بأجواء إيمانيّة ممزوجة بالمحبة أقيمت شعيرة الجمعة المباركة الأخيرة من شهر ربيع الأول الهجري الذي تزامن مع انتهاء كانون الأول في مسجد عمر المختار بيافة الناصرة حيث استمع الحضور بآذان صاغية إلى الشيخ سليم خلايلة مع القراءة العطرة من الذكر الحكيم والابتهالات بصوته الجميل، ثم تلاه الحاج الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب المسجد مقدمًا الدرس الديني ودار الحديث حول موضوع "العبادة والاستعانة" وتطرق نصوصًا قرآنية وأحاديث نبوية ترغب المؤمن وتحثه على المسارعة والسعي إلى ذكر الله سبحانه وتعالى عزَّ وجل>
وقال فضيلته:" الله سبحانه وتعالى عندما يرى عبده وهو ساجد هذا الذل الذي نابع من ذات العبد بالمحصلة يعود بالمنفعة عليه وعندما الانسان يسجد ويقترب يستمد الاستعانة من الله وفي سورة الفاتحة ((إياك نعبد وإياك نستعين)) لماذا الله سبحانه وتعالى قارن الاستعانة بالعبادة الاسلوب القرآني المعتمد نظرة الله الينا كعبيد وليس نظرة المنتقم".
وبعد الأذان الثاني الذي رفعه الشيخ سليم خلايلة ألقى الشيخ موفق شاهين الخطبة واستهلها بالحمد والثناء لله سبحانه وتعالى وعرج الصلاة على الرسول الكريم تليق بمقامه ودخل الموضوع وقال:" مقام العبودية ومن المميزات أمور كثيرة بقدم الانسان بقدر ما يرفع الله العبودية وعكسها العزة الانسان عبد لله وهنا الجزاء بعكس العمل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (من أراد أن يكلمه الله فليقرئ القرآن)، بقوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا))، و ((يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم))، ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئًا مشكورا))، ((يا أيها الناس اتقوا ربكم))، ومن أراد أن يكلم الله فليصلي".
مبينًا سماحته عظمته سبحانه وتعالى ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان)) وذكر أن النية تسبق العبادة ((إنما الأعمال بالنيات)) موضحًا الاستعانة وعلاقتها بالعبادة ضاربًا المثل بأبو بكر الصديق عندما هاجر مع الرسول إلى غار ثور وهو يرتجف قال له رسول الله (لا تحزن إن الله معنا) وأكد أن لا يمكن الانتصار إلّا بالاستعانة بالله.
واختتم بالآية ((سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)) لأن الإنسان لا يمكن أن يكون في قمة العزة إلا إذا كان في قمة العبودية لله.
[email protected]
أضف تعليق