لكنني لست من أولئك العازبات المتذمرات المحبطات الساقطات على الثقافة الهوليوودية التي جعلتنا نتوقع في الرابع عشر من شباط فبراير ("عيد فالنتاين – عيد الحب") أن نلتقي بالفارس الممتطي حصانا ً أبيض، بينما الملائكة تعزف الألحان، فنتبادل القبلات والنجوم وحدها التي تنظر إلينا وتراقبنا – فليس هذا ما أردت أن يحدث!
كنت في الماضي على غرام مع صديقي الأول، المعروف باسم "زغروري": كنا شبابا ً، على قدر كبير من الجمال والجرأة. ومن الرغبة في أن يكتشف الواحد منا جسد الأخر. كنا الأوائل في هذا الاكتشاف المتبادل، أنا الأولى له، وهو الأول لي، وكنا واثقين من أن هذا الحب سيكون أبديا ً. ورغم ذلك، وبعد مضيّ عام، انفصلنا في شهر كانون الأول ديسمبر البارد، وأصبحت في ضياع، بقلب محطم ورأس مشوش في هذه الدنيا.
أشقر، وانجليزي
وبعد شهرين من الفراق والانفصال – شهرين لم أضطجع في فراشي سوى مع الكآبة والاكتئاب، حلّ "عيد الحب"، فقررت، وأنا في حلّ من اللفتات الممجوجة الدافئة، أن احزم أمري بيدي، وأخرج من بيتي. كنت مدركة أن "زغروري" لن يعود، وفوق ذلك انه آن الأوان أن أتواصل مع العزباء التي في داخلي، وان أتمتع واستمتع بحقيقة كوني أعيش في تل أبيب، فأعثر على من يضاجعني!
خرجت مع أصحابي إلى حفلة مزدانة بالألوان الحمراء في "ميناء تل أبيب"، وفجأة رأيته: أشقر، طويل القامة، وسيم، وبالأساس – انجليزي. بعد أن تبادلنا بضع كلمات، وقعت في حبّ لهجته الناعمة وأدبه وكياسته البريطانية، فلم أتردد لحظة وقبلت شفتيه، وبعد دقائق قررنا اللجوء إلى مكان أكثر هدوء ورومانسية – إلى مرحاض الملهى!
كانت المراحيض هي الأخرى مزدانة بالأشياء البراقة، وكأنها تنتظر عشاق اللحظة والمصادفة والعزلة. أزعجتنا وضعية المكان وكدنا نغادر متنازلين عن المتعة، لكن الاتصال تمّ بنجاح، وعاد الانتداب البريطاني ليسود ويعّم إسرائيل!
"أحببت انعدام الحبّ"!
بعد بضع دقائق من التأوهات والإطراءات، بالانجليزية والعبرية، انتهى الأمر. خرجنا ندخن قبالة البحر، فيما النسائم تداعبنا. ثم رافقني حتى البيت، وفي الطريق أعدْنا الكرّة في حديقة عام، ثم افترقنا وتودّعـْنا: عاد هو إلى بريطانيا، وبقيت أنا في تل أبيب.
في الواقع – هنا بدأ كل شيء: ففي ليلة من العزلة والشهوة المتخفية ببهجة "عيد الحب" – اكتشفت عالم "الجنس الخاطف". أحببت انعدام الحب، وعشقت غياب المشاعر، وشغفت بالغرام الخاطف، وبانعدام الالتزام، فليس من الممكن أن يأتي ضرر من ليلة واحدة وحيدة، ولا يمكن للقلب أن يتحطم من قبل شخص أجنبي غريب.
منذ ذلك اليوم، "يوم الحب"، أحببت غرباء كثيرين، لمدد قصيرة لم تتجاوز الليلة الواحدة، أو ليلتين، أو أسبوعا ً، أو ربما أكثر – دون أي التزام – وعشت بالأساس تجارب مثيرة ومشوقة.
إذن، يأتي "عيد الحب" وأنا عزباء، وإنصافا ً للحقيقة أقول: أنني سعيدة بذلك.
لست بحاجة إلى حفلات الكوكتيل الراقية، ولا إلى التدليل والتغنيج والإطراءات الكاذبة المزيفة .
أعطوني كأسا ً من المشروب ("تشيسر") وسيجارة ورجلا ً وسيما ً لا تبادل معه الحب لليلة واحدة – فأكون راضية شاكرة!
ومهم بالطبع اختيار هذا العشيق بعناية، حتى لو كان من اجل غرام خاطف عابر، لأنة حتى لو كان هذا الغرام مؤقتا ً ووقتيا ً – فان المرضى الذي قد ينجم عنه – أبديّ!
[email protected]
أضف تعليق