إنتر ميلان الإيطالي سفير تايدر “يصعب علينا تجرع الهزيمة أمام بلجيكا، لأن الفوز كان متاحا ، يتعين علينا استخلاص الدروس وخوض المباراة المقبلة بطريقة أحسن”.

واعتبر لاعب وسط توتنهام الإنجليزي نبيل بن طالب أن الجزائر تملك كل الحظوظ للمرور إلى الدور الثاني، وقال “الأمور لما تحسم بعد. صحيح أننا تلقينا هزيمة لم تكن لتحدث بالنظر إلى مجريات المباراة، لكن كرة القدم أحيانا لا تكون منصفة، علينا نسيان هذا الإخفاق والتركيز على اللقاء المقبل أمام كوريا الجنوبية الذي يبدو أنه سيكون حاسما، والاستدراك أمر ضروري”.

ويحظى المنتخب الجزائري بمساندة جماهيرية هائلة في المونديال الحالي، ووصل عدد المشجعين الذين سافروا خلف الفريق من الجزائر أو من الجاليات الجزائرية بدول الأميركتين ولا سيما في كندا أكثر من 4000 مشجع.

كما ينتظر أن يتزايد العدد في مباراة اليوم في ظل وجود جالية لبنانية كبيرة في بورتو أليجري ومهاجرين من أصول عربية استقروا بهذه المدينة الجميلة التي تحظى بطقس أكثر برودة من نظيره في بيلو هوريزونتي التي خاض فيها الفريق لقاء بلجيكا.

ويتوقع هطول الأمطار اليوم على المدينة التي تستضيف اللقاء على ملعب “بييرا ريو” الذي تبلغ سعته نحو 43 ألف مشجع

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]