ضمن المقابلة الحصريّة لموقع "بكرا " مع الأب المعزول عن عمله من قبل البطريركيّة الأورشليميّة الأورثوذوكسيّة في القدس رومانوس رضوان، والتي قامت البطريركيّة بتعيين الخوري جبرائيل نداف مكانه بعد صدور الحرمان عليه من المجمع المقدّس عام 2012 – وفق تصريحه في التقرير السابق لموقع بكرا، قرر الأب رومانوس رضوان أن يفتح النار على البطريركيّة ويكشف أوراق مخفيّة، وأسباب إستصدار الحرمان عليه، منعه من إقامة القدّاس في قرية المجيدل المهجّرة – قضاء طبريّا، وغيرها من التفاصيل.

مؤسسة سياسية

في بداية حديثه لبكرا، أكّد الأب رومانوس رضوان أنّ البطريركيّة الاورثوذكسيّة هي مؤسسة إلهية روحية سماوية مخلصة، تعمل على التبشير والاهتمام وتهذيب الشعب بحسن العبادة والعمل الصالح، متابعا حديثه: "للأسف منذ عام 2005 حصل انقلاب رهيب في البطريركية، تحولت البطريركية إلى مؤسسة سياسية تجارية هدفها بث الشقاق وزرع الفتن بين كهنة البطركية وأبناء الشعب والرعية".

ويسرد الأب رومانوس رضوان ما حصل في الأعوام الأخيرة، فالبطرك الأورشليمي الينيوس الأول أنتخب عام 2001 بطريقة قانونية بعد وفاة المرحوم البطريرك ديوغروس الأول، وقال "بدون أي سبب بدأت الإدعاءات والإتهامات وخداع الإعلام بان البطرك القانوني يبيع الاراضي لإسرائيل، ليتبين لاحقًا انها مغالطة وليتم تعيين البطرك الجديد ثيوفولوس وكل الأعضاء صوّتوا له" – كما قال.

منعوني من دخول شفاعمرو

وتابع حديثه قائلا: "منذ عام 2007 أصبح واضحا أهداف السلطة الجديدة، شخصية ماديّة، فخلال تجربتي بشفاعمرو عملوا على شبك كاهنين مع بعضهما، اقترحت يومها أن يكون كاهن آخر للمساعدة في بناء الطائفة في شفاعمرو من أجل نشر الخدمات والعمل على تقويّة الرعيّة في شفاعمرو، لكنّ البطريركيّة شجّعت الكاهن الجديد على تغيير القفل ومنعي من الدخول إلى الكنيسة لإقامة القدّاس".

اغلاق كنيسة المجدل

أما في كنيسة المجيدل – فيقول أنّ المجيدل عام النكبة، ومنذ ذلك الحين أصبحت تتزيّن جدران الكنيسة بعبارات دعارة ومسيئة، تحوّلت إلى حظيرة تدخل لها الأغنام، فيما أستعملت الكنيسة لأعمال دعارة وللمشروبات الروحيّة واستعمال المخدّرات، حتّى قرر الأب رومانوس رضوان إقامة مشروع وطني هناك، فيسردها ويقول: "أخذنا المهمة منذ عام 2005 بترميمها واعادة بنائها وإقامة الصلااوات الدينية، أصبحت تعجّ باستقبال الضيوف، بنينا جرس، وبعد خمس سنوات من هذا الانجاز أتت السلطة الجديدة بمنع قرع الأجراس وإعطاء أمر للكاهن الروسي بإقفال الكنيسة ومنعه من الدخول الى الكنيسة.. بعد كل عمل بناء خيري وفضيلة حوربنا بقوّة، وعند أمر إغلاق الكنيسة بحثت عن السبب ولم أجد أي جواب واضح، حضرت عدة مرات إلى البطريركيّة ولم أجد من يستقبلني، كانت إدعاءات بوجود شكاوي مثل استعمال الكنيسة كمزبلة وطلبت رؤية الادعاءات ولم أحصل عليها، ومن الحجج كانت ان زانيات يدخلن الكنيسة وحشاشين ومتعاطي مخدرات ومشروبات روحيّة، ولكن الأمر الفعلي كان هو أننا حررنا الكنيسة من هذه الاستعمالات"!.

الأب رومانوس رضوان يؤكّد أن بعد ذلك تم تعيينه مسؤولا عن الرعيّة في يافة الناصرة، وبعدها تم استصدار الحرمان عليه ومنعه من ترأس القداس الديني – رسميا، وتعيين الخوري نداف مكانه، قال أنّ البطريكرية تتبع سياسة قطع الأرزاق على الكهنة الغيورين على الإيمان القوي، مثل أرشمندريت عمّان، الطائفة في رام الله، وعدد من رجال الدين يحاربون من قبل البطريركيّة.

وفي النهاية، أكّد أنّ مثل هذه الأسباب تفسّر ما نشر خلال وسائل الإعلام عن قضيّة تجريد ندّاف من مهامه، مؤكدا أنّه لم يجرّد من مهامه، وفي التقرير السابق نشرت تفاصيل انسلاخ الطائفة في يافة الناصرة عن سلطة الكنيسة بسبب هذا الموقف وتضامنا مع الأب رومانوس رضوان، مؤكّدا أنّ البيان هو تضليلي غير صحيح، ونداف يمارس عمله بدون أي حرمان.

أحد المطارنة: يجب نشر كل كلمة، فحديثه صحيح بسبب مواقفع الوطنيّة والإيمانيّة!!

أحد المطارنة الذي اطّلع على المقابلة التي أجريت مع الأب رومانوس رضوان – وهو يتبع للبطركيّة الأورثوذكسيّة ورفض الإفصاح عن اسمه، علّق على ذلك قائلا: "هو تصريح صحفي كبير، وهو يتحمل مسؤولية كل كلمة قالها، والأب رومانوس رضوان صديق عزيز له مواقف وطنية، إيمانيّة، وروحيّة، وتعاقب بسبب هذه المواقف المشرّفة، اعتقد ان حديثه صحيح ويجب نشره حرفيا، فالاب اكثر مما تعرض له لن يتعرض اكثر".

ومرّة أخرى، حاول مراسلنا التوجّه للناطق باسم البطريركيّة الأرشمندريت عيسى مصلح، ومن خلال الموقع الرسمي للبطريركية، والبريد الألكتروني المنشور في البطريركيّة، ولم يتنسّى له الحصول على تعقيب منها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]