تمكن الطلاب العرب في جامعة بئر السبع من صد محاولة منظمة إم ترتسو اليمينية، تخريب نشاط وطني بمناسبة الذكرى ال 64 لنكبة شعبنا الفلسطيني، والتشويش على محاضرة قدمها الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي الأستاذ عوض عبد الفتاح بهذه المناسبة الأليمة.
وكانت مجموعة كبيرة من أفراد هذه المنظمة نظموا مظاهرة على مدخل بناية الجامعة قبل بدء المحاضرة بساعة، مطلقين الشعارات والهتافات ضد المواطنين العرب، وكل من "يحرّض على يهودية الدولة" كما جاء في أحد شعاراتهم. قبل أن يتوجهوا إلى القاعة التي نظمت فيها المحاضرة، في محاولة للدخول بقوة إلى داخلها، دون جدوى، إذ تصدى الطلاب العرب لهم، فيما حاول أمن الجامعة الفصل بين الطرفين.
وكان موقع إم ترتسو، وعبر الفيسبوك شنّ حملة تحريض سافرة ضد التجمع وبرنامجه المطالب بدولة المواطنين وبإلغاء البنية اليهودية-الصهيونية العنصرية لإسرائيل وتحقيق المساواة الكاملة، وكذلك ضد عبد الفتاح عبر إعادة نشر تقرير تحريض ضده عن محاضرة قدمها في جامعة تل أبيب قبل أربعة أشهر.
ورغم استمرار محاولات التشويش والهتافات العنصرية خارج القاعة، استمرت المحاضرة، و استعرض عبد الفتاح أهم المحطات من مسيرة الشعب الفلسطيني، واستمرار تداعيات النكبة، والتأكيد على الرواية التاريخية بفصولها المأساوية منذ اقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه، ومصادرة الأرض وارتكاب المجازر والفظائع.
واستهل عبد الفتاح حديثه بقوله: "هؤلاء عنصريون صغار، الأخطر هو ذلك الرأس المدبر والمخطط لمجمل السياسات والقوانين، والجرائم التي نُفذت وتنفّذ بحق شعبنا وهو حكومات إسرائيل المتعاقبة بل مجمل النظام العنصري الكولونيالي القائم".
واعتبر عبد الفتاح أن الحرب على الوعي تعتبر الحلقة الأخطر في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني بعد تصفية الأرض، مؤكدا على فشل المؤسسة الإسرائيلية في النيل من وعي هذا الجيل الذي أفشل وسيفشل رهان المؤسسة، والذي سيجبرها على إعادة الحسابات لسياساتها الفاشلة.
كما تطرق للتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية والتحديات المتزايدة في استمرار تداعيات النكبة المتمثل في مواصلة سياسة الاستعمار والتهويد.
وأشاد عبد الفتاح بالوحدة الطلابية من خلال التصدي لاستفزاز عناصر اليمين المتطرف، مؤكدا على ضرورة تعزيز الوحدة الطلابية والعمل الوحدوي. وقال أن النظام العنصري مصدوم من نشوء جيل فلسطيني مرفوع الرأس ويتحلى بالمعرفة وبالروح الوطنية العالية، وبالحس الإنساني المرهف. "أنتم يا أبناءنا، من كل الأحزاب والحركات السياسية الوطنية، نعتز بكم ونفتخر بكم، فواصلوا السير على درب الكرامة".
من جهته أكد عضو المكتب السياسي للتجمع جمعة الزبارقة، من النقب، أهمية الوحدة الطلابية في التصدي وتأكيد حق النشاط والتعبير، مطالبا بأن تكون هذه الوحدة مثالا يحتذى به، مشددا على أهمية تعزيز العمل الوحدوي.
وقال: إن المشاركة الطلابية فاقت المتوقع، كما أن الرد كان مفخرة لأن الكتلة الطلابية تصدت لقطعان الفاشية موحدة، واستطاعت أن تتصدى وتمنع قطعان اليمين من تحقيق مآربها، وربما هذه سابقة يحتذى بها وعلينا العمل لتعزيزها. وأنا فخور بهذه الوقفة التي دلت على وعي ونضج لمخاطر التحديات وأهمية الترفع عن الفئويات والمصالح الحزبية الضيقة، ونأمل أن تكون نموذجا وبدايات حقيقية لتوحيد الإرادة والعمل المشترك.
وافتتحت البرنامج الطالبة الناشطة عرين قاسم التي أكدت على أهمية الحفاظ على الذاكرة الجماعية وهويتها الوطنية وأهمية دور الحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية في النضال الوطني العام.
[email protected]
أضف تعليق