سؤال:

طفلي الثاني عمره سنتين ونصف. لغته ما زالت مبنية على عدد قليل من المفردات: ماما، بابا، مي ميكي وميني ... أدخلته الحضانه كي يتعلم الكلام بالاحتكاك مع الأطفال. زادت حركته وأصبح عنيفا. يضرب ويعض. سؤالي: هل ينفع العقاب؟ كيف أتصرف؟

الجواب:

العقاب لا ينفع بل يضر خاصة بحالة طفلك. هو يحتاج لاهتمام ومراقبة دائمة لوقايته من الوقوع في حالات انفعال تجعله يلجأ للضرب، العض والعنف.

لماذا لا ينفع العقاب؟

العقاب هو حالة من حالات العنف تزيد صعوبة حالته. طفلك يعيش ضائقة اجتماعية. سببها اللغة. هو يحتاج للكلام وطفلك لم تنضج قدرته على طلاقة لسانه بالكلام بعد. عقابه على تأخر تطور لغته الطبيعي يجعله يشعر بعجز. العقاب لا يساعده على تسريع تطور لغته. تلك فروق فردية طبيعية ليس بمقدوره التغلب عليها لوحده. هو يحتاج لمساعدتك وليس لعقاب.

ما سبب عنفه؟

هناك أسباب كثيرة للجوء طفلك للعنف. أهمها هو عائقه اللغوي. قلة مفرداته تسبب له الكثير من التأثر والانفعال. إحتكاكه اليومي مع الأطفال في الحضانة يحتاج للتعبير عن طلب ما، لتفاوض مع أحد ما، للاعتراض على حاجة، لمساعدة و...

لهذا يلجأ لوسائل بمقدوره استخدامها، مثل: العض، الضرب والعنف...

ماذا يحتاج طفلك لتطوير لغته؟

هو يحتاج للمساعدة. وسيلة اكتساب اللغة هي بالتواصل الاجتماعي في بيئة اجتماعية غنية بمفرداتها. يحتاج لسرد القصص في كل مناسبة وعلى الدوام. يحتاج أيضا لاستبدال كل سلوك يسبّب له العنف باللغة مثل: أنت متضايق من... أنت تريد أن تقول...أنت تحتاج لأن تعترض على... تلك عبارات تعكس حاجاته من الآخر بلغة سهلة وقصيرة. لا لانتقاده أو توبيخه ونعم لتفسير ما يحدث معه.

كيف التصرف حين يحدث التعدي؟

يلزم دوام مراقبته لاستباق حدث العنف ولوقايته من الوقوع بالانفعال الذي يدفعه للعض أو الضرب. عند وقوع العنف بالرغم من الحيطة والمراقبة من الواجب التوجه أولا للطفل المتضرر وتعزيته على مسمع من طفلك. غمر الطفل المتضرر أمام طفلك. تلطيف حالته العاطفية بمفردات محدودة على مسمع من طفلك كي يختزنها ويكتسب استخدامها فيما بعد. في النهاية وللتعزية تقوم المربية بالاعتذار من الطفل المتضرر لتكون قدوة له. لا لزوم لفرض واجب الاعتذار. يكفيه أن يسمع اعتذار المربي. المربي هو نموذجه العاطفي الذي يتعلم منه السلوك ويكتسب المفردات. لا لتوقع الكمال الفوري ونعم للثبات على ذلك الأسلوب.

ماذا يحتاج الطفل العنيف؟

يحتاج طفلك أيضا لكثير من أنشطة حركية وفعاليات تسلية في بستان، مشوار بالطبيعة، حديقة ألعاب وكثير من ألعاب تسلية حركية رياضية للتنفيس عن ضغوطه الاجتماعية. يلزم طفلك أيضا تبادل زيارات مع صاحب يرتاح إليه. الاستضافة ورد الزيارة يساعده على اغناء لغته أثناء التسلية واللعب. هذا ومن الضروري اشراكه بالتحضير للزيارة، بالتضييفات، بوسائل اللعب التي يختارها لصديقه الضيف. إن التحضيرات هي حالة تربوية ترغيبية تدفعه للتواصل اللغوي بسبب حالته العاطفية الإيجابة بانتظار الضيف. كل سلوك يقوم به طفلك يلزم مرافقته بلغة مناسبة. يوما بعد يوم سوف يكتسب لغة غنية بعدد مفرداتها فيختفي سبب السلوك العنيف.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]