شارك المئات من الطلّاب العرب في الجامعة العبريّة في القدس، الأربعاء 7 أيّار/ مايو 2014، في مظاهرة احتجاجيّة على مخطّط التجنيد للجيش الإسرائيليّ، ورفضا لقمع حريّة التعبير التي تمارسها الجامعة ضدّ الطلّاب العرب.
وقد نُظّمت المظاهرة في جبل المشارف داخل الحرم الجامعيّ، بمشاركة أكثر من 150 طالبَا من كافّة الحركات الطلابيّة، وشاركت النائبة حنين زعبي والنائب محمد بركة. وانضم إلى المظاهرة عدد كبير من الطاقم الأكاديمي في الجامعة، بينهم محاضرون ومعيدون.
ورفع المتظاهرون شعارات ضدّ مخطط التجنيد وضدّ قمع حريّة التعبير عن الرأي، وقال المنظمون إن هذه المظاهرة تأتي استمرارًا للحراك ضدّ مخطّطات التجنيد التي تهدف إلى تفتيت الهويّة العربيّة الفلسطينيّة.
وأكّدت الناشطة الطلّابيّة مروى ابو عصبة على أنّ المشاركة الطلّابيّة الواسعة هي تحدّي لعنصريّة الجامعة المُتمثّلة بقمع حريّة التعبير، ولمؤامرة التجنيد بكافّة أشكالها ومسميّاتها. وأضافت ابو عصبة أنّ الاعتقالات لن تردع الحركة الطلّابيّة، بل تزيدها إصرارًا على تصعيد نضالها ضدّ التجنيد وضدّ عنصريّة الجامعة.
وأكد طلاب متظاهرون أنّ أمن الجامعة العبريّة قد جنّد قوات كبيرة في المكان، وحاول محاصرة المظاهرة في أحد المواقع، إلّا أنّ المتظاهرين، وبضمنهم المحاضرون، رفضوا الإنصياع لتعليمات أجهزة الأمن، واختاروا المكان الذي يناسبهم للتظاهر.
زعبي: نحن لا نأخذ شرعيّة نضالنا من قامعنا، ولا نأخذ تصريحًا لنضالنا منه
وقالت النائبة حنين زعبي إنّ العنصريّة تحوّلت لثقافة سائدة في المجتمع الإسرائيليّ، مشيرة إلى أنّ ما ضايق إدارة الجامعة هو المضمون السياسيّ للتظاهرة.
وقالت زعبي: "نحن نعي أنّ العنصريّة الإسرائيليّة تحوّلت إلى قيمة، وبشكل ما إلى (ثقافة طبيعيّة) للمجتمع الإسرائيليّ، وهو ما يؤدي إلى أن تتماهى ثقافة الأكاديميا مع عنف الشرطة وقمعها، بل وتستدعيها. لقد تصرّفت الجامعة العبريّة ليس فقط بشكل مناف لاحترام حقوق الطالب، ودورها الأكاديميّ، بل بوحشية وعنف مقصود تجاه الطلّاب العرب، واستدعت الشرطة والقوات الخاصّة، وهي تعرف أنها تواجه طلابًا عزّل يعبرون عن رأيهم، وتعاملت وفق مفاهيم تتبنّى العنّصرية اليمينيّة بشكل تامّ".
وأضافت زعبي أنّ ما ضايق إدارة الجامعة لم يكن حريّة تعبير شكليّة، بل المضمون السياسيّ للتعبير، وهو مناهضة مخطط التجنيد، وأضافت "اعترفت الجامعة بأنها ترى في هذه المناهضة تحديّا للدولة وتهديدًا لها. إذًا الجامعة نصّبت نفسها شرطيا على فكر الطلاب وحاميًا لأيديولوجيا الولاء للصهيونيّة ولمخطّطات عنصريّة قامعة».
وتابعت زعبي إنّ إصرار الجامعة أن تنصّب نفسها حاميًا للمخطّط هو دليل على أهميّة المخطّط إسرائيليًا، وبالتالي دليل على خطورته. وأضافت: "نحن ثمنّا عاليًا مشاركة بعض المحاضرين الإسرائيليين، وأخصّ بالذكر بروفسور يارون، الذي شدّد على ضرورة الوحدة وعدم الانقسام الفلسطينيّ الحزبيّ أو العائليّ أو الطائفيّ، وقد قال ذلك بالعربية، ربما لكي نستوعب نحن أنفسنا ذلك!".
وقالت زعبي: "هنا أودّ توجيه تحيّة عزّة للطلّاب الجامعيين الذين أصرّوا في نفس الأسبوع الذي اعتدت فيه الجامعة عليهم أن يقوموا بثلاث مظاهرات إصرارًا على حقّهم في ممارسة حقّهم في النضال دون أخذ إذن الجامعة، ورغمًا عنها، فنحن لا نأخذ شرعيّة نضالنا من قامعنا، ولا نأخذ تصريحًا لنضالنا منه".
واختتمت زعبي حديثها بالقول «في النهاية، الهدف هو إسقاط مخطّطات التجنيد الخطيرة، والتي تهدف ليس فقط إلى استبدال ولائنا لأنفسنا بولائنا لقامعنا، بل إلى استعداء شعبنا».
تجدر الإشارة إلى أنّ أمن الجامعة والشرطة كانوا قد أقدموا على الاعتداء على تظاهرة طلابيّة نظّمت الأسبوع الماضي، جرى خلالها اعتقال ثلاثة طلاب وأطلق سراحهم بعد ساعات من الاعتقال.
[email protected]
أضف تعليق