نجحت حنين راضي من مدينة الطيرة بتحقيق المرتبة الثالثة في مارثون تل ابيب العالمي، الذي يقام سنويا في المدينة برعاية عدة جهات، متفوقة بذلك على حوالي 2700 متسابق اضطروا لقطع مسافة حوالي 42 كم.
حنين فخورة بكونها المرأة العربية الوحيدة التي شاركت بماثون الـ42 كم، علما أنها نافست متسابقين من خارج البلاد وكثر منهم من الوسط اليهودي، وها هي ألان تنتظر يوم الخميس القادم على أحر من الجمر لاستلام الجائزة، في مراسيم احتفالية ستقام في تل ابيب.
يشار إلى أن ابني حنين اشتركا أيضا في سباقات الـ10 كم ونجحوا بتحقيق انجازات، مع العلم أنهما شاركا في عدة سباقات في السابق... بقي أن نشير إلى أن إجمالي المشاركين في السباق بلغ بحسب المعطيات الرسمية حوالي 40 ألف متسابق.
مراسلنا حاور حنين راضي حول ممارستها للرياضة بشكل عام وخرج بالتقرير التالي
ما هي الصعوبات التي تواجهينها اثناء ممارستك الرياضة؟
في البداية قبل التطرق إلى الأمور المتعلقة بالآخرين، هناك صعوبات تتعلق بالرياضة نفسها، فهي رياضة شاقة نوعا ما وإذا ما قورنت بالرياضات الأخرى، فالركض يجب أن يكون باستمرارية ولمسافات ليس بالبسيطة، عدا على الجهد الكبير الذي ابذله سواء خلال التمرينات أو حتى في المارثونات والسباقات.
شخصيا استيقظ في الساعة الخامسة صباحا خصيصا لأمارس هذه الرياضة في رعنانا وهرتسيليا لمدة ساعتين، ومن ثم أتفرغ لتجهيز أبنائي للمدرسة والعمل وغيره.. فخورة جدا بنظام حياتي المبني على الرياضة، لأنني نجحت بتكوين أسرة رياضية، فأبنائي أيضا يمارسون الرياضة ويحققون انجازات عديدة في عدة سباقات، نولي أهمية كبيرة للغذاء الصحي والمناسب ونتكلم كثيرا في جلساتنا العائلية عن الركض، مع العلم أننا نمارس الرياضة من باب المتعة وليس من باب المنافسة الحقيقة لكسب الألقاب.
قلت انك تمارسين الركض برعنانا وهرتسيليا... لماذا لا تمارسينها بالطيرة؟
ارغب بذلك جدا، لكن هناك سببين يمنعانني من ذلك، الأول الطيرة كما معظم بلداتنا العربية تفتقر إلى المنشآت والبنية التحتية التي تساعد على ممارسة هذه الرياضة، وهذا يختلف عن البلدات اليهودية التي تتمتع بمنشآت عالية جدا، وهنا لنا عتب على المسؤولين.
الأمر الآخر، وهو أيضا إحدى الصعوبات التي واجهتني إثناء ممارسة رياضة الركض، وهي كلام الناس، إذ انه ليس من المقبول على مجتمعنا على ما يبدو رؤية امرأة تركض على الرصيف، وهذا أمر يزعجني كثيرا، البعض لا يروق له مثل هذا المنظر وشخصيا لست بصدد تغيير وجهة المجتمع مع أنني اطمح بتغييرها.
هل حاولت الركض بالطيرة في احد الأيام؟ وكيف تعاملت مع هذه الظاهرة؟
في الحقيقة لا، لكن كما قلت لك سابقا أنني أشجع أبنائي على ممارسة الرياضة، فالابن الأكبر عفيف (16 عاما) يمارس الرياضة في الملعب البلدي بالطيرة، وشارك بعدة سباقات وحاز على نتائج مشرفة، مثل سباق نصف مارثون في بيسان، الذي قطع فيه مسافة 22 كم، والابنة الثانية كرستين (15 عاما) كذلك الأمر، التي حاولت كسر هذا الحاجز ومارست الرياضة بالطيرة، إلا أنها امتنعت عن ذلك بسبب الكلام.
تعاملي كان عقلانيا، إذ أنني وجهتها بالركض معي في البلدات اليهودية، وبالمناسبة... لو أنني اهتم بالكلام لتركت ممارسة الرياضة منذ مدة.
من هو أكثر من يدعمك؟
الدعم الأساسي استمده من زوجي، مع العلم انه هو الذي أقحمني هذا المجال، في بداية زواجنا كنت استغرب كيف يخرج من البيت فور عودته من العمل ليمارس رياضة الركض ومن ثم يعود، مع الوقت أقنعني بذلك وبالفعل اثر هذا الأمر كثيرا على حياتي، فالرياضة تمنح ممارسها الشهية لبدء يومه والفرح والسرور بشكل عام بكل مرحلة يفعلها.
هناك دعم كبير من الصديقات والأقارب، الذين يحضرون إلى السباقات التي أشارك بها، عند استعدادي لكل سباق اخرج واراهم يشجعونني فتتضاعف رغبتي بعدم تخييب آمالهم، وأكثر مكان تأثرت به عندما تبعوني لمارثون أمستردام في هولندا.
هناك دعم أتلقاه من نادي اللياقة البدنية الذي أتدرب فيه، وجل زملائي من الوسط اليهودي، يشجعونني دائما ويباركون لي بكل سباق أحقق فيه انجازات، تشجيعهم لي يدفء قلبي، في سباق مارثون تل ابيب الأخير توقعوا أن احصل على المرتبة الأولى، وتلقيت عدة اتصالات هاتفية ورسائل منهم تدعمني وهذا أمر رائع، وهذه فرصة لكي أتقدم بالشكر لكل ما يدعمني وعلى رأسهم زوجي.
كيف علاقتك بزملائك بالنادي؟
جيدة جدا، لكنني أعجب من استغرابهم كيف أنني امرأة عربية وأمارس الرياضة، ربما كان هذا إحدى الأسباب الذي دفعني لإقحام أبنائي في هذا المجال، واحد الأسباب أنني اطمح لتشكيل فريق ركض، لرفع اسم الوسط العربي عاليا وتشريفه.
كيف تقييمين الوعي للرياضة النسائية في الوسط العربي؟
ضعيفة جدا، ونحن نلمس هذا الأمر من عدة أمور، حتى في الإعلام المحلي لا يسلطون الضوء على هذا الجانب، أرى أن على الجميع التكاتف من اجل النهوض بهذا المجال، لان المرأة العربية لديها القدرات والإمكانيات والخامات التي لا تقل عن أي امرأة في هذا العالم، ولذلك يجب توظيف هذه القدرات بالأمور الايجابية بدلا من قضاء جل الوقت في الإبحار بالانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
هناك حاجة ماسة لنسائنا للتعرف على هذا المجال، أقول ليس فقط بمجال الركض، بل على العكس كل امرأة ترى بنفسها قادرة على ممارسة أي رياضة أخرى مثل كرة القدم كرة السلة وغيرها فبإمكانها ذلك، فالرياضة ليست حكرا على الرجال، صحيح أن هناك ارتفاع بالفترة الأخيرة بالوعي لكن ما زال هذا الارتفاع ضئيل جدا وبحاجة لمضاعفة.
طبعا هذه المهمة تقع على عاتق الجميع، ويجب علينا التكاتف من اجل تحقيقها، من سلطات محلية، مدارس، والبيوت وغيره..
على ذكر الانترنت... كيف هي علاقتك به؟
يمكن تقييمها بالضعيفة نسبيا، إذ أنني لا اقضي الكثير من الوقت عليه، ولا حتى على التلفاز، وبحال استعملتهن فان ذلك سيكون للبحث والقراءة عن أمور تتعلق بالرياضة، وبالنسبة للكتب فإنني اقرأ الكتب الرياضية أيضا، وهناك كتاب أعجبني كثيرا وهو باللغة العبرية اسمه " خلقنا لنركض- נולדנו לרוץ".
إلى أي مدى تحد التزاماتك البيتية ممارستك للرياضة؟
لا تحد إطلاقا، فانا أجيد تنظيم وقتي وملائمته مع باقي الالتزامات الاجتماعية، فكما قلت لك اركض في الصباح الباكر واخرج بوقت الازدحامات المرورية، كل ذلك لكي لا يصطدم ممارستي للرياضة مع الأمور الأخرى، وكلي أمل أن أكمل بهذه الطريق، لأنني راضية على هذا الأمر، لا سيما وأنني لست مقصرة بأي أمر.
هل يوجد هناك نشاطات معينة تستعدين لها في هذه الفترة؟
نعم، مارثون بارلين في شهر تشرين أول أكتوبر (10.2014)، وآمل أن أوفق فيه.
عدا الركض – هل يوجد هناك نوع رياضة آخر تفضلين ممارسته؟
بشكل أساسي الركض، لكن هناك اليوغا أيضا، فدمجه مع الرياضة صحي جدا.
هل تؤثر العادات والتقاليد برأيك على المرأة العربية لممارستها الرياضة؟
للأسف نعم، بدون شك هناك انتقادات، لكنها ليست من الجميع، هي تقتصر فقط على الجيل الكبير، هناك نساء يتنازلن عن الرياضة لأسباب مختلفة، لكنني اعتقد أن المرأة يجب ألا تتنازل عن الرياضة وتبحث عن البدائل للمشاكل التي تواجهها.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
نفتخر فيك وان شاء الله تضلي رافعة راسنا
بالنسبة للانتقادات تهتميش هدول ناس متخلفين للأسف عنا اللي بشوفو ناجح بحاولوا يخلو فاشل زيهم بالنجاح ان شاء الله
حلو كثير يا ريت نساءنا يتعلمو منك الرياضة
" ... أعجب من استغرابهم كيف أنني امرأة عربية وأمارس الرياضة...."، ولماذا هذه النظرة الاستعلائية؟ وهل يظنون ان المراة العربية تعيش في العصور الوسطى وسنوات الظلام؟
تصرفك مع المنتقدين ممنوع يكون عقلاني، المفروض تتصديلهم وتبيني لكل واحد شو حجمه
كل الاحترامممم