أكد المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور عبد الله المطلق، أن العلماء والمشايخ حذروا الشباب الذاهبين للجهاد مبكراً، مؤكدين لهم أن الطريق الذي اختاروه طريق خاطئ من الناحية الشرعية، وقال: أوضحنا لبعضهم أن الجهاد حق لأهل تلك البلدان التي تتعرض لاعتداء، وأهل هذه المناطق هم أولى وأدرى بشعابهم، ولديهم الكفاية من الرجال. وقلنا للذاهبين للجهاد إنكم على خطأ شرعي منذ البداية.

وأشار "المطلق" إلى أن بعض العائدين اكتشفوا أنهم لم يستنصحوا في البداية، ولم يعلموا حكمة ولي الأمر والعلماء بلجوئهم إلى التكفير والتدمير، وأن عدداً كبيراً من شبابنا الذاهبين إلى مناطق الصراع والنزاع يجهلون حقيقة ما يجري في هذه الدول من صراعات خفية وغير ظاهرة لهم، وفي بعضها هدفه نشر الفوضى، وعدم الاستقرار في المنطقة.

واستغرب المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، خلال حديثه في الحلقة الحادية عشرة من برنامج "همومنا" التي بُثت مساء أمس الأربعاء عبر القناة الأولى في التلفزيون السعودي، من أولئك الذاهبين إلى الجهاد، ولا يعلمون علماً حقيقياً تحت أي راية يجاهدون، بعدما اختلطت الرايات والأهداف، وتداخلت المصالح، وأصبحت التنظيمات التي تدعي الإسلام تحارب بعضها بعضاً؛ الأمر الذي يدفعنا للقول إن هناك فصائل تعمل لخدمة أجهزة استخبارات عالمية وإقليمية.

وحدد "المطلق" مشكلة بعض شبابنا باستعجال الفتوى والتكفير، من دون وجه حق، وبعضهم لا يهتدي إلا بعد حين، مشدداً بأن على شبابنا أن يتفهموا المتغيرات الاجتماعية والعلمية والمعرفية، والقدرات التدميرية التي تستوجب أن يكون القرار لولي الأمر، ولصاحب المرجعية، بسبب ما يملكه من قدرات ومعلومات ومؤسسات منظمة، فالإمام جُنّة يُقاتَل من ورائه ويُتقى به، وعصرنا الحالي عصر معلومات وعصر تنظيم وتخطيط وإدارة، وهذا من مهمة الدولة ومؤسساتها.

الإسلام مستهدَف

وحذّر "المطلق" من أن الإسلام مستهدَف، وأن الاستهداف وصل إلى رموزنا ومشايخنا، في محاولة مخطط لها ضرب أسس الأمن والاستقرار الاجتماعي والسياسي في بلادنا، والنيل منه، وإلا فلماذا لا تُظهر هذه الفصائل إلى الصورة السلبية عن الإسلام، بوصفه ديناً للقتل والتدمير والدم؟

وقال "المطلق" إننا نؤكد أن هذا ليس من الإسلام في شيء، فليس من الإسلام قتل الأطباء وباعة الدواء والغذاء والخدمات العامة والإنسانية. مشيراً إلى أن من يذهب للجهاد يسيء للدولة والمجتمع السعودي، ويسيء للإسلام باعتباره إرهاباً.

ونصح فضيلته الشباب بقوله: نقول للشباب اتقوا الله في والديكم وحكومتكم، وفي سمعة دينكم. التفجير الذي يقتل النساء ويقتل الأطفال هو عار عليكم.

يُشار إلى أن الحلقة التي قدمها الدكتور خميس بن سعد الغامدي كانت استكمالاً للحلقة الماضية، وهي بعنوان "فقه الجهاد.. قضايا معاصرة -2".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]