حول مقترحات وزير المعارف شاي بيرون بما يتعلق في اقتراحه إلغاء امتحان البسيخومتري، وإبداله بامتحان، بالمقابل لن ترضى الجامعات بطلاب يحصلون على نسبة أقل مِن 87% من معدل البجروت وتشمل 5 وحدات في ثلاثة مواضيع هي الرياضيات والانجليزية والعبرية.
ولمعرفة آراء المختصين في هذا المجال أجرينا اللقاءات التالية:
د. خالد أبو عصبة: المسؤولون عن التعليم في المجتمع العربي لا يخدمون الطالب العربي!
وكان الدكتور خالد أبو عصبة - مدير معهد مسار للأبحاث والدراسات المتعلّقة بالتعليم والتربية- أوّل مَن تطرّق إلى تصريحات الوزير شاي بيرون حول إلغاء الامتحان السيكومتري، مقترحًا "بدائل غير منطقية"- هكذا يراها أبو عصبة، الذي جاءت تصريحاته لفصل المقال صريحة وهادفة حيثُ قال: "إنّ البدائل التي اقترحها وزيرالمعارف تتحدث عن معدل 87 في ثلاثة مواد هي: (الإنجليزية والرياضيات ولغة الأم) شريطةً ان تكون هذه المواد من 5 وحدات".
هل وضع مدارسنا يسمع بتطبيق المقترحات؟!
وأضافَ د. أبو عصبة: "إنّ 70% من العلامة المطلوبة هي امتحانات و30% أبحاث ومشاريع... فما هو وضع مدارسنا في هذا المجال؟ وكيف ستستعد المدارس العربية لتغيير أسلوب عملها وفق هذا الواقع المطروح؟! تساءل أبو عصبة أيضًا: "ماذا عن التعليم خارج نطاق المدارس، وهل يملك جميع (الاهل) نفس الإمكانيات؟ ام يتحول التعليم العالي لفئة أبناء الاغنياء فقط؟!
وتابع: "بما أنّ الشرط هو امتحانات البجروت، هذا يعني تعزيز العملية التعليمية في جميع المراحل التعليمية وخاصة جودة العملية التعليمية في المدارس الثانوية العربية، فهل يواكب هذا التغيير (الإصلاح) خطة من قِبل وزارة المعارف لرفع جاهزية المدارس العربية بغرض تعزيز تكافؤ الفرص؟"
د. خالد أبو عصبة: قبل أن نصفّق!
وقال أبو عصبة: "قبل أن نصفّق لإلغاء السيكومتري علينا دراسة أبعاد هذا الإلغاء على منظومتنا التعليمية من جهة وعلى إمكانية انضمام نسبة أعلى من طلابنا للتعليم العالي"، مشيرًا إلى ضرورة إجراء إصلاحات في التعليم، في حال تمّ الإلغاء، علمًا أنّ فكرة إلغاء البسيخومتري جاءت أصلاً لتخدُم الطالب اليهودي بالأساس، وهذا ما صرّح به "طرخطنبرغ"، أكثر من مرّة خلال مؤتمراتٍ سابقة. وشدّد د. خالد أبوعصبة أنّ عدم إحداث تغييرات ايجابية في التعليم العربي سيُضعف المدارس الثانوية، ويدفع بالأهل إلى التسارع بإرسال أبنائهم إلى المدارس الأهلية، ما يعني تهميش المدارس الحكومية، وهدم مستقبل أبنائنا، وتعزيز الفوارق الطبقية".
بروفيسور محمد أمارة: البسيخومتري جاء أصلاً ليخدم اليهود الأشكناز
من جهته يرى البروفيسور محمد أمارة الباحث والمحاضر في جامعة تل أبيب فقال: "نتحدث عن عملية دمج بين امتحاني البجروت والبسيخومتري، والتركيز على ثلاثة مواضيع هي الرياضيات والانجليزية وأحد المواضيع التعليمية، ويكون المختصون في الجامعات شركاء في كتابة الامتحانات، ما يعني أنّ الامتحان سيكون أكثر صعوبة مما هو عليه الآن، وسيكون البجروت عائق أمام الطالب العربي للوصول للجامعة، واشكالية البسيخومتري هو أنه مبني وفق الاحتياج اليهودي (الأوروبي الاشكنازي)، ويلائم ثقافتهم لكنه لا يلائم ثقافة الطالب العربي، وعليه فلا أرى أنّ الطالب العربي سيكون بوضعٍ أفضل مما هو عليه، إلا إذا افترضنا أنّ جميع الجامعات والكليات فتحت أبوابها أمام كل شخص بغض النظر عن قوميته، باستثناء بعض المواضيع مثل الطب والمواضيع التي تحتاج الى ابحاث ومختبرات، وفتح أبواب الجامعات أمام الجميع في السنوات الأولى مِن التعليم تكون فرصة ممتازة لانخراط الطلاب العرب في الأكاديمية، شرط إعطاء فُرص متساوية للجميع، مثلما يجري في أوروبا، وفي معظم الجامعات الأمريكية.
التغيير المقترح لن يأتي بتغيير جوهري
ويضيف" إنّ التغيير المقترح بصيغته الحالية، لن يأتي بتغيير جوهري، ولن يزيد من فرصة دخول الطلاب العرب للجامعات، خاصةً أنّ الجامعات تعمل وفق مفهومٍ انتقائي، بأخذ الأفضل في التحصيل العلمي، ونسبة الطلاب العرب الذين يحصلون على شهادات بجروت تتراوح بين 40-38%.
أما الإشكالية الإضافية فهي ثلاثة مواضيع صعبة على الطالب العربي هي الرياضيات واللغة الانجليزية والموضوع العلمي، وفي هذا تمييز واضح ضد العرب، بسبب اللغة، وبسبب تفوق اليهود في هذا المجال على العرب وتحصيلهم في البجروت أعلى مِن الطلاب العرب، ما سيخلق اشكالية أمام طلابنا، ومسار البجروت سيزيد المسائل تعقيدًا".
إسقاط الاقتراح لا يتعلّق بالعرب أصلاً
وأنهى بالقول: "إنّ نجاح أو إسقاط اقتراح الوزير ليس له علاقة في العرب، فهم أصلاً ليسوا في المعادلة، وهو لا يضغطون أصلاً لإسقاط الاقتراح، ومَن هم الذين أشاروا إلى سلبية مقترحات بيرون، ولا يجب أن نعتقد بأنّ التغييرات التي تجري يُعمل فيها حساب للعرب، لا أظن أن المسؤولين والوزراء قلقون بشأن الفئات الضعيفة مِن العرب، بل إنهم يتطلعون إلى اليهود الشرقيين، المهمشين في مناطق كثيرة في البلاد، هؤلاء هم مَن يغيّر كفة الميزان وليس العرب، بل على العكس فإنّ الخطة التي تضعها الوزارة تتحدث عن التقليل من وحدات التعليم الالزامي بين اليهود، الذين يتعلمون العربية، أما جهاز التعليم لدى العربي فسيتم تعزيزه بوحدة إضافية باللغة العربية الإلزامية، لتصبح وحدات التعليم العبرية هي ثلاث وحدات، ما يعني بالطبع، التقليل من أهمية اللغة العربية".
[email protected]
أضف تعليق