ترى أين يقع جبل الطور أو" جبل سيناء" كما يسميه اليهود الذي ذهب إليه نبي الله موسى لميقات ربه وهناك كلمه الله وتلقى الألواح وفيها الوصايا العشر، بعد خروج بني إسرائيل من مصر وغرق فرعون وجنوده؟.
صحيفة" معاريف" الإسرائيلية قالت إن هناك جدلًا واسعًا احتدم بين الباحثين حول تحديد المكان الحقيقي للجبل، حتى أصبح هناك خمسة أماكن على الأقل يحمل كل واحد منهم أسبابًا وجيهة تجعل منه الجبل المنشود.
تحقيق الصحيفة الإسرائيلية قال إن جزءًا كبيرًا من النظريات اعتمدت على أبحاث أثرية أجريت بين أعوام 1967 و1973 عندما كانت سيناء تحت الاحتلال الإسرائيلي.
سرابيط الخادم
يرى الدكتور "تسفي إيلان" خبير الأثار الإسرائيلي أن مكان "جبل سيناء" هو سرابيط الخادم، ذلك الجبل الموجود في جنوب غرب شبه جزيرة سيناء بجوار مدينة أبو زنيمة، معتبرًا أنه يوافق مسار تيه بني إسرائيل في الصحراء والذي استمر 40 عامًا.
وقال إن سرابيط الخادم هو الموقع الوحيد جنوب سيناء الذي عثر فيه على بقايا من الفترة القريبة لتيه بني إسرائيل، كما ظهرت فيه كتابات بلغة سامية قديمة، مشيرًا إلى أن الساميين اعتبروا هذا المكان مقدسًا وكذلك فعل المصريون بعد ذلك.
جبل موسى
لكن التراث المسيحي يشير إلى مكان آخر هو جبل موسى الموجود جنوب سيناء أيضا، ويقع ضمن كتلة جبلية من الجرانيت، ويصل ارتفاعه إلى 2285 مترًا.
وهناك الكثير من الأسباب ترجح أن يكون جبل موسى هو المكان المقصود، لاسيما فيما يتعلق بالظروف التي تسمح بإقامة المعسكر الذي تقول التوراة أن بني إسرائيل أقاموه هناك ومكثوا فيه سنة كاملة، بما في ذلك حقيقة أن صخور الجبل مغطاة بالشجيرات والعشب الأخضر، فيما تحيط الجداول المائية وأشجار الفاكهة.
ووفقا للتراث المسيحي فإن الملكة "هلنا" والدة القيصر كونستانتينوس كانت أول من اكتشفت أن جبل الطور أو جبل سيناء هو نفسه جبل موسى. وقد دفع هذا الكشف القيصر يوستنيانوس الأول إلى بناء كنيسة بالمنطقة سميت " سانت كاترين" عام 527 ميلاديًا.
ملتقى موآب وآدوم وكنعان
لكن الباحث الإسرائيلي" هلل هالبرين" كان له رأي آخر حيث زعم أن مكان الجبل يجب أن يكون في الملتقى الحدودي بين مناطق موآب وأدوم وكنعان القديمة، مشيرًا إلى الجبل الواقع في الضفة الجنوبية لوادي الحسا "وادي عفرا" جنوب الأردن، الذي يحده من الغرب وادي عربة، هناك تحديدا تلقى موسى التوراة وفقًا للباحث الإسرائيلي، الذي قال إنه استغرق عشرين عامًا كي يصل لتلك النتيجة.
واستدل "هالبرين" بوجود مصادر مياه تكفي لشعب كامل، وقال إن الحديث في التوراة جرى عن جبل إلى الشرق من آدوم وجاء بالآية التي وردت في سفر التثنية "جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير". أي أن الشمس أشرقت على بني إسرائيل في الشرق، على إقليم آدوم والذي كان يطلق عليه "أرض سعير"، حيث تلقوا التوراة.
كما استشهد بما قاله القاضي "يفتاح" في سفر القضاة، حيث قال القاضي إن موسى طلب من شعوب موآب وأيضا من آدوم المرور عن طريق أرضهم حتى يصل إلى منطقة كنعان، عندما كان موسى في قادش والتي تسمى أيضل تل النبي مندو، وهو المنطقة التي تقول التوراة في سفر المزامير إنها قريبة من جبل سيناء:" صوت الله يزلزل الصحراء، الله يزلزل صحراء قادش".
جبل اللوز بالسعودية
هناك من يقول أيضا أن جبل الطور هو جبل اللوز الذي يقع في أرض مدين القديمة، وهي السعودية حاليًا. تلك النظرية تعتمد على مزاعم المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس أو باسمه العبري الأصلي يوسف بن ماتيتياهو، وهو الجبل الأكثر ارتفاعًا في جبال مدين.
ويرى باحثون أن هذا الطرح قد يمثل الحقيقة حيث يشكل الجبل أعلى نقطة شمال غرب السعودية، وهو جزء من سلسلة جبلية محاطة بالأودية والأخاديد القادرة على استيعاب مئات الآلاف من البشر- الذين ربما خرجوا من مصر ووصلوا إلى المكان لتلقى التوراة.
لكن السواد الأعظم من الباحثين استبعد ذلك نظرًا لغياب دلائل واضحة، وكذلك لأن المسافة بين أرض جوشان (محافظة الشرقية في مصر كما وردت في التوراة) وأرض مدين تبلغ 450 كيلومتر، وهي المسافة التي لا تناسب الوصف التوراتي الذي أشار إلى قرب المسافة بين جبل سيناء ومصر.
جبل كركوم، النقب الجنوبي
ويتنبى البروفيسور " عمنوئيل عناتي" تلك النظرية التي تقضي بأن هذا الجبل يقع داخل حدود فلسطين المحتلة. و"عناتي" خبير آثار إسرائيلي، زار الجبل في عام 1954 عندما كان طالبا للآثار. وقتها لفت نظره الرسوم الصخرية التي وجدها في المنطقة.
عاد خبير الآثار الإسرائيلي إلى الجبل عام 1980 وبعد مرور ثلاث سنوات نشر دراسة تقول إن جبل كركوم هو نفسه جبل سيناء.
وهذا الجبل بحسب "معاريف" لا يشبه أي جبال حوله، حيث يبقى وحيدًا من نوعه في المنطقة، ويصل ارتفاعه إلى 1035 مترًا عن مستوى سطح البحر. وقد عثر "عناتي" هناك على مجموعات محفورة من الحجارة التي ترتبط بقصص وردت في التوراة. كذلك زعم أنه عثر هناك على رسوم لألواح العهد التي تلقاها موسى من ربه، و 12 من شواهد القبور التي أقيمت على سفح الجبل، والتي تمثل الأسباط الـ 12 على حد زعمه. كما عزز العثور على مواقع أثرية جوار الجبل من بينها مذابح ومعابد نظرية " عناتي".
[email protected]
أضف تعليق