أيام قلائل ويحل الصمت الانتخابي على جميع المشتركين في السباق إلى قبة البرلمان العراقي دورة 2014، لكن نشطاء الفكاهة في صفحات التواصل الاجتماعي لم يفوّتوا الفرصة فحولوا بعض شعارات المرشحين وصور دعاياتهم إلى مصدر للتهكم والتنكيت، خصوصاً أن بعض المرشحين قد وفّروا لهم بأنفسهم مادة ساخرة تكفيهم إلى ما بعد ظهور نتائج الانتخابات. فهناك ذلك المحامي الذي كتب على لافتته الانتخابية أنه رشح نفسه بأمر من رسول الله.
فوتوشوب وفيسبوك
وأشارت أوساط سياسية إلى قوائم بعينها تتعرض إلى استهداف دعاياتها ومرشحيها، مؤكدة بشكل جازم أن هناك كتلاً منافسة قد وظّفت مختصين ببرامج "الفوتوشوب" لنشر رسومات ومواضيع الغرض منها التأثير على جمهورها الانتخابي.
يأتي ذلك في حين يؤكد الإعلاميون أن سخرية شباب "الفيسبوك" قد شملت الجميع إلى حد ابتكار قوائم لم تعتمدها مفوضية الانتخابات، وليس لها وجود على أرض الواقع، لكن عالم "الفوتوشوب" أناط قيادتها إلى مطربين راحلين وإلى شخصيات أسطورية شهيرة من حكايات "ألف ليلة وليلة"، ليعبروا في جميعها عن روح المرح التي يتمتع بها العراقيون على الرغم من المجازر اليومية التي تحصدهم بتفجيراتها.
الفن المشاكس والانتخابات
رسام الكاريكاتير العراقي خضير الحميري قال لـ"العربية.نت" إن فن الكاريكاتير هو "حصيلة تراكم خبرات فنية وثقافية وإطلاع وتدريب بصري ووعي بمختلف الفنون. هكذا يجب أن نفهمه بعقلية تدعو إلى التقويم عن طريق التصدي للمشكلات الاجتماعية والسياسية وتأشير نقاط الخلل. يأتي ذلك من خلال الارتقاء بثقافة تقبل الرأي الآخر ومشروعية ممارسة النقد مهما كان قاسياً، كونه يشبه جرس إنذار للحقيقة ذا نغمة فنية ورؤية ساخرة، ولذلك لم يكن بمعزل عن هموم المواطن والانتخابات القادمة".
صفحات عديدة تعنى بالانتخابات العراقية بثت على هذه الشبكة العنكبوتية الزرقاء. فقال لنا أحد المشرفين على تلك الصفحات: "لا أحد من المرشحين يبدو مقنعاً لزوار صفحتنا ومشاركينا، ومن يتهمنا بالانحياز لجهة ما هو واهم بالتأكيد، فقد نشرنا صوراً للجميع بمن فيهم لاعبو كرة قدم ومدربون ومجانين وصولاً إلى أصحاب العمائم البيضاء والسوداء، واعتمدنا على جانب السخرية من خلال المتعاونين مع صفحتنا، الذين أرسلوا لنا مثلاً صورة مرشحة لا يبدو منها شيء سوى كتلة سواد تهنئها العشيرة وتطالب بمساندتها".
آراء ليست للبيع
وأفاد مدير صفحة أخرى على "فيسبوك" بأن مرشحي بعض الكتل قد كتبوا له مطالبين بالترويج لهم مقابل ما يطلبه من مبالغ مالية، إلا أنه رفض ذلك "لأنهم إذا لم يكونوا مقنعين لجمهورهم من خلال مناظراتهم التلفزيونية ومقابلاتهم الصحافية فإن 20 صفحة "فيسبوك" لا تنقذهم من السقوط الانتخابي".
ويمكن لنا أن نقول أخيراً إن العالم الساخر لمجابهة القوائم المرشحة لا يخلو من مخاوف وتهديدات بدليل أن بعض الكتل التي تملك ميليشيات مسلحة لا يجرؤ أحد على المساس بها إلا تحت أسماء وهمية ومن بعيد لبعيد.
المصدر: العربية
جواد الحطاب
[email protected]
أضف تعليق