قال سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا ندرك جيدا ان الثمن الذي قد ندفعه سيكون غاليا لاننا نتصدى لتيار داخل الكنيسة مدعوم من قبل قوى الشر العالمية و لكننا نفضل دفع هذا الثمن على ان نكون صامتين ساكتين متفرجين مكتوفي الايدي امام ما يرتكب بحق كنيستنا من قبل اناس كان من المفترض ان يكونوا مؤتمنين عليها و لكنهم خانوا الامانة و اصبحوا جزءا من المؤامرة التي حيكت و ما زالت تحاك ضد كنيستنا الارثوذكسية و تستهدف الحضور المسيحي العربي الوطني المشرقي في فلسطين.
لقد صمتنا بما فيه الكفاية و انتظرنا بما فيه الكفاية حتى وصل السيل الزبى و سكوتنا و انتظارنا لم يكن في يوم من الايام سكوت المستسلم او الضعيف بل كنا نتوقع ان يتحرك الضمير و ان يصحوا من كبوته و لكن للاسف تبين لنا انه لا يوجد هنالك اصلا ضمير لكي يصحوا من كبوته و لا يوجد ادنى حس بالمسؤولية .
عن اي ضمير نتحدث و كنيستنا يقودها اناس مصلتحهم مربوطة بالصهيونية و الماسونية و قوى الشر العالمي اي ان عدو الكنيسة في داخلها ، تحدثنا كثيرا عن الاصلاح في المؤسسة الكنسية و اتهمنا بالتعريب و كأن المطالبة بالتعريب جريمة و هنا يحق لنا ان نتسائل "لماذا يحق لليوناني ان يقول بأن البطريركية جزءا من تراثه القومي اليوناني و نحن لا يحق لنا التحدث عن التعريب".
لماذا يحق لليوناني التحدث عن كنيسة يونانية و نحن لا يحق لنا التحدث عن كنيسة عربية.
هل المستعمر يحق له ان يقول ما يريد و نحن محرم علينا ان نعبر عن انتمائنا الروحي و الوطني.
ان البطريرك اليوناني ثيوفيلوس و مساعديه و معاونيه اساؤوا للبطريركية و اساؤوا للكنيسة و اساؤوا للمسيحية المشرقية العريقة و اليوم يمعنون في اسائاتهم و قد فقدوا البصر و البصيرة و اعمى بصائرهم المجد العالمي الزائل.
ان ما تمر به بطريركتنا من سوء ادارة و حالة فوضى و تفكك داخلي لهو امر يعرفه الجميع و هي حقيقة يدركها كافة المقيمين في البطريركية.
لن نسمح ببقاء قيادة كنسية تتآمر علينا ليلا و نهارا و تشوه صورة الكنيسة و تسيئ الى الحضور المسيحي العربي في هذه الديار.
ما هو مصير الاوقاف التي سربت و هل اصلا بقي اليوم اوقاف لكي تسرب و لماذا يتم التآمر على الاكليروس العربي الوطني و لماذا يتم استعداف من يسعون يوميا لابراز الوجه الحقيقي لكنيستنا.
لماذا لا يعاقب دعاة التجنيد و الاسرلة و الصهينة بينما الاكليروس الوطني يستهدف بالاسائة و التشهير و التطاول و قطع الرواتب و العقابات الظالمة، لا بل بتشويه السمعة ايضا و بأساليب قذرة.
انني ادعو اخوتي المطارنة و الكهنة الى كسر حاجز الخوف و الصمت ، فلا تسمحوا لحفنة من الدولارات بأن تجعلكم صامتين متفرجين امام هذه المجزرة الغير مسبوقة التي ترتكب بحق كنيستنا.
هل ما يحدث معنا و بحقنا من اضطهاد و استهداف هو جزء من المخطط الذي يستهدف الحضور المسيحي في هذا المشرق.
و انه لامر مضحك مبكي في آن ان يظن البطريرك و مجمعه ان قطع الراتب سيجعلنا نتراجع عن مواقفنا.
لا نريد راتبكم اذا ما كان مشروطا بمواقف سياسية معادية لامتنا العربية و شعبنا الفلسطيني و مواقفنا و مبادئنا لا تباع و لا تشترى بالمال....
و هنا اود ان احذر و بكل امانة و مسؤولية و حرص ان اقدم و اهم مؤسسة مسيحية روحية في القدس مهددة بالانهيار هذا اذا لم تكن قد انهارت بالفعل.
كل واحد منا مدعو لتحمل مسؤلياته و خاصة اخوتنا المطارنة و كافة الاكليريكيين فلا يجوز لنا ان ننسى او ان نتناسى اننا في وقت من الاوقات سنقف امام الديان العادل لكي يحاسبنا.
لن نتنازل عن اصالتنا المسيحية المشرقية العربية و لن نتنازل عن انتمائنا للشعب العربي الفلسطيني الذي قضيته قضيتنا و معاناته معاناتنا و جراحه جراحنا.
و نرفع دعائنا الى الله من اجل ان يحفظ و يصون كنيسته و يبعد عنها الاعداء المنظورين و غير المنظورين و ان يقوينا جميعا لكي نحافظ على هذه الامانة و نصون هذه الرسالة بتواضع و محبة.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
المطران عطاالله حنا انسان وطني وفخر لشعب العربي الفلسطيني