سؤال:

إبنتي بالروضة وعمرها 3 سنوات ونصف. تصرفاتها غريبة جداً جداً.

هي ذكية. تجلس يوميا بعد الدوام لتلعب دور تلميذة تذاكر وتحل وظائفها. تكتب وترسم وتكون بحالة لطيفة ورائعة وأيضا مطيعة... المشكلة هي إذا طلبت شيئا مني ولم تحصل عليه لأسباب ليست بمقدوري تلبيتها لها. تنفجر بالبكاء بصوت مرتفع وبلا انقطاع. تضربني وتضرب أخاها الصغير. تشتمني وترمي بألعابها عليّ وعلى أخيها إلى أن ألبّي لها طلبها. بعد أن تنال ما تطلب تبدأ بمعاتبتي وتعود للبكاء من جديد. تزعل لأن أخاها الصغير يجلس بحضني في الكرسي الأمامي أثناء السفر. أتعبتني ولا أعرف ما هو الحل ولماذا هذا التقلب؟

الجواب:

طفلتك طبيعية وتصرفاتها ليست بالغريبة. لعبها الخيالي -دور التلميذة التي تذاكر وتكتب- دليل أكيد على ذكاء ونضوج.

لماذا اللعب الخيالي وهل يعكس ذكاءً؟

يتميز لعب الأطفال في جيل ما بعد الثانية بتمثيل أدوار لشخصيات تشد انتباهه وتهمه. طفلتك تلعب مثل هذا الدور لأنها تشعر بأنها أكبر من جيلها. كثيرا ما يكون لعبها الخيالي أيضا هو لشخصية لفتت لها نظرها وتمنت أن تكونها. ربما تلعب دور شخصية من قصص أثرت فيها. أحيانا تلعب أدوارا لأشخاص من عائلتها ومحيطها. دافع اللعب الخيالي هو التقليد، اللهو والتسلية. لعب الأدوار الخيالية تفيد الطفل وتطور النواحي الذهنية، العاطفية وأيضا الجسدية. اللعب الخيالي هو درجة من درجات العبقرية الخلاقة. اللعب الخيالي هو حاجة للطفل للتنفيس عن ضغوطه من بعض تجارب يومية صعبة. يلزم الأهل توفير بيئة غنية تساعد الطفل على تطوير الجوانب الابداعية.

لماذا الانفعالات العصبية الصعبة؟

تلك حالة تدل على أن طفلتك تمر بضغوطات لا تعرف كيف تتعامل معها. اللعب الخيالي يساعدها ولكن ليس طيلة وقت فراغها. والدليل هو ما ذكرته عنها بأنها: مطيعة، لطيفة، ذكية ورائعة... طفلتك تشعر بغيرة من أخيها الصغير. حين تتأجج تلك الغيرة تلجأ لطلباتها التعجيزية. تلك الطلبات هي الدافع لتحقيق رغبة لفت انتباهك إليها واستعدادك لخدمتها. هذا السلوك هو غير مستحب ويضر بتطور شخصيتها. تكرار عصبيتها يحقق لها رغبتها.

إنفعالاتها وعصبيتها تجعلك تحاولين المستحيل للاستجابة لطلباتها. عصبيتها حققت لها ما ترغب به. لذا أصبحت تبالغ بالانفعال يوما بعد يوم.

كيف يمكن تخليصها من عادة الانفعال العصبي؟

صراخها أصبح عادة. الصراخ والعصبية ( رميها الألعاب، الشتيمة، الصراخ...) عادة غير مستحبة قد اكتسبتها بعد نجاحها بالسيطرة وبتحقيق مطالبها.

كيف نفطمها عن عادة ضارة؟

بالتجاهل.

لا للاستجابة لها. لا لاستفزازها بردّ أو تحدٍّ يزيدها عصبية، لا لمناقشتها أو توبيخها. التجاهل بالصمت. كل استجابة سلبية أو إيجابية سوف تزيد من ثبات العادة. يلزم مرافقة التجاهل بانتقالك لمكان بعيد عن مكانها وانشغالك. ما سوف تلجأ إليه في بداية الفطام هو المبالغة بالانفعال الشديد والبكاء. سلوك التجاهل يجعلها تشعر بأن عصبيتها لم تعد تنفعها. لا للتأثر أو التراجع ونعم للاستمرار بالتجاهل. يوميا بعد يوم وفي مدة أقصاها 3 أسابيع سوف تتلاشى العصبية.

هل من أسلوب تربوي يساهم بتطوير ثقتها بنفسها؟

الامتداح الحقيقي على كل انجاز أو سلوك مستحب تقوم به. يلزم امتداحها عند قيامها بتصرف لطيف، الطاعة، ألفاظ مستحبة، مداعبة أخيها، مساعدة وغيرها.

من المهم أيضا عدم استفزاز غيرتها. لا لجلوس أخيها بحضنك أثناء السفر خاصة لأنه خطر وممنوع. نعم للتعامل الطبيعي معه وتعويضها العاطفي ب:

إستضافة أصحاب لها وتبادلها الزيارات معهم للتسلية واللهو. نعم لفعاليات وأنشطة حركية لعبية للتنفيس عن ضغوط غيرتها اليومية. هي تحتاج لمشوار في الطبيعة أو حديقة عامة للتحرك الحر والممتع.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]