تقول العرب : أرمل الرجل، إذا نفد زاده وافتقر. وأرملة المرأة: إذا مات عنها زوجها• والعلاقة بين نفاد الزاد والافتقار، والترمل علاقة وطيدة وثيقة فإن الأرملة تفقد كل شيء في لحظة واحدة دون إذن أو استئذان منها , تكون نصف في زواج ثنائي متلاحم , وتمسي على إحساس بأنها نصف مبتور انتزع منه كل معاني الحياة انه نصف لا معنى لوجوده من دون نصفه الأخر الذي عنه ارتحل ..........
وقد صدق من قال حين صور الترمل : بزلزال خطير يهدم سقف حياة الأرملة، وبركان فظيع يحرق جدران أمنها، وفيضان هائج يكتسح سدود حمايتها،وإعصار أهوج يطيح بكل ما هو ثابت وراسخ على سنوات عمرها..... إنه زلزلة خطيرة للنفس قد تطيح بالعقل، لولا صبر يلهمه الله سبحانه وتعالى إياها......
ولدت جميلة الهدار يوم 13/3/1979في قرى الخليل في أسرة كثيرة العدد كان سببا أن تعيش معاني الحرمان وكأن أمواج الأقدار التي أتت بها إلى كثبان الحياة كان هدارة عصفت بكل شيء جميل في حياتها حيث بدأت تحبو وتترعرع في نياط الفقر المدقع تتشاغل بإرادتها عن حرمانها , يساورها حلم جميل أن تكمل مسيرتها التعليمية ولكن حلمها انتزع دون إرادتها تحت وطأة فاتورة الفقر الباهظة فكان نصيبها الزواج عام 1995 من راتب وهي ابنة 16 عاما الذي يكبرها بضعف عمرها وقضت على حلم حياتها وأهدرت أمواج الحياة آمالها وأمانيها ....
كان راتب شاب يتعلم في الجامعة يعمل ويكد ويبنى مستقبله ورزقت الأسرة بجنى عام 1997 وهي الآن متفوقة جدا في الصف الثاني عشر ومعدلها 95 % وفي عام 1998 رزقت الأسرة بدانية وتوالت نعمة البنين فرزقت الأسرة عام 2001 بآدم وهو يعاني من مشكلة في الأذن اكتشفت الأم ذلك وعمره 5سنوات إلا أنها لم تتمكن من علاجه ومتابعته طبيا لسوء الوضع المادي إلى أن أصبح عمره الآن 12 سنة ويحتاج اليوم إلى سماعات باهظة الثمن ......
في عام 2004 رزقت الأسرة بمايا والذي كان بمثابة عام انهيار صحة الوالد حيث بدأت عوارض سرطان الدم تظهر عليه جليا وعانت الأسرة سبع سنوات عجاف في ظلال تمرض زوجها ونقص الموارد المادية في حياتها ....... وفي عام 2010 ولد محمد وهو يعاني من فيروس في الكبد منذ الصغر كان البداية وعمره 3 شهور ويحتاج إلى فحوصات دورية وأدوية مكلفة ومتابعة طبية تشكل عبئا على كاهلها........ لقد أصيب الوالد بسرطان الدماغ وتوفي بتاريخ 22/07/2012 وكان وقع وفاته صدمة ساحقة لها , انكفأت جميلة على نفسها بعد أن أحالتها أقطار نفسها اللاغبة إلى كتلة من الحزن الأسود المركب المتراكب من الأسى والوحدة والحرمان تجلل حياتها بالقتامة تتنفس الحرمان ويتسلل إلى نفسها إحساس سوء الحظ والحيلة تتخبط بين جنبات الحياة فتنذرف الدموع على وجنتيها .....
تقول جميلة : بان نصفها قد ذهب بل كلها قد مضى ولن يعود بعد أن فقدت الزوج الحبيب والأنيس ورفيق العمر وشقيق الروح والمعين والمعيل ...... وذوت زهرة السعادة في حياتي لا لمسة حانية , ولا كلمة حلوة , ولا همسة رقيقة ......وعانت الأم بعد وفاته من أهل زوجها الذين أرادوا إخراجها من البيت مع أيتامها إلا أن تدخل وجهاء البلد حال دون ذلك وعادت بعد أن مكثت مدة في بيت أهلها مما زاد من مرارة مشاعرها .....
فتعالوا بنا يا أصحاب القلوب الرحيمة نرأف بحال هذه الأرملة وأيتامها نعينها على تجاوز محنتها ونعيد معاني السعادة إلى فيافيها نضيء ليلها المظلم الموحش بشموع عطائكم ونسعى عليها اقتداء بهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم " السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْيَتِيمِ وَالْمِسْكِينَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , الصَّائِمِ نَهَارَهُ الْقَائِمِ لَيْلَهُ " نجعل ابتسامة الرضا تكسوها وتعلوها فيرد الله علينا بما هو أجمل وأفضل ........
من أحب أن يغدق عليهم من أريج رياحينه ويسقيهم من جداول عطائه نرجو التوجه للأخ رائد زعبي في مؤسسة لجنة الإغاثة الإنسانية للعون –الناصرة.
هاتف : 046082095 - 046082096 - فاكس: 046082097
البريد الالكتروني : [email protected]
الفيسبوك: https://www.facebook.com/Egatha.Insaneya
الموقع: http://egatha.com
[email protected]
أضف تعليق