هل عندما تذهبون لشراء سيارة مستعملة،فأنتم ترغبون في معرفة ما إذا كانت قد تعرضت لحادث شديد؟
في الوقت الراهن لا يوجد أي احتمال في أن تعرفوا إن كنتم تسافرون في سيارة كرتونية أو سيارة مبهمة خضعت لتحسينات وترميمات،والوضع القائم حالياً هو أن وزارة المواصلات تسمح،وهي تعلم،بعودة السيارات إلى الشارع بعد أن كانت قد تورطت في حوادث طرق شديدة.ويقع آلاف الإسرائيليين سنوياً ضحايا للغش والخداع والاحتيال المتعلقة بشراء سيارات مستعملة،والمقصود هنا سيارات تعرضت لحوادث شديدة وتباع للزبائن وكأنها سيارات عادية وسليمة تماماً.
وبموجب القانون،يتوجب على المواطن أن يقوم بالإبلاغ عن سيارته التي تعرضت لحادث شديد،ويجب أن تخضع هذه السيارة لسلسلة فحوصات مشددة.والهدف هو منع تصليحها في المناطق الفلسطينية،ومنع إدخال قطع غيار مسروقة،ولزوم الصراحة والشفافية،وما إلى ذلك.وبعد فحص السيارة،يقرر المخمّن ما إذا كانت السيارة "خاربة متضررة"،بمعنى أنه تسبب لها ضرر يتراوح ما بين 40%-60% من قيمتها،أو أنها "تالفة هالكة" ("توتال لوس") بمعنى أنه تسبب لها ضرر يزيد عن 60% من قيمتها.
وعلى طريقة تجار السيارات المشكوك فيها،فإنه عندما تتعرض السيارات لحادث،ويقرر المخمن أن حجم الضرر يتراوح ما بين 40%-60% من قيمتها،فإنه يتم شراؤها من قبل تجار السيارات أصحاب معارض البيع المفتوحة،وتحصل شركة التأمين مقابل السيارة على جزء من ثمنها.
ويتم تحويل السيارة إلى الكراج،وفي حالات كثيرة-إلى كراج غير مرخص،دون رقابة،فيتم أصلاحها قطع غيار مسروقة ومزيفة فيها.
ووفقاً للتقديرات،تسير على شوارع البلاد حالياً حوالي ألف سيارة كانت قد تعرضت لحوادث طرق شديدة،لكن لا توجد أية مستندات أو تسجيلات تثبت ذلك.وعملياً،فإن هذه السيارات هي بمثابة "قنابل موقوتة" وكأنها سيارات مصنوعة من كرتون.فالسيارات التي تعرضت لحادث صعب وعادت إلى الشارع،لن توفر الحماية للركاب عند وقوع حادث لان هيكلها ممددّ ومجلّس،ولا تستطيع قطع الصفيح(المعدنية) مقاومة الضربات،وكذلك الأمر بالنسبة للإطارات والعجلات،وغيرها من منظومات السيارة المختلفة،لكونها غير سليمة.
أن الشخص الذي يشتري مثل هذه السيارة،فهو عملياً يشتري سمكاً في بحر،لأنه لا يعلم بأنها قد تعرضت لحادث شديد:فلا توجد تسجيلات في رخصة السيارة تنبّه المشتري إلى ذلك.
ومؤخراً جرى نقاش في لجنة الاقتصاد التابعة للكنيست،وتقرر أنه ابتداء من أول آب،يتوجب على إدارة الكراج الذي يصلح سيارة أن يقوم بإبلاغ دائرة الترخيص بالأمر،وبعد تصديق الدائرة على استلام البلاغ،يسجل في رخصة السيارة أنها "فحصت وأصلحت بعد أن تعرضت لأضرار في الأمان".وهذا يعني أن بإمكان الشخص الذي يشتري السيارة أن يعرف ما إذا كانت قد تعرضت لحادث شديد.
وفي هذا السياق قال المدير العام لجمعية "أور يروك"،شموئيل أبواف "أن هذا القرار هام ويعتبر علامة فارقة على طريق مكافحة الحوادث.فهنالك كثير من الحالات التي يجري فيها شراء السيارة بعد أن تكون قد تعرضت لحادث،وتركّب فيها قطع غيار غير سليمة ومزيفة ومسروقة،من قبل أشخاص غير مؤهلين وغير ومخولين بذلك،وليست لديهم المعرفة والأدوات المناسبة اللازمة .وعند وقوع حادث،فإن مثل هذه السيارة قد تتحول إلى فخ مميت وقاتل للركاب،نتيجة عدم صلاحية تلك المنظومات لمقاومة الضربة .ولعل القرار الذي تم اتخاذه،يكسب الشخص الذي يشتري السيارة المعرفة والعلم بأن السيارة التي ينوي شرائها قد تعرضت لحادث شديد،فلا تكرر الحالات التي نشهدها اليوم،حيث لا يعلم المشتري بوضعية الأمان الماضية للسيارة،وبذلك فكأنه يشتري سمكاً في بحر".
[email protected]
أضف تعليق