تعتبر الطالبة صفاء خطيب، التصوير الفوتوغرافي لغة تفاهم بين الأفراد والشعوب، ومن الجدير فهمها وحتى دراستها، كون الصورة تجمّد حدثْ أو لقطة معينة أراد المصوّر أن يركز عليها ويسقط الضوء عليها بعدسته.

تدرُس الطالبة صفاء خطيب، موضوع التصوير الفوتوغرافي في كلية " بتسلئيل" في مدينة القدس المحتلة، وهي في سنتها الدراسية الثانية.

وتحدثتْ صفاء خلال حديثها لبُـكرا، عن حُبها للتصوير الصحافي، ورغبتها في دراسة موضوع الإخراج السينمائي، لكنها قررتْ أن تدرس موضوع التصوير الفوتوغرافي، وبعد حصولها على لقبٍ أول في هذا المجال ( BFA ) ستتابع دراستها في موضوع الإخراج السينمائي.

صعوبات..

وعن الصعوبات التي واجهتها قالت صفاء، شعورها بالغربة وخاصةً أنها الطالبة العربية الوحيدة التي تدرس في الصف، وجميع زملائها من الطلاب اليهود، فلم تجد من بينهم شخص تتطلب منه المساعدة أو الدعم، فكانتْ تضطر بالاعتماد على نفسها.   بالإضافة إلى كون القدس مدينة مليئة بالتناقضات من معاناة الاحتلال، ومن الحياة الاجتماعية فيها. ولم تواجهها صعوبات في اللغة أو بالحصول على السكن الطلابي.

كل واحد صار Photographer ..

وعن ظاهرة الشباب والصبايا الفتوغرافير، قالتْ: " التصوير أكثر من موهبة، أو حُب امتلاك أو شراء كاميرا وعدسات، هو إحساس، كما وهو علم يجب أن يُدرس".

وتابعتْ:" لا يكفي أن نصور شروق أو غروب الشمس، أو شاطئ البحر، والأزهار، بل يجب أن تحمل الصورة عبرة، قضية، وهدف ورسالة، دراستي الأكاديمية جعلتْ مني أتوسع في كيفية تحليل الصورة، والتعرف على الزاوية المناسبة لإلتقاطها، وكيف تصل الفكرة التي أشاهدها بعيني من خلال عدستها.

وتمنت صفاء، من كل شخص لديه هذه الهواية، أن يتعلم أساسيات التصوير، حتى يُثري نفسه ويثقف نفسها مهنيًا.

الصورة هي توثيق لحدثٍ..

وتسعى الطالبة صفاء خميس لتوثيق الأحداث المهمة من خلال عدستها، وخاصة المتعلقة بين الصراع الفلسطيني والإسرائيلي، وهي لا تخشى أن تعرض هذه الصور على زملائها في التعليم وعلى محاضريها.

مشاريع عملتْ عليها..

خلال سنتها الدراسية الأولى قامتْ صفاء بتوثيق الجالية الأفريقية بالقدس المتواجدين في البلدة القديمة بالمدينة، واستعراض حياتهم اليومية من خلال الصور، ومعاناتهم أيضًا.

وعملتْ مؤخرًا على مشروع تحت عنوان " أين تطبخ الأمهاتْ"، الذي زارتْ من خلاله البيوت الموجودة في البلدة القديمة بالقدس، وقامتْ بتصوير النساء وهنّ يقمن بتحضير الطعام لعائلاتهن في المطبخ، كما ورصدتْ معاناتهم اليومية، التي يعانوا منها بسبب الاحتلال الإسرائيلي للقدس، من الجانب الاجتماعي والاقتصادي.

ستوديو بغداد..

بالإضافة إلى مشاريعها التعليمية، بادرتْ الطالبة صفاء خطيب، لإنشاء ستوديو أطلقتْ عليه اسم " ستوديو بغداد المتنقل"، وهو يحتوي على مُعدات الستوديو الكلاسيكي القديم، بنمط حديثٍ، وتتنقل به في زقاق البلدة القديمة، وبالأساس تقوم صفاء بتصوير المصلين الخارجين من باحة مسجد الأقصى الذي يُعاني من تضيق واعتداء من قبل الاحتلال.

وفي نهاية اللقاء معها، أسدتْ صفاء نصيحتين، الأولى للطلاب الراغبين في دراسة موضوع التصوير الفوتوغرافي، أن لا يترددوا في تحقيق حلمهم، ولا يكترثوا لانتقادات المقربين منهم، ويسعوا لتحقيق هدفهم كما فعلت هي، إذ لم تكترث لانتقادات الأطراف القريبة منها وأصرت على تحقيق حلمها وبتشجيع أهلها.

ونصيحتها الثانية، للأشخاص الهاوين للتصوير، أن يكللوا هذه الهواية بالدراسة الأكاديمية، حتى يتثقفوا الصور، فالصورة تجسيد لفكر ورسالة، وليس تجميد حدثٍ معين بالكاميرا.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]