انشقتْ الحركة الإسلامية بشقها الشمالي كعادتها عن المُشاركة في مسيرة العودة السنوية، التي يُشارك بها عشرات الآلاف من الوطنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام (48)، باستثناء أخوتنا في الحركة الإسلامية، لأن لديهم مُبررات تدفعهم لعدم المُشاركة، منها؛ الاختلاط بين النساء والرجال، ووجود الفقرة الأخيرة من المسيرة، وهي الفنية المُلتزمة، ومع إضافة الدبكة – ( حسب طلب الشباب).

مسيرة شاملة، خيمتْ عليها أوجاع النكبة وقضايا الفلسطينيين

للحقيقة، أن المسيرة هذا العام كانت شاملة وأقرب إلى أن تكون متكاملة، ويجب الثناء على العمل الذي قامت به، جمعية الدفاع عن حقوق المُهجرين، واللجنة الشعبية لتنظيم مسيرة العودة، فقد شملتْ كل القضايا الفلسطينية، من خارطة فلسطين التاريخية، ورفع أسماء القرى والبلدات المُهجرة.

وكانتْ أبرز القضايا التي طُرحت قضية أم أحمد العكية المُهددة بالتهجير والطرد من بيتها- هل كانت أم أحمد متبرجة وهي تهتف بالتضامن معها ونصرةّ قضيتها؟ هل صوتْ أم أحمد وهي تنادي " بيتي" والفتيات المتضامناتْ معها عورة !

ومن الفعاليات التي يُثنى عليها خلال مسيرة العودة، أيضًا مُبادرة مجموعة من النُشطاء ضمن مشروع " متحركين" الذين جسدوا بفعاليتهم، الجدار العُنصري الفاصل بين أبناء الشعب الواحد، هل كانت الفتيات المُشاركات بالفعالية الوطنية مُتبرجاتْ! كلا هن الفلسطينيات الجميلات، اللاتي تحملن مشقة حمل المجسمات التي تُجسد الجدار منذ انطلاقة المسيرة وحتى نهايتها!



مناهضة تجنيد الشبان العرب

هل سمعتم الهتافات المُناهضة لتجنيد الشبان العرب، من مختلف الطوائف والأطياف، بذريعة المسيحي والدرزي والبدوي والفلاح وغير ذلك من الهرطقات والترهات، واليوم نسمع عن نية حكومة الاحتلال تجنيد الشبان العرب المُسلمين، هل ناهضتم دُعاة التجنيد، خلال فعالياتكم، وذكرتم عُمر زهر الدين سعد ابن قرية المغار الأبية!

من المؤكد أنكم هتفتم خلال نشاطكم في القدس المحتلة يوم 6.5، من أجل الأسرى- وهذا واجب حقًا، لكن هل علمتم أن الأسير المحرر سامر العيساوي كان مشاركًا معنا في المسيرة.

هل ذكرتم أهلنا في اليرموك، وحييتم صمودهم مثلما تمت تحيتهم خلال المسيرة، أو اكتفيتم بالسير مع المؤامرة المُحاكة ضد سوريا وأهلنا في اليرموك! وكنا بعينكم في صف الشبيحة المقاتلين! ( على الرغم من مشاركة مؤيدين ومعارضين للنظام).

نعم كانت المسيرة شاملة، حتى أننا التقطنا صور " السيلفي" ولوحنا بالعلم الفلسطيني، دون رفع راية أخرى، نعم هتفنا بوجه سياسة الاحتلال، وأكدنا أن فلسطين كلها في خطر وليس الأقصى فقط!

بِحِجة قالوا له..

لكن تفاجأنا للأسف أن عرضنا وشرفنا في خطر أيضًا، بحسب " الستاتوسات" والتعليقات الفارغة العارية من الصدق والأخلاق ومكارمها، ويعتمد على مقولة ( ئالوا له- أي قالوا له- مثل مسرحية عادل إمام بشاهد ما شفش حاجة)، " إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"، برأيي تعكس هذه الإفتراءات، نفسية المصرح والقائل والكاتب، أنه هو العورة بحديثه، وهو المُتعري من الأخلاق، أخي المنتقد كان من الجدير بك أن تنظر إلى الأفق كما نظرت عيوننا ومُقلنا، لترى كيف كانت سماء لوبية تعج بالرايات، وكيف كان عزنا براية تشرف وراية ترفرف، وراية أخرى تعطرت بتراب القرية الذي خطونا عليه.

لم نتراقص على نشيد موطني، فقد وضعنا يُمنانا على صدورنا وردد المشاركون جميعهم؛ "هل أراك سالمًا منعمًا وغانمًا مُكرمًا"، لكن كيف تكون غانمًا مُكرمًا، أيُها الوطن وهناك من يعيب هذه الخطوة الوطنية، التي تحدت كُل مُعيقات السُلطات الإسرائيلية المُحتلة.

مين قال انه بس الأقصى بخطر..!

الحركة الإسلامية بانشقاقها عن مسيرات العودة تساهم باقتلاعنا من جذورنا وتقوم بمحورة القضية الفلسطينية فقط بالأقصى- وهو عزيز على الجميع دون تفرقة، وصدقوني كل أرضنا بخطر وليس فقط الأقصى، أشكر الحركة الإسلامية وبشقها الشمالي على وضع قضية الأقصى على الخارطة، والنضال من أجلها، لكن توسعت سُبل النضال من أجل قضيتنا الفلسطينية التاريخية.

هذه الانتقادات التي لا تُغني لا تسمن من جوع، دفعتْ الكثير من المشاركين في مسيرة العودة (17) إلى لوبية بالرد على من قاموا بتقزيم البرنامج الوطني من الألف إلى الياء، وخاصة على ما صرّح به "الناشط الفيسبوكي"، معاذ خطيب قبل أن يعمل تعديل لما كتب، ويكفي رد أصدقائه وتجريحهم للمشاركات، فقد غشيت أبصارهم عن مشهد " الجد والحفيد " المشاركين في المسيرة، ولم تحثهم الغيرة بمشاركة اليهود اليساريين دون مشاركتهم، ولم يرمقوا بأعينهم مُشاركة أم الشهيد التي حملت صورة ابنها ومشت مع السائرين، لم يفكروا بالتحدي الذي تخطيناه حين عبرنا بالسيارات والحافلات من جانب المستوطنين من " مفرق مسكنة"، وصولاً إلى قرية لوبية..

لم يستطيعوا غض بصرهم عن النظر أسفل جسد المرأة والتمايُز ببنطالها " التايتس"- وحين علوا بأنظارهم، بحثوا عن زينة النساء بـ " المساحيق"، وليست زينة النساء بمشاركتهن، الجميلات هن المناضلات، هن من شاركنا في المسيرة، الجميلة هي تلك الأم التي حملت رضيعا بكفيها، وسبقها بالمشي صغيرها يحمل اسم قريته المهجرة.

من الجدير ذكره أن  المرأة التي تظهر في الصورة هي: مها اسماعيل جاءت الى مسيرة العودة الى لوبية لوحدها مع طفلها البالغان من العمر 8 و 3 سنوت ورضيعتها التي لا تتعدى الخمسة شهور

الصورة تصوير: صهيب موعد

صدقت صديقة لي حين شاركت رأيها " الستاتوس"  في صفحتها 



مُشاركة الناشط الفيسبوكي معاذ خطيب

 

رد فعل نشطاء الفيسبوك أصدقائه وتفاعلهم








رد فعل بعض المشاركين بالمسيرة، على منشورات الناشط الفيسبوكي وأصدقائه

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]