تواصل صفحات (فيس بوك) الفلسطينية الاهتمام بأخبار مخيم اليرموك المحاصر، الذي استشهد فيه 41 فردًا؛ بسبب شدة الجوع وشح المواد الغذائية في المخيم، في ظل صمتٍ مطبق عربي وعالمي، أمام المشاهد البشعة التي ينشرها الإعلام لجوعى المخيم من الأطفال والنساء والرجال.

التضامن مع اليرموك

وقد شهد (فيس بوك) نشاطًا متزايدًا أغلبه يقوم عليه الشباب في سبيل نصرة المخيم وتحريك الرأي العام العالمي لكسر الحصار عنه، وأنشئت عدد من الصفحات خصيصى لهذا الغرض، كـ"مخيم اليرموك يحتضر"، و"الحملة الوطنية لإغاثة مخيم اليرموك"، و"أنقذوا مخيم اليرموك"، و"صيام تضامنًا مع أهلنا في مخيم اليرموك"، و"أنا اليرموك".

وامتلأت هذه الصفحات بعبارات التضامن مع أهل اليرموك كـ: "مؤيد أو معارض للنظام أو الثورة ليس لنا علاقة بذلك، لكن أنا وأنت لنا تأثير، الناس تموت من البرد والمرض والجوع، لا تفقد إنسانيتك، وتعال معنا لنعلنها بصرخة واحدة وصوت عالٍ، فشعبنا اللاجئ في سوريا _وخاصة في مخيم اليرموك_ جزء عزيز وغالٍ من شعب فلسطين".

وفي مقدمة صفحة "الحملة الوطنية لإغاثة مخيم اليرموك" تجد منشورًا يقول فيه القائمون على الصفحة: "في غمرة الأزمات التي يمرّ بها أبناء شعبنا الشقيق في سوريا، المحاصرون في مخيّم اليرموك، وما يُقاسون من جوع وبرد، ونقص في أبسط الاحتياجات اليوميّة؛ ليس باستطاعة الشباب الفلسطينيين الواعين الوقوف جانبًا، ولعب دور المُشاهد، في ظلّ غياب الضمير أوّلًا، وتشقّق الحركات والفصائل ثانيًا".

التقاعس العربي

ودارت أغلب التعليقات حول التقاعس العربي الرسمي عن نصرة أهل المخيم، ومنها: "قيل لعمر بن الخطاب (رضي الله عنه): "ألا تكسو الكعبة بالحرير؟!"، فقال: "بطون المسلمين أولى"، ومات عمر"، و"سيدي البائع، أنا لا أملك أي ذهب، ووالدي استشهد في حلب، أصابع قدمي ما عدتُ أشعر بها، فهل تعطيني حذاءً وأعطيك ضمائر كل العرب؟"، و"لم يبقَ من مخيم اليرموك غير الموت، وأكوام من الهياكل العظمية لبشر لم يركعوا يومًا للجوع، تبًّا لحصار التجويع، تبًّا لكم شياطين خرس، حذاء طفل فلسطيني مهترئ يعادل كرامة عروبتكم".

وامتلأت الصفحات بصور من مخيم اليرموك لشهداء الجوع ومعاناة الأطفال، وكثرت تعليقات المتابعين لهذه الصفحات كـ: "تتساقط أجسادهم من شدة الجوع، يتلقفها فم الموت ليسدّ جوعه، آه يا وجعي!"، و"قبل أن تنام تذكر إخوة لك في مخيم اليرموك لا ينامون إلا على أكفانهم؛ ﻷنهم لا يعرفون من أين سيأتيهم الموت"، و"أليسوا هم شعبنا في الشتات؟!، فلماذا لا نحرك ساكنًا ونكسر حاجز الصمت الذي يقتلنا؟!، لماذا لا ننقذهم بغير الكلام؟!، قد آن الأوان للفعل لا للقول".

وقد ألهبت مأساة اليرموك قرائح كثيرٍ من نشطاء (فيس بوك)، الذين نشروا قصاصات أدبية تتحدث عما يحدث في المخيم منها: "أنا طفلة اليرموك يا مولاي إني ... قد تعب من تعبي كل التعب، يا سيدي من ينقذ الموتى من الطغيان ... من يوقف الدم النازف في حلب، عائلتي ثمانية في المخيم ... قد قطعونا إلى إرب، يا سيدي أتبادلني أعطني رغيف خبز أو حذاء ... وأعطيك أنا باقي العرب".

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك

فلسطين أون لاين

غزة- فاطمة الزهراء العويني

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]