اختتمت بعد ظهر اليوم الاحد فعاليات المراسم السنوية لإحياء الذكرى (66) للنكبة في ساحة ( أنطين) في جامعة تل أبيب.

ووحدت المراسم هذا العام الكُتل الطلابية في جامعة تل أبيب، وتم التشديد من قبل المنظمين بالمشاركة بارتداء قمصان سوداء اللون، وبتوحيد الرايات، وعدم رفع الأعلام الحزبية، وبمشاركة أعضاء كنيست ممثلين بالأحزاب الثلاثة.

الكُتل اليهودية تصف النكبة بالكذبة

ويُذكر أن الكُتل اليهودية اليمينية قامت بالتظاهر مقابل نشاط إحياء ذكرى النكبة والطلاب العرب الذين وصفوهم بالـ"حزينين على إقامة دولة إسرائيل، وكي نقول لهم لا يوجد ما نعتذر عليه" ، الذين وصفوا النكبة بالافتراء والكذب وكان العديد من الطلاب اليمينيين لبوا دعوة الكتل الطلابية اليمينية وكان صراخهم يتعالى تنديدًا لإقامة هذه المراسم.

إبراهيم طه: يتحدث عن تهجير قريته صفورية

وألقى الطالب ابن قرية صفورية المهجرة إبراهيم طه كلمته خلال مراسم إحياء ذكرى النكبة في ساحة الجامعة، وتحدث عن تهجير أجداده من قريته في الخامس عشر من شهر تموز عام 1948، ومداهمة القرية بشكل مفاجئ على يد قوات الجيش محملة بالأسلحة، بالإضافة إلى مهاجمة القرية بقذائف الطائرات، والتي تبعتها ارتقاء 3 شهداء من القرية، مما اضطر أهل القرية للخروج من بيوتهم بشكل قسري، وتم إخراجهم بالشاحنات منها، وقال في كلمته أن قوات الاحتلال، وعدت وأكدتْ أهالي القرية أنهم سيعودون إليها بعد أيام، وقاموا بالحفاظ على مفاتيح بيوتهم بهدف العودة إليها حين تهدأ الأمور، ولكن حين حاول أهل القرية العودة إلى ديارهم تم منعهم من الدخول والعودة إليها مجددًا، ومن يومها اقتلع سُكان قرية صفورية من قريتهم وأصبحوا لاجئين.

وقال إبراهيم أن جده لجأ إلى لبنان، ومن بين أبناء عائلته هو الوحيد الذي نجح بالعودة إلى البلاد، لكن ليس إلى قرية صفورية، وانما لمدينة الناصرة المجاورة للقرية، التي ولدت وترعرعت فيها، جدي رحمه الله توفي قبل أسبوعين، وأنا كبرت على ذكرياته وحنينه للقرية القريبة من مسكنه.

وخلال إلقائه لكلمته تعالت أصوات الطلاب من الكُتل اليمينية التي أتهمتهم بالكذب والافتراء.وقد عبر الطالب طه، عن فخره لإلقاء هذه الكلمة أمام هذا الحشد الكبير.

النكبة مأساة إنسانية...

وصرّح  الطالب باسل اغبارية في صفحته الخاصة على الفيسبوك:  

1) إن العمل الجماعي الذي رافق المراسيم هذا العام بصيغته ومضمونه هو الصورة الأمثل والأجدر للشعب الفلسطيني بأن يتناقلها، إن الوضع الفلسطيني القائم يفرض علينا إعادة إنتاج أنفسنا وترتيب أولوياتنا وتغليب الإنتماء الوطني على كل شيء.

2) لا يمكن أن نقبل أبدًا إغفال دور المرأة الفلسطينية في القضية والعبث في مكانتها النضالية أو الإجتماعية، نحن ملزمون دائمًا إتجاه أنفسنا بإيفائها حقها الطبيعي في المجابهة والتحدي تمامًا كما الرجل. تبعًا لذلك نحن نعمل دائمًا على أن تكون المرأة الفلسطينية وجه المراسيم الأبرز.

3) إن المراسيم جاءت كداعمة أساسية من دعائم مشروعنا الأول في الصمود على أرض الوطن والتجذر فيه من أجل بناء القامة ومن منطلق إيماننا بضرورة العمل في مجابهة الإنتحال الصهيوني للمكان ومحاولته في إرضاخ الذاكرة، لا يمكن أبدًا أن نستسلم وأن لا نناهض بداهة القمع وبداهة العنف. ولأننا نعلم أن القضية الفلسطينية هي قضية حق يتوجب علينا أن نحييها من على جميع المنصات وعلى مختلف الأصعده.

4) أصبحنا نكرر القول ذاته من مناسبة لأخرى، ولكن لضرورة المسألة، للكلمة ثلاث أبعاد المكان، الزمان، والمضمون. نحن نلتقي وسائر شعبنا الفلسطيني في الزمان والمضمون ونختلف في المكان هذا الإختلاف يترتب عليه الإختلاف في الأدوات النضالية. الشراكة مع القوى اليهودية المناهضة للمشروع الصهيوني لا يمكن إلا وأن يدفع مصالحنا الوطنية إلى الأمام.

هذه هي المرة الثالثة التي نقوم بها بإحياء مراسيم ذكرى النكبة داخل الجامعة وهي السنة الأخيرة لي في تعليمي للقب الأول، إن ما لمسته من عملنا معًا هذا العام أن هنالك الكم الكافي والنوعي من الأشخاص الذين يستطيعون دفع المراسيم بالإتجاه السليم، الشكر الجزيل لكل من قدم من وقته ونفسه من أجل إنجاح المراسيم هذا العام، وأخص الأشخاص الرائعيين الذين هيئوا أرضية خصبة للعمل المشترك

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]