أحست الإعلامية المرموقة بالصدمة وهي تتطلع بعينين مذهولتين إلى صندوق رسائلها في موقع التواصل الاجتماعي، الذي علقت به رسالة تتضمن صورة إباحية مرسلة من شخص عربي الجنسية، وسرعان ما أزالت الصورة وهي تظن أن خطأ ما قد حل بحساب الرجل، ولكنه- وخلال ساعات- عاود فعلته مرة.. واثنتين.. وثلاثة.. ثم أعقب ذلك برسائل مستفزة يدعوها فيها لجلسات مساج تارة، ولشراء أفلام إباحية تارة أخرى.

ولم يدر في خلدها بأنها ستكون بطلة قصة (القبض على صايد النساء) عبر فيسبوك، وستتعاون مع القيادة العامة لشرطة دبي في القبض على مجرم خطر يبتز النساء بعد ممارسته الرذيلة معهن. حيث ستلعب دور البطولة في القبض عليه في مركز تجاري ضخم بدبي.

أما هو فقد اعتاد على إيقاع ضحاياه بهذه الصورة الممنهجة، حيث يبدأ بمدخل الصور ثم المساج، أو يدعي بيعه لمستحضرات تجميل، ثم يعرض بضاعته وعندما تقع الفريسة في شباكه يبدأ في ابتزازها ويهددها بفضح أمرها..

لم تجد الإعلامية التي تعمل في دبي ملاذا سوى اللجوء إلى القيادة العامة لشرطة دبي والتي عُرفت بسرعة استجابتها وسعة حيلتها في الإيقاع بأمثال هولاء المجرمين.

وفي إدارة البحث الجنائي جلست أمام الضابط وهي تحكي تفاصيل قصتها المؤلمة.. فهي تعمل في مجال حساس ومحترم ولديها حياة زوجية تخاف عليها وتخشى أن تفقدها جراء هذه الحادثة التي داهمت حياتها بصورة درامية.

كان الضابط يستمع إليها بهدوء وأخذ يطمئنها وأخبرها بأن الأمر سهل ولن يكتشف أي شخص في محيطها الاجتماعي هذه الحادثة بل ستقبض الشرطة على الجاني بسهولة، فهي قد اعتادت على مثل هذه القضايا وتعرف تماما كيفية التعامل معها.

تفاصيل القضية

وكشفت الإعلامية العربية لـ«البيان» عن تفاصيل نجاح القيادة العامة لشرطة دبي بالتعاون معها في القبض على شخص عربي الجنسية كان يقوم باصطياد النساء والفتيات على الفيس بوك بعد ان تم إعداد كمين محكم للقبض عليه في أحد المراكز التجارية في دبي وبحوزته الكمبيوتر الشخصي الخاص به وعليه عدد من الافلام الاباحية، واعترف المتهم بجريمته فورا وقال انه لم يكن يتخيل ان يقع في شرك وكمين من قبل امرأة.

وأكد اللواء خبير خليل ابراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي ان تفاصيل الواقعة التي حصلت «البيان» عليها تعود إلى ورود بلاغ من إحدى السيدات من الجنسية العربية والتي تعمل في إحدى المؤسسات الاعلامية في الدولة تؤكد فيه ان احد الاشخاص يقوم بإرسال رسائل خادشة للحياء وصور إباحية على الماسنجر الخاص بها على حسابها على الفيس بوك وان هذا الشخص يقوم بمتابعتها وملاحقتها منذ شهر مارس الماضي وانها لم تتجاوب معه وكانت تقوم بمسح تلك المواد.

فرق بحث وتحرٍ

وقال اللواء خليل المنصوري انه على الفور تم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية عبر الاطلاع على محتويات تلك الرسائل والصور وتحريزها عبر الادلة الجنائية في شرطة دبي لعمل اثبات حالة، وبعدها تم التأكد من ان صاحب الحساب متواجد داخل الدولة وانه بالفعل من قام بإرسال هذه المواد بغرض اصطياد الضحية خاصة وانه بدأ الامر بعرض خدمات مساج في المنازل وعندما لم تتجاوب معه بدأ بإرسال بعض العبارات غير اللائقة، وانه استمر في ملاحقتها على مدار شهرين كان يقوم فيها بمحاولة الحديث معها، وآخرها قيام المتهم بإرسال صور إباحية وأخرى لمشاهد جنسية محاولاً استفزازها.

استدراج المتهم

وأضاف اللواء خليل انه تم الاتفاق مع المجني عليها باستدراج المتهم لإلقاء القبض عليه وبالفعل تمت إجراءات الكمين، حيث تجاوب المتهم بسرعة كبيرة وبدأ الامر بأن اخبرته المجني عليها ان هذا الامر الذي يقوم به غير اخلاقي وانه في حالة علم زوجها ستكون هنالك مشكلة كبرى فقام المتهم بالاعتذار الا انه حاول بطريقة مبطنة جذبها عبر طلبه الحديث معها وقام بإرسال رقم هاتفه لها مدعيا ان لديه كريمات لتبييض المناطق الحساسة وانه يرغب في بيعها، حيث كانت الرسائل المتبادلة بينهما على علم من الشرطة التي رصدت حساب المتهم الخاص على الفيس بوك، مؤكدا ان المتهم يعمل في شركة سيارات ويستدرج ضحاياه من النساء عبر خدمة المساج المنزلي، وانه يقيم في الدولة منذ 6 سنوات واحترف هذا العمل الى جوار وظيفته.

وقال المقدم سالم سالمين مدير ادارة مكافحة الجرائم الالكترونية بالإدارة العامة للتحريات في شرطة دبي ان المتهم اعتاد على ارسال تلك الرسائل والصور بشكل عشوائي لعدد كبير من النساء والفتيات بغرض استدراجهن لعلاقة جنسية وان هناك من تجاوبن معه بعدما تطور الامر من مجرد خدمات المساج، حيث كان يتقاضى مبالغ مالية من المجني عليهن مقابل اقامة العلاقة والتستر عليهن، لافتا الى انه بعد الاتفاق مع المجني عليها وبعد ان شعر المتهم انها وقعت بالفعل وانه نجح في اصطيادها تم الاتفاق معها على الالتقاء به في احد المطاعم بمركز تجاري في شارع الشيخ زايد في دبي للتعارف، وبالفعل قامت الشرطة بإعداد الكمين للمتهم الذي حضر حسب الموعد المتفق مع الضحية.

الوقوع في الشرك

وأضاف سالمين انه تم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية وتم تصوير مبلغ 200 درهم تعود لشرطة دبي لمنحها كمقدم للمتهم بعد طلبه مبلغ 500 درهم مقابل العلاقة بينهما، وحضر رجال الشرطة الى المكان المتفق عليه وبالفعل حضر الطرفان وبالاتفاق مع المجني عليها تم التأكد من جلب المتهم للكمبيوتر المحمول الخاص به وعرض عليها شراء بعض الافلام الاباحية مقابل 500 درهم لكل فيلم كما عرض عليها بعض حبوب الفياجرا سعر الواحدة 200 درهم، وأوهمت المجني عليها المتهم انها موافقة على الدفع وأعطت الإشارة للشرطة بانتهاء الصفقة التي قامت بدورها بالقبض عليه، مشيرا الى انه ألقي القبض على المتهم في غضون 48 ساعة.

ولفت المقدم سالم الى انه تم تفتيش مقر سكنه في مجمع دبي للاستثمار وعثر على بعض الافلام الاباحية التي كان يقوم بتحميلها من المواقع الالكترونية، كما فوجئ أصدقاؤه الذين يقيمون معه في نفس الشقة بالقبض عليه ومن ضمنهم احد اقربائه الذي ابلغ اهله في بلده الاصلي وأشار الى انه متزوج وان زوجته علمت بالأمر وطلبت الانفصال عنه.

السجن والغرامة 250 ألف درهم

وأكد المقدم سالم سالمين ان المادة رقم 19 في القانون رقم 5 لسنة 2012 في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات تنص على انه يعاقب بالسجن وبالغرامة التي لا تقل عن 250 الف درهم ولا تتجاوز مليون درهم او بهاتين العقوبتين كل من حرض أو أغوى على ارتكاب الدعارة او الفجور او ساعد على ذلك باستخدام شبكة معلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات.

ولفت المقدم سالمين الى انه تم توجيه تهمة التحريض على الفجور وحيازة مواد إباحية للمتهم خاصة وأنه اعترف بقيامه بإرسال نفس المواد الاباحية الى عدد كبير من السيدات والفتيات بغرض إغوائهن واصطيادهن.

استهداف ممنهج من خارج الدولة

وأكد المقدم سالمين ان شرطة دبي رصدت حالات متعددة لأشخاص معروفين وإعلاميين تم استدراجهم عبر السكايب من قبل شباب في دولة عربية يدعون انهم فتيات في البداية ويطلبون من الضحايا تصوير مقاطع لأنفسهم وهم عراة، وفي نفس الاثناء يقوم الطرق الثاني بتسجيل هذا التصوير ليتفاجأ انه يتعامل مع شاب وليست فتاة ويتعرض للابتزاز المادي، مؤكدا ان شخصيات معروفة قامت بإرسال مبالغ مالية كبيرة الى هؤلاء الشباب لعدم قيامهم بإعادة نشرها على الانترنت، مؤكدا انه يجب على اي شخص يتعرض لهذا الموقف اللجوء الى الشرطة لان عملية الابتزاز لن تتوقف.

الإبلاغ من دون خوف

دعا المقدم سالمين الفتيات والنساء الى الابلاغ عن أي متطفل عبر الانترنت وعدم الخوف مؤكدا انه في حالة عدم الابلاغ فإن ضحايا جدداً من النساء سيقعن في شباك هؤلاء المجرمين، وان كافة البلاغات تعامل بسرية تامة وانه يجب التصدي لهؤلاء المجرمين الذين يخترقون حرمة الآخرين دون حيا

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]