يؤكد خبراء التربية ان متعة صيد الأسماك تبقى منقوشة ومحفورة في ذهن الطفل، سنوات طويلة، مهما بلغوا ومهما كبروا، وخاصة اذا كانوا قد عايشوا هذه التجربة الممتعة بصحبة والديهم وذويهم.

ومثل هذه المتعة متاحة وسانحة في "البارك" المخصص لصيد الأسماك في بلدة "معيان تسفي" ("عين غزال" الفلسطينية المهجرة) القريبة من شقيقتها المهجرة أيضًا"زمارين" ("زخرون يعقوف") جنوب حيفا – على شاطىء البحر الأبيض المتوسط.

والقادم الى هنا يرى أكثر وأجمل ما يرى، الأولاد الممسكين بخيوط النايلون الغائصة صنانيرها في المياه،يترقبون بشغف وينتظرون بفارغ الصّبر ما يمكن أن تجود به هذه الصنانير من أسماك.

مدرسة لصيد الأسماك..

يقع هذا"البارك" عند مصبّ"وادي الدالية" المنحدر من السفوح الغربية لجبال الكرمل، ويضم (البارك) ثلاث محطات (برك)، الأولى مخصصة للأولاد الصغار، الذين يقومون بأولى خطواتهم في ممارسة هواية (وربما مهنة) صيد السمك. وفي هذه البركة الصغيرة أسماك صغيرة، يصطادها الأولاد بواسطة الشباك. والبركة الثانية مخصصة لصيادي السمك المبتدئين، صغارًا وكبارًا، وهي مكتظة بالأسماك، ولذا لا يخيب أمل أي صياد، حتى وان كان مبتدئًا، في أن يصطاد منها ما تيسّر له. أما البركة الثالثة فهي مخصصة للصيادين المهرة المحترفين، وتراهم جالسين هنا بصبر وأناة، ينتظرون أسماك البوري والشبوط(الكربيون) والمشط، لكي تقع في شباك الطّعم المغري.

كُلوا الأسماك.. أو "اطلقوا سراحها"!

والقادم إلى هنا لمجرد متعة الصيد، فبامكانه أن يعيد ما اصطاده من أسماك الى مياه البركة.

أما من يرغب في وجبة دسمة، فبامكانه أن يشتري الأسماك التي اصطادها، علمًا بأن وزارة الصحة والمؤسسات ذات العلاقة، تقوم باجراء الفحوصات والمراقبة اللازمة للتحقق من سلامة الأسماك وصلاحيتها للأكل.

بيديكور..!

وزيادة في المتعة والطرافة، فقد خُصصت هنا برك سمّاها القائمون على "البارك" – بيديكور أسماك، وتحتوي هذه البرك على اسماك صغيرة"وظيفتها" قضم باطن القدمين (بيديكور) لتنطيفها من الجلد الجاف و"القشب"!

وزيادة على هذه الزيادة، تتوفر للأولاد ألعاب متنوعة، مثل الركوب على الحمير واللهو بالمجسمات المنفوخة ، وغيرها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]