يوميات "فلتانة" في تل ابيب

"بعد أن تغلبت على آخر شخص غدرني "وحطم قلبي" شعرت بحاجة لأثبت له ولنفسي انني حقا ً تغلبت على غدره وخيانته. فكرت مليا ً كيف يمكنني أن أحقق ذلك، هل بالحديث معه؟ هيهات! هل أتصرف وكأن شيئا ً لم يكن؟ كلا!

خطرت ببالي فكرة: أن أضاجع جميع اصدقائه! فليس أفضل من هذه الوسيلة، أن اقابل الغدر بالغدر، والأذى بالأّذى، فهذه هي "اللغة التي تعود عليها، ويفهمها".

أعددت قائمة بأصدقائه، واصطدتهم واحدا ً واحدا ً، وكان سلاحي الملابس المكشوفة المغرية المستفزة، والكلام الشقي الغنج الصريح.

أول "إكس"!

توصلت الى (الصديق) الاول عن طريق "الفيسبوك" وطلبت من صديق مشترك، لي وله، ان يجمعنا في جلسة تعارُف.

وجاء الاثنان الى شقتي في احدى الأمسيات، ورحنا ندخن ونشرب ونتسامر. وبدا لي ذلك الشاب مختلفا ً مثيرا ً، وكانت أحاديثه أشبه بسيناريوهات أبرع أفلام "هوليوود"، وكان كلامه متبـّلا ً باللكنة الأمريكية وطلعته وسيمة بهية، وفي مساء اليوم التالي جاءني بمفرده، وما هي إلا دقائق حتى وضعت علامة "إكس" على الاسم الاول في القائمة!

"العيلة بالليلة"...

مرّ على هذه الواقعة نصف عام، وكدت أنسى نقمتي ومكيدتي الغبية العابثة، الى حل عيد ميلادي.

دعوت جميع افراد أسرتي وأصدقائي للاحتفال بالمناسبة في احد الملاهي في شارع "اللنبي" في تل ابيب. وشملت بالدعوة حتى أناسا ً غرباء، أو بمعنى أدق: كل من رأيت انه سيلبي الدعوة!

وكان بين المحتفلين، ذلك الغدّار الخائن تنفسه، وكانت تصحبه شـلـّة من اصدقائه الذين لم يسبق لي ان تعرفت عليهم، ومن بينهم شريكة في الشقة، وقد سمعت أن له صولات وجولات مع البنات....

في غمرة السكر والثمالة، انزويت مع "الشريك" في ركن من الملهى، ورحنا نتبادل القبلات والمداعبات، وسرعان ما جرّني الى شقته (على الأصح: شقـّتهما!) ولم أصْح إلا في الصباح، فإذا بالاثنين جالسان في صالون الشقة، فلم أشعر بأي حرج، بل توجهت الى المطبخ، وأعددت وجبة افطار لنا، نحت الثلاثة، وسجلت في ذهني "الإكس الثاني"، ورحت أخطط للإكس الثالث!

بإذن من صديقتيْن!

كان الثالث، والأخير – صعب المنال، وقد "شطبته" هو الآخر ليلة عيد ميلادي.

كان هذه الملعون قد ضاجع اثنتين من صديقاتي، ولذلك كان يتوجب عليّ أن أطلب منهما إذنا ً باصطياده، ورحت اتواصل معه بادئة بتذكيره بلقاءات عابرة تمت بيننا في حفلات السكر والعربدة عند الأحباب والخلاّن، وبقيت ألاحقه وألحّ عليه بأن نلتقي ونتقابل، فبدا لي فاترا ً غير متحمس، فعمدت الى اغرائه بصوري العارية، فأذعن واستسلم، ودعاني الى شقته، وفي صباح اليوم التالي تناولنا وجبة إفطار، وشطبته من القائمة!

ربما ليس هذا الاسلوب الذكي السليم للانتقام، لكن مهمات يكن من أمر، خفيه شيء من الاثارة والمتعة والعبث، في نفس الوقت.

وللحقيقة أقول، فيعد ان ضاجعت أصدقاءه عادت علاقتي بذلك الغدار تعود الى مجاريها، وتقاربنا وتصاحبنا من جديد، ورغم ذلك فانني أنظر الى الخلف برضى وابتسام، وبشعور بالفوز!

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]