روت سيدة إسرائيلية (50 عاما ً) عن حالتها ومشاعرها منذ بداية حياتها الزوجية، طالبة تفسيرا ً، أو حلا ًّ – إذا أمكن – من الخبيرة المعروفة "فاردا – رازئيل – جاكونت"، فكتبت تقول: "أنا أم لولدين، جميلة وأنيقة، وزوجي كذلك وسيم وأنيق، يكبرني بست سنوات، وهو طيب المعشر إلى أبعد حدّ. أحبه كثيرا ، لكنني لم أمنحه ولا مرة شعورا ً بمتعة الجماع والجنس، واعترف بأنني لم اشعر بتاتا ً باني شيقة إذ لا أميل إلى الشهوة. وأكثر من ذلك، فبعد الإنجاب، تراجع النزر اليسير مما كان لديّ من رغبة أو شهوة، فلم اعد أشعر بأية حاجة للجنس.

ميكانيكيا ً...

"تكتمت طيلة الوقت على مشاعري ونفوري، وحاولت "التكرّم" على زوجي بالجماع، حفاظا ًعلى الإطار الأسرى، وخوفا ً من الطلاق.

وكان زوجي دائم التذمر والشكوى من عد مبادلته، ومن عزوفي الواضح عن المضاجعة، ومن اضطراره للجماع "الميكانيكي" الخالي من الحرارة والدفء. ولطالما حاول اللجوء إلى التغيير والإثارة والتنويع في المواقعة، لعلـّة يبعث فيّ شيئا ً من الشهوة والأنوثة، لكنه ملّ ويئس وسلـّم بالأمر الواقع!

اتفقنا أن نتواقع مرتين في الأسبوع، وهذا بعد أخذ وردّ، حتى وان كنت متعبة أو عازفة أو متضايقة – وكل هذا خوفا ً من جهتي من أن يذهب إلى غيري باحثا ً عن المتعة والإثارة.

ومن واجبي أن أشير إلى أن زوجي ميـّال إلى الجنس، ويعاتبني بأنني باردة هامدة، وأصارحك بالقول أنني كنت أفضـّل إلغاء الجنس من حياتي، أو – على الأكثر، مضاجعة مرة واحدة في الشهر أو الأسبوع.

أعرف أن زوجي غير راضي عن هذه الحال، بل انه غاضب ساخط محيط، كثير الشكوى، لكن يبدو انه قد استسلم وغرق في اليأس والقنوط، لكنني ما زلت أخشى من لجوئه إلى الخيانة!

وبلغ يأس زوجي مني حدا ً دفعه إلى عرض فكرة الطلاق، وذلك بعد أن فشلت توجهاتنا (أنا وزوجي) إلى الخبراء والاختصاصيين والمستشارين في شؤون الأسرة والجنس.

وتتساءل هذه السيدة مخاطبة الخبيرة "فاردا": هل تعتقدين أن هذا الوضع يمكن أن يستمر وقتا ً طويلا ً فتكون العاقبة سيئة مؤلمة؟ هل هذه الحالة قائمة لدى نساء أخريات مثلي، وهل يليق بي، وبغيري من النساء والزوجات، أن "يعطين" الجنس للرجال والأزواج، حفاظا ً على الإطار والرباط الأسري؟

فاردا: لستِ وحدك!

وترد الخبيرة فاردا رازئيل فتقول للسيدة القلقة الحائرة: من الصعب معرفة الوجهة والمنحنى المؤكدين لحالتك، وانه لأمر مقلق أن يطرح زوجك فكرة الطلاق. ومع ذلك، فهنالك كثير من الناس على استعداد لعمل أي شيء، كل شيء (وأكثر) للحفاظ على الإطار العائلي والأسرة.

وعلى أية حال، فان وضعك ليس "نادرا ً" مثلما أن أسلوب الترضية الذي لجأت إليه ليس "نادرا ً" هو الأخر، ما دام الهدف الحفاظ على الرابطة الأسرية. لكن اعلمي إن هذه "الوصفة" ليس موفقة أو مضمونة على الدوام: فهنالك أزواج يدفعهم برود ونفور زوجاتهم من الجنس إلى اليأس والضجر، فيلجاون إلى "بدائل" تتمثل في الخيانة أو أفلام الجنس ("البرونو) أو حتى ممارسة العادة السرية، أو أنهم يلجأون إلى كل هذه "البدائل" مجتمعة – يا للهوْل!

ومثلما يحدث للبعض – فلربما تقبلين بأن تغضـّي الطـّرف عن لجوء زوجك إلى "أخريات"، هذا إذا كنت واثقة من انه لن يهجرك أو يطلقك، ومن انه سيبقى يحترمك ويقدرك بصفتك زوجته وشريكة حياته وأم أولاده.

واعلمي يا سيدتي أن الجمع بين حياة جنسية ممتعة ومرضية، وحياة أسرية موفقة – هو أمر بالغ الحساسية والتعقيد، ولكل زوجين أسلوبهما في الحفاظ على الرباط الدافئ، حتى لو احتاجا إلى تغيير وتبديل الأسلوب، تبعا ً للسن والظروف ومختلف الاعتبارات.

وأخيرا ً، اكرر قولي أن حالتك ليست حكرا ً عليك وحدك، فمثلك كثيرات، ومثلكما كثيرون.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]