احيت الحركة الاسلامية في الزرازير ذكرى الاسراء والمعراج في مسجد المزاريب يوم الاثنين الماضي بمحاضرة للدكتور منصور عباس نائب رئيس الحركة الاسلامية في البلاد، وقد حضر الاحتفال العديد من الاخوة والاخوات الافاضل ابناء قرية الزرازير والمنطقة المجاورة وقد رحب الشيخ ابو حامد وليد ذيابات بالحضور وقدم للمحاضر الضيف داعيا الحضور للاستفادة من مثل هذه الفعاليات الدعوية والتربوية.

وبدأ الدكتور منصور عباس محاضرته بتهنئة المسلمين بذكرى اسراء ومعراج رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبر ان الوقوف عند حادثة الاسراء والمعراج من الزاوية العلمية والاعجازية يتطلب استحضار مجموعة من المفاهيم الكونية في علم الفيزياء وكذلك النصوص القرانية والحديثية التي ذكرت الحادثة ثم التفكر في مدلولاتها للوصول الى الحقيقة الساطعة ان حادثة الاسراء والمعراج كانت معجزة ربانية تخطت قدرة الانسان على الفعل ولكن راعت قدرة الانسان على الفهم.

وقد دلل المحاضر على هذه القاعدة من خلال العديد من الامثلة من خبر حادثة الاسراء والمعراج، فقال مثلا ان الحديث عن استحالة الانتقال مسافات كبيرة في وقت قليل كما في الاسراء من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وكذلك المعراج عبر اقطار السماوات، تدحضه قوانين الفيزياء اليوم التي تحدد ان ازدياد السرعة يواكبه انكماش الزمن كما حددت ذلك النظرية النسبية لاينشتاين في القرن العشرين. واضاف ان القدرة على تجاوز المسافات البعيدة تطورت من خلال الوسائل التي طورها الانسان عبر مئات السنين فمن المشي راجلا وراكبا على الدواب الى السفر في المركبات بانواعها المختلفة مصداقا لقوله تعالى: (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون)، مما ادى الى تجاوز مسافات خلال دقائق معدودة بينما استغرق تجاوزها قبل ذلك اشهرا معدودة مصداقا لقوله تعالى ( يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون) .

اما الاسراء والمعراج كرحلة عبر اقطار الارض والسماوات فكان من الممكن ان تكون في لحظة الامر الالهي من غير وسيلة او دابة مصداقا لقوله تعالى (انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون) الا ان الله سبحانه وتعالى اختار ان تتجلى قدرة الله تعالى وحكمته وعلمه في الوسائل التي خلقها لتنفيذ هذه المهمة الجليلة فكان البراق دابة من خلقه تسير برسول الله من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وتضع حافرها حيث تضع بصرها ، وكان المعراج بالمعراج الذي خلقه الله ولم ير مثله قط كما روي عن رسول الله ليكون هو الوسيلة للسير عبر اقطار السماوات السبع، فالبراق والمعراج كانت الوسيلة التي مكنت الرسول محمد ومعه امين الوحي جبريل من بلوغ الغاية في زمن محدد الا ان قدرة الله وعلمه هي التي ابدعت واتقنت الخلق والامر فكان من حكمته ان يقرب المفاهيم الينا ليتبين البرهان وتقوم الحجة . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]