سؤال:
حفيدي عمره 5 سنوات ونصف. هو في صف البستان. حفيدي طفل موهوب. يقرأ بطلاقة العربية - تعلم الحروف لوحده- يعرف الحروف اﻻنجليزية، عواصم معظم دول العالم وأعلامها. هو ولد هادئ جدا ومسالم ويكره العنف. دخل دورة كاراتيه. كان يحب التمارين جدا إلى أن وصل إلى مرحلة المواجهات والمعارك. أصبح يتلقى الضربات من الخصم ويستجيب بالبكاء. طلب من أمه التوقف عن الكاراتيه وتسجيله في دورة كرة القدم. هل تستجيب أمه لطلبه أم تلزمه بالاستمرار؟ ما هو الحل الأمثل برأيك؟
الجواب:
إلزامه بالاستمرار من غير التفاوض والسماح له بالمشاركة والتعبير يضر بتطور شخصيته السوية.
لماذا السماح له بالتعبير عن مشاعره؟
من أهم أسس تطور شخصية الفرد الصحية هي وعيه العاطفي الذاتي في جميع الحالات والظروف التي يمر بها. المهم احترام يقظة وعي حفيدك العاطفي. كيف؟ بالسماح له بالتعبير عن مشاعره الذاتية التي جعلته يعي ضيقه وقلقه. كلما سنحت له العائلة بفرص للتعبير عما يضايقه، يقلقه، يفرحه ويشوقه... كلما تطور وعيه العاطفي الذاتي وتعرف عن كل حالة تؤثر عليه سلبا وإيجابا. الاصغاء للطفل وحتى تكرار ما يذكره من أنواع مشاعر يؤكد له بأن أهله يشاركونه حالته ويتفهمون أحاسيسه. يوما بعد يوم سوف ينمو ويتطور أحد أهم أركان شخصيته بالنسبة لاحساسه الصادق. هذا وسوف يتعرف على مرادفات لمفردات ما يشعر به.
كيف السماح له بالتفاوض والمشاركة؟
بعد تفهم مشاعره لا لارغامه على دورة تدريبية لا تناسب شخصيته ومزاجه الطبيعي المولود. الدورة هي ظرف لا يطيقه ولا يتحمل جسمه تعقيداته. هنا يلزم أن يدخل عنصر التفاوض معه عن صعوبة تمارين الدورة وأسباب اعتراضه على الدوام على التدريب. التفاوض هو فرصة لجعله يقنع أهله بما يشعر به. يمكن الاتفاق معه على إمكانية تأجيل مسألة انقطاعه عن الدورة كفرصة لتفحص تقبله درجة عنف تلك الرياضة. ربما يحتاج لأن يعطي جسمه فرصة أخيرة قبل اتخاذ أي قرار. من المهم إعلامه بأنه هو فقط الذي يقرر ما يمكنه تحمله أو عدم تحمله. الاتفاق معه على تأجيل قراره بالاقتناع هدفه التأكد من عدم تسرعه باتخاذ قراره المناسب. هنا سوف يتعلم التأني ومحاولة زيادة درجة تحمله وصبره.
هل ينفع هنا الترغيب المشروط؟
بالطبع نعم. الترغيب المشروط هو اختبار لتقلبات مشاعره، مزاجاته وطلباته. من المؤكد بأن أهله يريدون استمراره بالدورة بهدف اكتساب مسؤولية تحمل قساوة التمارين ورفع درجة ثقته بنفسه. يمكن التأكد من هذا فقط عند استخدام الترغيب المشروط. كيف؟ باخباره بأنه من الممكن تسجيله للدورة التي يطلبها ويرغب بها ولكن بشرط ربطها بموافقته على استمراره التدريب على رياضة الكاراتيه.
ربما مثل هذا العرض سوف يجعله يتقبل الترغيب على الاستمرار بتمارين الدورة فيفحص لاحقا قدرة تحمله أو ربما سوف يرفض عرض الترغيب بشكل قاطع.
نعم لاحترام وعيه العاطفي الذاتي وتقبل أهله كل رد فعل تلقائي وطبيعي يصدر منه. لا لتوبيخه، عقابه أو انتقاد قراراته وبالتوفيق.
إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
ان كرة القدم افضل لانه اذ استمر في دورة الكرتي سوف يصبح عنيف