سؤال:

أنا أم لطفل 2.5 سنة . يحب أن يلعب بكل شيء خطير. هو يغافلني ويمسك طباخ الغاز، المدفأة الكهربائية، مفاتيح الكهرباء... تنبيهاتي لا تنفع وحتى ضربه. لديه ألعاب كثيرة ولا يهتم بها. تعبت. كيف أتعامل معه؟

الجواب:

لا للقلق. الاستكشاف هو من مميزات مرحلته العمرية. معرفة مميزات مرحلته العمرية تعمل على طمأنتك وتوعيتك. هذا عدا عن أنها تساعدك على اختيار الأسلوب المناسب والمفيد لطفلك.

هل نوع لعبه طبيعي؟

بالطبع نعم. الطفل هو عالم صغير ومخترع خطير. حب الاستكشاف والمعرفة من مميزات جيل طفلك. يسأل، يلمس، يشم، يذوق... حواسه هي المثير الأول لتحركه. ليت جميع الأطفال يستمرون بذلك التميز الرائع. هكذا تتطور الاكتشافات والاختراعات المفيدة للبشرية جمعاء. حالة الاثارة تلك وحب الاستطلاع التلقائي الذي يميز طفلك هو الذي أوصل العلماء للتقدم بجميع الاختراعات الحالية مثل، التلفون، الكهرباء، الغسالة و...

مشكلتك هي كيف التعامل معه؟

الضرب، التذمر، التوبيخ والعقاب يضر بتطور شخصيته ولا يساعده على التوفيق مع حاجاته للاستكشاف. بما أن تطور لغته لم يكتمل بعد فهو يحتاج للغة قصيرة الجمل ومفهومة. أما التوجه المباشر بالمنع يثيره أكثر ويستفزه فيجعله متأهبا دوما لمسك مثل هذا النوع من اللعب.

عند ملاحظتك لعبه الخطر يلزم حضنه وبعدها اللجوء إلى الدراما القصيرة مثل، ( يمّا أنا بخاف من الكهربا... النار يما بتحرق...). أية عبارة تجعله يلتقط رسالتك القصيرة التي تعني مخاوف. بعدها مباشرة يحتاج لدراما لتغيير الحالة الاستكشافية المستفزة عنده باستبدالها بحالة أخرى ترغيبية مثل، (إيش هادا الصوت اللي بسمعو؟ يمكن بيسة؟ آه هادا عصفور؟ تعال نشوف، يلا نطلع عالساحة ونشوف...) تغيير الظرف الخطير بظرف مثل، الخروج لمراقبة القطط، الكلب، العصافير. كل ظواهر الطبيعة سوف تنافس لعبه الخطير وتشد انتباهه. لا للوقوف بمكان الخطر لمنعه ونعم للانتقال والابتعاد عن المكان بواسطة دراما مثيرة تزيده حبا بالمعرفة.

هل للقصص دور في علاج حالة الاستكشاف الخطرة؟

بالتأكيد نعم. السرد القصصي أسلوب درامي. الدراما هي تناسب مرحلته العمرية التي تتميز بالخيال. هذا عدا عن أن السرد القصصي يثير متعته، يعمل على تمكين الروابط العاطفية بينكما. المهم اختيار القصة المناسبة لوقايته من مخاطر لعبه وعلاجها. يمكنك اختيار القصص التي بطلها يشبهه، مثل كُشْكُشْ. البطل يتميز بحبه للاستطلاع وخوض تجارب فيها مخاطر مثل، كُشْكُشْ يا عنيد، كُشْكُشْ في خطر، كُشْكُشْ يلعب بالنار... تلك قصص علاجية تعمل على توعيته ووقايته من المخاطر. من المهم عدم دخولك أثناء السرد بتنبيهات منطقية أو وصف طفلك بصفات غير مستحبة تنفره من التمتع بالقصة. يمكنك امتداحه أثناء السرد بالتوجه للبطل بأسلوب مثير مثل، ( أتعرف يا كُشْكُشْ بأن ابني...) تذكرين له أنواع سلوك مستحب يقوم به مثل، طاعته حين تطلبين منه تعاون، لطفه مع... حين...و... يلزم امتداحه بلغة بسيطة، جملها قصيرة عن موضوع محدد يقوم به. أسلوب كهذا يدفعه لتكرار السلوك فيصبح عادة. لا لاختلاق سلوك غير خاص به ونعم لتشجيعه الدائم.

هل من المسموح غياب الأم عن مكان تواجد طفلها؟

بالتأكيد لا. من غير المسموح غياب الأم عن مكان تواجد طفلها. لأن تميز تحرك الطفل هو حالة مفاجئة يمكن أن تسبب له الكثير من المتاعب أو المخاطر. هو بمرحلة عمرية تتميز بالخيال الواسع. هذا الخيال يجعله بحالة إثارة دائمة وغيابك ( يغافلني) عامل محرض للجوئه للعب بالأدوات الخطرة. خياله الواسع يجعله بحالة تأهب دائم لخوض تجارب لا حدود لها. لذا يلزم توفير بيئة مثيرة له كي يبقى تحت نظرك. فلتجمعي له بعض أدوات خربانة مثل، راديو، تلفاز، قطع كهربائية... يلهو بها بدل القطع الكهربائية الخطرة. توفير بيئة كهذه تشبع حبه للاستكشاف. أثناء لعبة يمكنك التواصل الدائم معه بوصفك أو تعليقك على فعالياته بذكر أسماء القطع التي يتسلى بها أو فوائدها أو... لتطوير لغته وللتواصل العاطفي الدائم معه.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]