مما لا شك فيه، أن العائلة إذا أرسلت ابنا لها ليتعلم خارج البلاد سيتغيّر وضعها الاقتصادي بشكل واضح، حيث أن التعليم بالخارج يكلّف أموالا طائلة ونحن في عصر هو الأسوأ من ناحية أحوال المعيشة الاقتصادية.

في سبعينات وثمانينات القرن الماضي كانت قضية التعليم خارج البلاد أخف وقعا على جيوب العائلات، فقد كانت هنالك العديد من المنح وأصلا لم تكن الدول الأوروبية تعيش غلاءً كما اليوم، وبشكل خاص دول الاتحاد السوفييتي واوروبا الشرقية.

وقد كانت روسيا أكثر دولة تستقطب الطلاب العرب وتقدم لهم منحا وشروطا سهلة، اليوم يظن البعض أنها لم تعد كذلك فيذهبون للتعليم في دول أخرى بعضها أقل مستو من روسيا، تعليما ومعيشةً بالرغم من أن المنح ما زالت تقدم للطلاب في روسيا وما زالت الفرص جدا جيدة.

روسيا والاتحاد السوفييتي السابق يملكان فضل كبير على أبناء شعبنا

حول هذا الموضوع كان لنا حديث مع الدكتور سمير خطيب، رئيس رابطة خريجي معاهد روسيا والاتحاد السوفييتي وبدأ حديثه قائلا: الحقيقة روسيا والاتحاد السوفييتي السابق يملكان فضل كبير على أبناء شعبنا وبشكل خاص أبناء الأقلية الفلسطينية في الداخل، وخصوصا بعد عام 1967 حيث فتح مجال التعليم بشكل مجاني للطلاب بحصولهم على منح عن طريق الحزب الشيوعي الاسرائيلي، وفي تلك الفترة كان هنالك قلة في الأكاديميين وخصوصا الأطباء، المحامين والمهندسين وأستمر الوضع هكذا حتى عام 1990 مع إنهيار الاتحاد السوفييتي وتحول روسيا لدولة رأس مالية كباقي دول أوروبا وألغت المنح للحزب الشيوعي.

وتابع: بعد ذلك بسنوات ولكون الروس شعب ذو حضارة ويقيّم الشعوب الأخرى ويريد أن يكون له سفراء في كل دول العالم، تم فتح باب المنح من جديد.

3600 خريج عربي من روسيا 

وأضاف :رابطتنا، تأسست عام 2006 واليوم هنالك 3600 خريج عربي من روسيا غالبيتهم في مراكز عليا، بالمستشفيات، محامين أعضاء كنيست وشخصيات عديدة، في البداية كان هدف الرابطة التواصل بين الخريجين واليوم قد أعدنا قضية المنح بزخم، وندعو كل الطلاب العرب بان يتقدموا للمنح فهنالك منح كثيرة، ويكون التعليم مجاني، السكن مجاني إضافة لمعاش شهري لكل طالب بقيمة 100 دولار.

وتابع د.خطيب: هنالك شروط لقبول المنح لدى الروس، أهمها أن يكون المتقدم متعلم 5 وحدات بيلوجيا، هذا هو الشرط الأساسي، واليوم للرابطة علاقات مباشرة مع الجامعات الروسية، فنستطيع أن نتابع أي طالب من عندنا عن طريق الجامعة.

وأضاف: بالفترة القادمة سنوقع اتفاقية عمل مشتركة بين رابطة خريجي معاهد روسيا والاتحاد السوفييتي مع جامعة الصداقة في موسكو وهذا انجاز كبير.

مستوى التعليم في روسيا عالي جدًا 

وحول جودة التعليم في روسيا: أحد أهم ايجابيات التعليم في روسيا هو جودة التعليم، فالتعليم بروسيا على مستوى عال جدا، وبرأيي التعليم في روسيا أفضل من دول أوروبا الغربية، وهنالك معطيات تثبت ذلك، فكل خريجي معاهد وجامعات روسيا ينجحون بسرعة ويتقدمون بحياتهم بشكل أفضل.

وأضاف:في الماضي كانت هنالك حرب على المنح، اليوم نتوجه للطلاب بأن يأتوا، لا نبحث عن ربح أو ما شابه ولكن فعلا هذه فرص لا تعوض، تقدموا للمنح وأذهبوا لروسيا وتعلموا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]