سؤال:
كيف أعلّم ابنتي جيل 5 أعوام على احترام وتقدير الهدايا والمكافآت. الجوائز لا تعني لها شيئا لأنها متوفرة على الدوام. عند توزيع ملصقات ملونة أو هدايا بسيطة على الأطفال المتفوقين في البستان هي لا تهتم ولا تتحمس لها.
الجواب:
لا للقلق. محيط الطفل الاجتماعي القريب له التأثير الأساسي في تطوير شخصية الطفل. توفير الرغبات للطفل بلا حدود أسلوب ضار. كل ما يطلبه يناله بلا حدود يجعله لا يقدر ولا يكتفي.
هل من الضروري اشباع حاجات الطفل؟
بالطبع نعم. إن الحاجات هي ضرورية وخاصة حاجاته العاطفية هي التي تبني له شخصية سوية وسعيدة. ما هي حاجات الطفل العاطفية التي يلزم الأهل اشباعها له؟
هي أولا الحب الدائم وبلا شروط ترتبط بنوع سلوكه ولا بقدر ما يكرم عليه الأهل بالرغبات المادية. ثانيا الاطمئنان العاطفي الذي لا دخل له بنوع تصرفاته ولا بكمية المشتريات والهدايا وثالثا وجود نموذج عاطفي الذي هو مثله الأعلى الذي يكتسب منه سلوكه ويقلد بواسطته تصرفاته وتعامله مع الآخرين في كل ظرف وفي كل مناسبة. تلك حاجات هامة يلزم تزويدها للطفل بلا علاقة لما سوف يحصل عليه من مكافآت وهدايا.
هل يفيد الطفل تقنين الرغبات؟
بالطبع نعم. الرغبات تحتاج لتقنين. توفيرها في كل وقت وفي كل مناسبة تجعل الطفل غير مبال وفي أحيان كثيرة يعتاد على الانفلات. لماذا؟ لأنه لم يعتد التدريب على ضبط غريزة حبه للتملك المادي من جوائز ومشتريات. هو لم يتعلم معنى تأجيل رغبته ولم يعرف الانتظار. انتظار دوره مثلا ريثما ينتهي الذي يقف قبله. هو لم يتدرب على ترتيب رغباته. الفوضى بنيل كل ما يطلب من غير أن يمارس ضبط طلباته، تأجيلها أو ترتيبها يصبح الاستهتار بكل ما ينال أو يطلب لا قيمة له ولا تقدير.
كيف يعتاد الطفل على تقدير المكافأة واحترام الهدايا؟
سهولة نيل كل ما يرغب به الطفل يجعل الأشياء رخيصة وباخسة في عينيه. تعويده على ضبط رغباته والثبات على قانون الضبط هو حاجة لتعويده على تقدير قيمة الاكتفاء والقناعة. لو كان الطفل في مجمع تجاري مثلا وطلب عددا من المشتريات يلزم الأهل توضيح قانون الالتزام بطلب واحد بعبارة:
( يمكنك أن تشتري شيئا واحدا فقط، أنت الذي يختاره). تكرار أسلوب كهذا يجعله يتعلم ضبط رغباته، ترتيبها وأيضا تأجيلها. يوما بعد يوم يعتاد تقدير المكافأة واحترام الجائزة. تصبح المكافأة على سلوك أو عمل يقوم به الطفل هو حافز طبيعي ولطيف لتكراره.
ما فائدة النموذج العاطفي؟
الأبوان هما نموذج الطفل العاطفي وهما مثله الأعلى لتقليد سلوكهما وتصرفاتهما. لو عاشر الطفل أبوين لا مباليين، غير قنوعين ولا يحترمان الآخر سوف يكتسب الطفل ذلك السلوك فوريا وتلقائيا. فلا خوف على أخلاق الطفل طالما يعيش مع أبوين يحترمان الكبار، الضيوف، المسن و ...
كيف يمكن أن يساعد الأبوان على تثبيت عادة احترام الآخر؟
مراقبة الأهل تصرفات الطفل وامتداحه عند قيامه بأي سلوك مستحب، قناعة، تقدير الأشياء، احترام... كلما تلقى الطفل امتداحا كلما ثبت هذا السلوك وأصبح عادة. أما عند قيامه بأي سلوك غير مستحب ولا يعكس احتراما يلزم تجاهله وعدم تنبيهه. التنبيه والوعظ يزيده تمسكا بالسلوك غير المستحب. لماذا؟ لأن كل سلوك يشبع للطفل رغبة سوف يكرره. فالتنبيه، الوعظ التوبيخ هو سلوك يشبع رغبته بشد انتباه والديه كما الامتداح. لذا ما يفيده عند قيامه بأي سلوك غير مستحب هو تجاهل ذلك السلوك والتركيز بالمقابل على امتداح السلوك المستحب. تكرار الامتداح يجعله يعتاد السلوك المستحب.
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق