ترأس راعي الكنيسة المارونية البطريرك مار بشارة بطرس، مساء امس الثلاثاء، قداسا دينيا في كنيسة اللاتين بمدينة بيت ساحور، لمناسبة عيد الصعود.
وقال البطريرك بطرس في عظته، 'أيها الشعب الفلسطيني يا أهل الأراضي المقدسة أنتم حماة الأرض، هذه أرضكم وكرامتكم وإنسانيتكم وهويتكم، نشكركم لأنكم تحافظون على هذا الإرث الثمين، الأراضي المقدسة'.
وأضاف: 'من حقكم أن يكون لكم دولتكم المستقلة، والقدس الشرقية عاصمتكم، وأن يعود اللاجئون إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم'، داعيا المسيحيين الفلسطينيين إلى عدم بيع أراضيهم وهجرتها؛ قائلا 'لا تبيعوا أرضكم ولا تهاجروها، وإلا بعتم هويتكم ووجودكم، مهما كانت الصعاب'.
وسأل البطريرك بطرس، الله 'أن يقدس آلام الشعب الفلسطيني وأن يحين الوقت ليقوم الشعب الفلسطيني من موته وآلامه لحياة كريمة حرة، لأن الشعب الذي يختبر التنكيل والشر لا يتمنون الشر للناس، فـ'آلام المسيح من آلامكم'.
عيد الصعود
وقال 'نحتفل بعيد الصعود وقد ودعنا أمس البابا فرنسيس، تلك الزيارة التي وزعت في قلوبنا الفرح والسلام، ورفعنا الصلاة معه رجال دين ودنيا، وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس، الذي أبدى الرغبة الحقيقية للسلام'.
وأضاف البطريرك 'كل ما سمعته من الرئيس الذي شرفني بالوسام الفلسطيني الرفيع نجمة القدس، السلام والحب، فهو منفتح لكل حوار من أجل السلام'.
وأعرب عن شكره للبطريرك ميشيل صباح، الذي يحمل القضية الفلسطينية المحقة العادلة في قلبه، وصلى دائما وتحمل من أجل هذه القضية العادلة.
وأشار إلى 'أن الكلمة الأخيرة هي للسلام لا للحرب، للعدالة لا للظلم، وزيارة البابا فرنسيس وجهت أنظار العالم للأرض المقدسة، ليدرك العالم أن القضية هذا الشعب عادلة'.
القداس
وحضر القداس وفد من الرئاسة الفلسطينية، وأعضاء من المجلس التشريعي، ورؤساء بلديات، ومدراء الأجهزة الأمنية في المحافظة.
وكان غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، زار مدينة القدس في وقت سابق اليوم، وشارك بحفل استقبال في مركز النوتردام في المدينة، التقى خلاله العديد من الشخصيات الدينية والمدنية.
وقال القاصد الرسولي سفير الفاتيكان في القدس المطران جوزيبي لازاروتو، إن زيارته تشكل امتدادا للزيارة الناجحة للأرض المقدسة التي قام بها البابا فرنسيس خلال الأيام الثلاثة الماضية.
من جهته، رحب الأب بطرس فيليت، أمين عام مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة بالبطريرك الراعي قائلا: 'إن زيتون الأرض يعانق اليوم أرز لبنان'.
وشدد البطريرك الراعي على أن هذه الزيارة هي لدعم المظلومين وللتواصل مع الرعية ولإسماع صوت واضح يدعم العدل والسلام في الأرض المقدسة.
وأقام البطريرك الراعي قداسا في كنيسة القيامة، وزار حراسة الأراضي المقدسة وبطريركية اللاتين، واستضاف رؤساء الكنائس في القدس على مائدة الغذاء في دير مار مارون في البلدة القديمة من المدينة المقدسة.
نقول للعالم أجمع إننا نريد العيش مع الجميع، نحن أصيلون في هذه الأرض، هنا هوية شعبنا
ويذكر أن البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس رافق قداسة البابا فرنسيس في زيارته إلى بيت لحم، كما شارك في اللقاء بين قداسة البابا والبطريرك برتلوميو في كنيسة القيامة في القدس.
وفي لقاء مع تلفزيون فلسطين، قال البطريرك مار بشارة بطرس إنه إذا حلت القضية الفلسطينية فإن كافة مشاكل الشرق الأوسط ستحل.
وأضاف:'نقول للعالم أجمع إننا نريد العيش مع الجميع، نحن أصيلون في هذه الأرض، هنا هوية شعبنا'، داعيا الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، إلى الحفاظ على وجودهم وتجنب أي شيء يؤدي للعنف والحروب.
وقال إن المدينة المقدسة والأرض المقدسة ملك لكل الناس، ولا يجوز أن تقفل أمام أي إنسان، مؤكدا وقوفه ضد التسلط والاستكبار ومنع الحقوق عن شعبنا.
اكد على اعتراضه ليهودية الدولة
وأكد اعتراضه على يهودية الدولة، وقال إنه لا يمكن في القرن الـ21 وفي زمن العولمة أن تكون هناك دولة تبنى على العنصر الديني، معربا عن أمله بألا تقبل الأسرة الدولية في القرن الـ21 أن تبنى جدران بين الناس.
مع شرعية القضية الفلسطينية
وقال:' إنني والكنيسة المارونية مع شرعية القضية الفلسطينية وثوابت الفلسطينيين وقيام الدولة الكاملة السيادة بالحدود المعترف بها، ومع عودة اللاجئين والتعويض لهم، ومع القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين'.
ولفت أنه وفي كل زياراته لدول العالم واللقاءات مع السفراء يؤكد على شرعية وعدالة القضية الفلسطينية، وضرورة الاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة والاعتراف بحق اللاجئين في العودة.
وثمن عاليا استقبال الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني للبابا فرانسيس والوفد المرافق له في زيارته لفلسطين والأرض المقدسة، وما قاله الرئيس حول رغبته والشعب الفلسطيني في العيش بسلام والاحترام المتبادل للحقوق مع تأكيده على ملكية الأرض والحضارة.
وعبر عن سعادته وسعادة البابا فرانسيس بالاستقبال الرسمي والشعبي الفلسطيني الذي حظي به من الرئيس والشعب الفلسطيني أثناء زيارتهما لبيت لحم والقدس، مضيفا أن البابا رأى بعينه مواقع الظلم والاستبداد والحرمان، وهذا ترك جرحا كبيرا جدا في قلبه، ولكنه في الوقت نفسه كان فرحا لأنه رأى قلوبا مفعمة بالمحبة والسلام.
ويذكر أن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، قلد الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق وسام نجمة القدس، خلال استقبال سيادته له في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم، تقديرا لمواقفه القومية ومكانته الدينية ومساهماته على المستوى الإقليمي والعالمي، وعرفانا لدوره ودور لبنان الشقيق وشعبه في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتثمينا لشجاعته وزيارته للقدس وكسر الحصار ودعم صمود أهلها، وامتنانا لصلواته ودعواته لتحقيق السلام والاستقرار في الأرض المقدسة فلسطين، أرض المحبة والسلام.
[email protected]
أضف تعليق