كيف أخلص طفلي من خوفه؟

سؤال:

إبني عمره 5 سنوات. يخاف من ارتفاع درجة صوت المكبر في الحفلات والمناسبات. هو ينفجر بالبكاء ويلتصق بي ولا يتركني أبدًا. هو يخاف أيضا من كلمة (عقاب). حين يسمع معلمته تذكرها ينفجر بالبكاء خوفا. لماذا؟ وكيف أخلصه من هذا الخوف؟ علما بأنه من التلاميذ النجباء فله معدل 17.11 على 20 ويحب الدراسة كثيرا.

الجواب:

ما يميز جيل طفلك هو الوعي العاطفي نحو ظاهرة الخوف. تلك حالة تدل على نضوج نحو بيئته ووعيه لمشاعره. أما معدل تحصيله العالي لا دخل له بمخاوفه.

لماذا تبرز تلك الظاهرة في تلك المرحلة العمرية؟

بعد جيل الثالثة يعي الطفل المخاطر المحيطة به ويبدأ بالتعبير عنها. أتت تلك المخاوف بعد تكرار خوضه تجارب غير مستحبة. التجربة التي أفزعته وأزعجت أمانه سوف يربطها مع تكرار ظرفها وأصواتها. ارتفاع درجة صوت سماعات الاحتفالات والأعراس سببت له المباغتة وجعلته يشعر بازدياد بسرعة خفقان دقات قلبه. تكرار مثل تلك التجربة لا بد للطفل من أن يربطها بالتجربة الأليمة السابقة. هذا وغيرها من تلك التجارب الواقعية التي حاولت الأم توضيحها هنا.

لماذا التعبير عن المخاوف؟

التعبير عن المخاوف حاجة عاطفية وقائية. حين ينفجر بالبكاء هو يريد أن يقول ومن غير تخطيط مسبق أو حتى وعي: ( أنا أحتاج للحماية! حضنك وغمرتك تجعلني أستعيد اطمئناني). الطفل يبعث رموزا واشارات تدل على حاجة عاطفية لاستعادة اطمئنانه. هذا عدا عن أن الشعور بالخوف هو دليل على نضوج. كثيرا ما وقع الطفل بعدد من مخاطر مثل، تجارب احتراق، سقوط من علو، اصابته بأدوات حادة، ضربة تيار كهربائي، مخاطر الشارع و... لم يعرف عنها من قبل ولم يتأثر بنتائجها.

فالتعبير عن خوف هو درجة من درجات النضوج الوقائي. تلك التجارب السابقة جعلت الطفل يميز بينها وتمكن من تصنيف فوائدها عليه أو جوانب مخاطرها.

ماذا يساعد الطفل فور تعبيره عن مخاوفه؟

ما يفيده عند تعبيره عن هلع هو التوجه إليه بالحقيقة المزعجة بالنسبة إليه: (هذا الصوت مزعج. أنا أتخيل بأنه سوف... هل أنت تتخيل مثلي؟ أو (هذا الصوت مزعج! هل توافقني؟ أشعر بأن هذا الصوت سوف...). مثل تلك العبارات تدل على توافق وتفهم وأيضا احترام حالة الطفل العاطفية التي يمر بها. بعد تلك الفاتحة يمكن إضافة بسؤاله: ( ماذا يساعدك للتخفيف من صعوبة ما تشعر به؟ هل يساعدك أن نقف بعيدا؟ هل يساعدك ...؟ أنا يساعدني إغلاق أذني بأصابعي لفترة قصيرة. أنا يساعدني غمرتك لي. هل يساعدك غمرتي؟).

أما بالنسبة لمساعدته على التغلب على كلمة عقاب يكون بالتوجه إليه بالقول: ( كلمة عقاب تؤلمني. أشعر باختناق حين أسمعها. هل أنت تشعر مثلي؟ ما الذي يساعدك فور سماعك اياها؟).

كلما شعر طفلك بتفهم لمشاعره وباحترام تعبيره عنها كلما هدأت درجات خوفه وقلقه وازداد اطمئنانه.

في مراحل عمرية متقدمة ربما غدا وربما لفترة أطول قادمة سوف تتلاشى تلك الظاهرة وسوف تحل محلها شخصية ناضجة وسوية تعرف الخروج منها.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04