حضر حوالي 500 شخص من 26 بلدًا مؤتمر الأديان العالمية الذي انعقد في قاعة غيلدهول في لندن، بما في ذلك رجال الدين، والساسة، والمسؤولين الحكوميين، وأعضاء السلك الدبلوماسي والأكاديميين وممثلي مختلف المنظمات غير الحكومية.
كما تلقى المؤتمر رسائل دعم من صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية، وقداسة الدالاي لاما، ورئيس أساقفة يورك، ورئيس أساقفة ويلز، والفاتيكان إضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وقد نظمت الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة هذا الحدث كجزء من الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيسها هناك، وكان موضوع المؤتمر "الله في القرن الحادي والعشرين".
وقد خطب عدد من كبار الشخصيات ورجال الدين في هذا المؤتمر متحدثين عن الدور الذي يمكن أن يقوم به الدين في عالم اليوم، وما إذا كان الدين لايزال قوة للخير.
وقد ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، الخطاب الرئيسي في المؤتمر حيث بيّن أن جميع الأديان الكبرى في العالم تدعو إلى عبادة الله والمودة والرحمة للبشرية. وقال إنه إذا تم اتباع هذه التعاليم الأصلية اليوم فسيؤدي ذلك إلى قيام مجتمع متناغم خالٍ من الصراع والحرب. كما ندد حضرته بالحكومات التي تعطي الأولويات للدفاع والإنفاق العسكري أكثر من الرعاية الاجتماعية والمشاريع الإنسانية.
ودعا قادة جميع الدول لتأمين الرعاية الاجتماعية والعدالة للجميع، وإلى وضع حد لسباق التسلح حيث قال:
"إن الحاجة الملحة والحرجة للعالم اليوم هي في إحلال السلام والإيمان بالله. إذا فهم العالم هذه الحقيقة فلن تنفق جميع البلدان، سواء ًكانت كبيرة أو صغيرة، الأموال باسم الدفاع، وتخصص الملايين والمليارات من الدولارات لتوسيع قدراتها العسكرية. وبدلًا من ذلك، ستنفق تلك الثروة على إطعام الجياع، ولتوفير التعليم للجميع وتحسين مستويات المعيشة في العالم النامي."
ثم أنهى الخليفة خطابه بإعادة التأكيد على حقيقة أن الله هو "الله الحي" الذي لا يزال يستمع إلى أدعية البشر فقال:
"من أجل حماية أنفسنا وإنقاذ البشرية نحتاج للتوجه إلى الله سبحانه وتعالى، نحن بحاجة لأن نعلق أنفسنا بالله الحي الذي لم يهجر النبي موسى عليه السلام وقومه ولم يهجر النبي عيسى عليه السلام وحواريه. كما لم يُحرَم المسلمون الحقيقيون من الحصول على بركات الله ورؤية أدعيتهم مقبولة".
كما خطب عدد من كبار الشخصيات ورجال الدين في هذا المؤتمر كالمطران كيفن ماكدونالد، ممثل الكنيسة الكاثوليكية، الذي تحدث عن اليوم العالمي للصلاة من أجل السلام الذي أسسه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عام 1986، وقال إن "مؤتمر اليوم لحظة أخرى من تكاتف الناس من مختلف الديانات في سلام وعدالة "، كما قرأ المطران رسالة دعم من الكاردينال بيتر تيركسون، رئيس المجلس البابوي للسلام والعدالة.
وقرأ غيشي تاشي تسيرينغ رسالة صاحب القداسة الدالاي لاما التي قال فيها:
"إن فضائل المحبة والإيثار أساس جميع الأديان وبالتالي فإن نشر جميع الأديان أمرٌ ضروري. فجميع الأديان وسيلة للسلام الداخلي. وأنا أعطي دعمي القلبي الكامل إلى مؤتمر الأديان العالمية".
وقال البروفسور الحاخام دانيال سبيربير، ممثل الحاخام الأكبر لإسرائيل:
"إن البشر في العالم ليسوا سادته وإنما أمناؤه. دعونا نعود إلى فكرة بسيطة من الإيمان وإلى حرمة الله".
وقالت البارونة وارسي، وزيرة الدولة الرئيسية في وزارة الخارجية:
"إن حدث هذا المساء فرصة عظيمة لإظهار الخدمة الرائعة التي قدمها الناس من جميع الأديان وتبيان أن المؤمنين بالله "يفعلون الخيرات".
وقال النائب العام دومينيك جريف:
"إن حق الضمير الفردي أساس كل شيء، لذا فمن الضروري أن يتحرر الناس في ممارسة دينهم دون إكراه من أي نوع. وأود أيضًا أن أشكر حضرة ميرزا مسرور أحمد والجماعة الإسلامية الأحمدية على مساهماتهم المذهلة في المملكة المتحدة ".
كما خطب أيضًا كل من الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لجماعة الدروز في إسرائيل، وأوميش شارما رئيس المجلس الهندوسي المملكة المتحدة، والحاخام جاكي تابيك الرئيس المشترك للمؤتمر العالمي للأديان، والدكتورة كاترينا لانتوس سويت، نائب رئيس لجنة الحرية الدينية الدولية في الولايات المتحدة، والبارونة بيريدج، رئيسة المجموعة البرلمانية البريطانية للحرية الدينية الدولية.
[email protected]
أضف تعليق