سؤال:

أنا أم لطفل عمرة 2.5 عاما. يلبس الفساتين ويلعب كالبنات. لعبه هذا يزعجني. أحيانا أنهره بهدوء وكثيرا ما أصرخ: (كفى). حاولت منعه بجميع الطرق ولكنه سرعان ما يغافلني ويعود لتزيين شفتيه باللون الأحمر ويلبس الكعب العالي والفساتين. لماذا هذا السلوك. أحتاج لفهم ما يجري برأسه. أنا قلقة جدا ساعديني من فضلك.

الجواب:

قلقك لا يساعده بل يضر بتطوره الطبيعي التلقائي. ابنك يقوم بتقليد أدوار لنماذج يعرفها ويتأثر بها. لا دخل لصنف الجنس هنا. لا خوف عليه من دوامها أو تطوير حالة انحراف. هو يعيش مرحلة استكشاف وحب استطلاع. تلك مرحلة عمرية تتميز بالخيال.

هل الخيال هو المثير؟

نعم. خيال الطفل يثير رغبته ليلعب أدوارا تمثيلية بوظائفها المتنوعة. تلك رغبة فطرية تتطور عند الأطفال من جيل الثانية وحتى جيل التاسعة.

يخلط الطفل في تلك المرحلة بين الواقع والخيال الواسع. تستفزه حالات واقعية مثيرة فيعيشها ويندفع لتقليدها. هو يقوم بتقليد تصرفات أشخاص يثيرون رغبته بتمثيلها. يراقب بتلقائية طبيعية كل ما يحيطه من تصرفات، أسلوب تعامل، أنواع مفردات، طريقة حكي، حركات... ويعمل على تقليدها.

يقلد أحيانا أحداث قصة كان قد سمعها، مشاهد من فيلم لفت انتباهه، مقطعا من مسلسل، سلوكا أثاره، بعض مهن لاحظها... - سائق، إطفائي، شرطي... يعيش بين الواقع والخيال الواسع من غير أي قصد أو برمجة.

هل لهذا النوع من اللعب فوائد؟

بالطبع نعم. تلك مرحلة تطوير موهبة الابداع والخلق. تظهر تلك الموهبة بذلك النوع من اللعب. هو يقوم بتمثيل أدوار ويختلق له أيضا صورا ابداعية يقوم بتمثيلها واخراجها. اللعب التمثيلي يشمل عدة وظائف في آن واحد. هو يبني المشاهد ويخلق الحالة ويقوم بتمثيلها على أحسن وجه.

يؤلف لها السيناريو المناسب. يختار الشخصيات وهو أيضا يقوم بتمثيل أدوارها على اختلافها... تلك مرحلة عمرية غنية بالخلق وتعمل على تطوير ذكاء الطفل الإبداعي. من فوائد هذا النوع من اللعب أيضا التنفيس العاطفي. أثناء تقمصه الأدوار يعمل على تفريغ ضغوطه اليومية ومصاعبه التي يواجهها أثناء طاعته القوانين والتنظيمات التربوية. من فوائد اللعب التمثيلي أيضا هو كشف أحداث لتجارب ضارة كان قد مر بها الطفل ولم يعرف عنها الأهل. من خلال لعبة التمثيلي يمكن أن يكشفها لأهله أو مربيه بلا قصد أو وعي.

هل بمقدور الأهل استبدال سلوك طفلهم التمثيلي؟

بالطبع نعم. الأم التي يضايقها لعب طفلها التمثيلي وترغب باستبداله عليها استخدام أسلوب التربية الإيجابي الذي سوف يساعد على تحويل أنواع لعبه أو سلوكه. قهره وإلزامه بسلوك معين يجعله يزيد من تكراره وتطرفه. امتداح أنواع لعب مستحب يقوم به يجعل الطفل يرغب بتكراره. تجاهل أي سلوك غير مستحب- مع أنه بلعبه التمثيلي هذا يختبر العديد من المعارف ويطور إبداعه كما ذكرت آنفا- سوف يجعله يختفي تدريجيا ومع مرور بعض الوقت سيستبدله بأنواع سلوك أو لعب كان قد تلقى عليه امتدحا وتشجيعا.

كلما منعت طفلك وأبديت قلقا، غضبا، توبيخا، نهيا... كلما ازداد تعلقا وتكرارا.

أنصحك بضمه لناد وتسجيله ببرامج فنية تخص عمره الصغير لتدريبه على فعاليات حركية تمثيلية تعمل على تنفيس ضغوطه وتطور موهبته. ربما فعاليات تدفعه للقيام بأنشطة رياضية وفنية متنوعة.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]