بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 21 ربيع الثاني 1435هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘طاعة الزوجة لزوجها ‘‘؛ هذا وأم في جموع المصلين فضيلة الشيخ صابر زرعيني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.

حيث تمحورت الخطبة حول: ان الحياة الزوجية بحقوقها وواجباتها والتزاماتها تمثل بناء ضخماً متكاملاً، وأي نقص في أي حق من الحقوق الزوجية سواء كان حقاً مشتركاً أو خاصاً يسبب شرخاً عظيماً في بناء الأسرة المسلمة.

بل إن أي تقصير أو نقص في واحد من هذه الحقوق وخاصة الحقوق الظاهرة التي يراها الأبناء والبنات سيكون أثره السلبي عليهم خطيراً. فإن الولد سواءً كان ابناً أو بنتاً، إذا كان يصبح ويمسي على شجار وخلاف بين أبويه، فيرى أن الوالدين مقصران لا يقوم أي منهما بحق الآخر حق القيام، لا شك أن هذا سيورث عند الأولاد تصوراً خاطئاً وسيئاً يجعل الأب والأم في قفص الاتهام دائماً من قبل الأبناء، وإن الزوجين إذا التزما منهج الإسلام الكامل في الحقوق الزوجية عاشا في ظلال الزوجية الوارف سعداء آمنين. لا تعكرهما أحزان المشاكل؛ ولا حادثات الزمان...".
وأردف الشيخ قائلاً:" لقد ذكرت لكم في الأسابيع الماضية بأن عقد الزواج هو عقد مسؤولية على كلٍّ من الزوجين، حيث يخاطب كلُّ واحدٍ صاحبه بعبارة: زوَّجتُك على كتاب الله، وقبلتُ الزواج على كتاب الله عز وجل.

والشيء الجميل الحسن في كلٍّ من الزوجين أن يفكِّر كل واحد منهما بالواجب الذي عليه تجاه الطرف الآخر، ومن عرف الواجب الذي عليه وقام به فقد أدَّى حقَّ الطرف الثاني، وهذا منتهى السعادة في الحياة الزوجية. وقد تكلَّمنا في الخطب الماضية عن مسؤولية الزوج نحو زوجته
وحديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عن بعض الواجبات التي يجب على المرأة أن تَعْلَمَها قبل زواجها، وواجب على الآباء والأمهات أن يُعلِّموها لبناتهم.".

وتابع الشيخ حديثه بالقول: الزوج عبد لله وكل كلمة أو عمل محسوب عليه وليتذكر المؤمن ان يستطيع أن يتعبد لله عز وجل برعايته لزوجته حتى بالقمة التي يضعها في فمها أو حتى بشربة الماء فانه يؤجر على هذه الأعمال. وليتذكر الزوج قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) وليتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ)) وليتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته. أما لابنتي أو أختي العزيزة الزوجة فاني ابعث بثلاث رسائل: أولا: لا ينظر الله تبارك وتعالى لزوجة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه. ثانيا : قال صلى الله عليه وسلم الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة . ثالثا: اطيعي زوجك وتزيني له لتقبل صلاتك قال صلى الله عليه وسلم: "اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع"..".

وإختتم الشيخ خطبته بالقول: ولكن عليكم الصبر أيها الأزواج إن أخطئت الزوجة وليكن لك قدوة في عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاءه رجل ليشكو له زوجته وقد سمع زوجة أمير المؤمنين قد رفعت صوتها... فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جِئتُ أَشْكُو إلَيْك خُلُقَ زَوْجَتِي وَاسْتِطَالَتَهَا عَلَيَّ فَسَمِعْتُ زَوْجَتَكَ كَذَلِكَ ... فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : إنَّمَا تَحَمَّلْتُهَا لِحُقُوقٍ لَهَا عَلَيَّ: إنَّهَا طَبَّاخَةٌ لِطَعَامِي خَبَّازَةٌ لِخُبْزِي غَسَّالَةٌ ... قَلْبِي بِهَا عَنْ الْحَرَامِ ، فَأَنَا أَتَحَمَّلُهَا لِذَلِكَ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَكَذَلِكَ زَوْجَتِي...؛ أيها الإخوة الكرام: أهمُّ الواجبات التي يجب على المرأة أن تَعْلَمها هي وجوب طاعة الزوج، وهي فريضة شرعية عليها، وهذا الوجوب جاء من خلال القرآن العظيم، قال تعالى: ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ)). لأن نظام الأسرة الناجح يقتضي خضوع الأفراد لواحد، وأولى أفراد الأسرة بالخضوع له هو الزوج، وأوَّل من يخضع له الزوجة، ومن الطبيعي أن هذا الخضوع ليس خضوع رقٍّ واستعباد معاذ الله تعالى، بل هو نظامٌ ومسؤوليةٌ، ومن حرص الإسلام على النظام في المجتمع كله، قال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا كَانَ ثَلاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ).

أيها الإخوة الكرام: بناتنا أمانة في أعناقنا، يجب علينا أن نعلمهنَّ أمور دينهنَّ، ومن أمور دينهنَّ طاعة الزوج في غير معصيةٍ لله عز وجل، وحقُّ الزوج على المرأة مقدَّم على حقِّ الأبوين، وخاصة الرجل الذي كان صاحب دين وخلق، والذي عرف الواجب الذي عليه قبل أن يعرف الحق الذي له.

.".(للمزيد شاهد الفيديو الكامل للخطبة).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]