بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 6 جمادى الأول 1435 هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘تذكروا أيها الأزواج‘‘؛ هذا وأم في جموع المصلين الشيخ كيلاني زيد، إمام مسجد عمر بن الخطاب.

حيث تمحورت الخطبة حول: الزواج مودَّة ورحمة بين الزوجين، يركن كلُّ واحد منهما للآخر، ويكمل كلُّ واحد منهما نقْصَ الآخرِ، فعلى كلٍّ من الزوجين مسؤولياتُه الخاصة.

وتابع الشيخ قائلاً:" ومن الطبيعي اختلافُ وجهات النظر بين الزوجين في بعض القضايا، كالاختلاف مع سائر الناس في وجهات النظر، فإذا وُفِّق الزوجان لحلِّ خلافاتهما في جوٍّ تسُودُه المودةُ والاحترام المتبادل، استمرَّتِ العلاقةُ بينهما، ورفرفَتِ السعادةُ عليهما وعلى أولادهما، ومع سوء التصرُّف في معالجة هذه الخلافات، تعصف المشاكلُ بالأسرة، حتى ربما آل الأمر إلى الطلاق وتشتُّتِ الشمل، ولو تأمَّل الزوجانِ بدايةَ هذه الخلافات، لوجداها أشياءَ يسيرةً؛ لكنهما لم يُحسِنا التعامل معها، حتى نفخ الشيطان فيها، فاستفحلتْ وتشعَّبتْ، فصعُب علاجُها...".

وأردف الشيخ قائلاً:" قبل أن أتحدث عن الأسباب التي تؤدي إلى الخلاف بين الزوجين وإلى تصدُّع الحياة الزوجية، فإني أود أن ألفت النظر بدايةً إلى بعض الامور، الأمر الأول: أن رابطة الزواج التي تربط بين الرجل والمرأة والتي أسماها مولانا عز وجل بالميثاق الغليظ, قال تعالى: ((وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)). هذه الرابطة ليست هي الرابطة الأولى بين الزوجين.

فهناك قبل هذه الرابطة رابطة أخرى هي رابطة الإسلام والإيمان، وهذه الرابطة هي بجعل الله تعالى وباختياره، قال تعالى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)). وهذه الرابطة لا يمكن للمؤمن أن يتبرَّأ منها، أو يتنكر لها، ولا يمكن الخروج عنها. أما الرابطة الزوجية فهي باختيار الزوجين، وربما تنحل عرى هذه الرابطة ـ لا قدَّر الله تعالى ـ.

فما أجمل المسلم والمسلمة عندما يعالجان المشكلة الأسرية من خلال هذا المنطلق، لأن استحضار هاتين الرابطتين سيكون سبباً لحلِّ الخلاف وإنهائه بالإمساك بالمعروف إن شاء الله تعالى.".

وتابع الشيخ حديثه بالقول: أما الأمر الثاني الذي أشير إليه قبل الشروع في أسباب تصدُّع الحياة الزوجية، فهو أن تعلم بأن الحياة الزوجية نعمة من نعم الله تعالى الكبرى على الزوجين، بالزواج يتقرب الزوجان إلى الله تعالى, بالزواج يحييان سنة من سنة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، بالزواج يتحقَّق السكن بين الزوجين، ووالله لن يتحقق سكن بين الرجل والمرأة إلا من خلال الزواج الشرعي، لأن الزواج آية من آيات الله الكبرى، قال تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون)).

بالزواج الشرعي يُلقي الله تعالى المودة والرحمة بين الزوجين، وبالزواج الشرعي يبنى المجتمع الإنساني بناءً صحيحاً. فالزواج نعمة لأنه يحقق سكناً وأمناً ومودة ورحمة، بل هو عبادة لله عز وجل، والعبادة من أعظم نعم الله تعالى على عبده، فالزواج مصدر من مصادر التقرب إلى الله تعالى، يقول صلى الله عليه وسلم: (دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ) رواه مسلم..".

وإختتم الشيخ خطبته بالقول: أيها الإخوة الكرام: الأمر الثالث: تذكر أيها الزوج وأيتها الزوجة عند حصول خلاف أسري بينكما تذكرا قول الله تعالى:((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)).

أيها الإخوة الكرام: يجب على كلٍّ من الزوجين أن يتذكرا هذه الآية الكريمة، وأن يعلما عداوة الشيطان لهما، وخاصة عند وجود النزاع والخلاف، وأن يعلما كذلك بأن لكلٍّ من الزوجين شيطاناً، كما جاء في الحديث الشريف: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ، قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَإِيَّايَ، إِلا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلا يَأْمُرُنِي إِلا بِخَيْرٍ) رواه مسلم. وفي رواية: (فأسلمُ).

أيها الإخوة الكرام: أما عن المشاكل وحلولها، وما هي المشاكل التي يكون الزوج فيها سبباً، والمشاكل التي تكون الزوجة فيها سبباً، فسوف نتحدث عنها في الأسابيع القادمة إن شاء الله تعالى..".(للمزيد شاهد الفيديو الكامل للخطبة).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]