أحمد جبيلي 18 عاما: حُلمي أن أعمل في شركة هايتك وأن تكون لي بصمة علمية

إنّ موضوع التوجيه الدراسي لطلاب الثانوية في المدارس العربية هي الخطوة الأولى الإرشادية نحو المستقبل المهني والعلمي للطالب الذي يتخبّط في هذه المرحلة أي المواضيع التي يرى نفسه فكريا وعقليا مناسبة وملائمة لقدراته وميوله. أما التوجّه الى دراسة المواضيع العلمية، والتكنولوجيا آخذ في التغلغل في المجتمع العربي وفي أوساط الجيل الصاعد حيث بدأوا يقتنعون أنّ العلوم والتكنولوجيا هي مجالات دراسية تفتح آفاقا في عالم التقنيات، والحاسب، والإختراعات، والتكنولوجية. كما أنّ مدخول وأرباح العمل في هذه المواضيع مغرية وعالية وهي المستقبل المضمون.

اذا أحمد بلال جبيلي من حيفا، 18 عاما، من هؤلاء الطلاب الذين تنوّروا في المدرسة وتم توجيهه الى دراسة علم الحاسب خلال دراسته في مدرسة الكرمليت الأهلية حين كان في الصف العالشر. وها هو حاليا يدرس سنة رابعة في جامعة حيفا في موضوع علم الحاسب حيث سيحصل على اللقب الأول في علم الحاسب في حزيران من العام القادم،و سيكمل دراسته للقب الثاني في جامعة تل أبيب. تميز أحمد بالذكاء وتفوقه في موضوع الرياضيات والحاسب في المدرسة حيث حصل على معدل عالي فوق التسعين في البجروت. كما أن معدل الذكاء الذي يتمتع به وصل الى 114 أي فوق المعدل العادي وهو 110 وكانت هذه النتيجة قررتها جامعة حيفا حيث بعد الفحوصات والإختبارات.

هذا وقد التقيتُ بالطالب الشاب أحمد جبيلي ابن الـ 18 عاما برفقة والده بلال وقد تبين خلال اللقاء أنه ناشط حزبي، عازف على الجيتار، ويحب رياضة الكونغ فو، وحلمه في المستقبل العمل في شركة هايتك.

ما هي ميولك منذ نعومة أظفارك؟

كانت ميولي بعيدة عن المواضيع العلمية، ولكنني اكتشفتُ في المرحلة الثانوية خاصة في الصف العاشر أن قدراتي العقلية علمية. وكان الفضل لأستاذ الحاسب الياس ساسين الذي اكتشفني وحدثني مع عدد من الزملاء عن مشروع" التحدي" في علم الحاسب الذي تتبناه جامعة حيفا بالتعاون مع المدارس الثانوية. عن طريق هذا المشروع بداية يمكن أن أتقدم الى دورة دراسية في جامعة حيفا وفي نهايتها تقديم امتحان في الموضوع وفي حال نجحت يمكن أن أدرس للقب الأول في علم الحاسب رغم صغر سني. فخضتُ التجربة حيث تسجلت للدورة وقد أعجبتني المادة العلمية في عالم الحاسب وبدأت أتقوى في البيت وبعد الدورة أجريت الأمتحان ونجحت في القبول.

هل هناك عدد من الزملاء ضمن المشروع؟

نعم من مدرسة الكرمليت تقدّم خمس طلاب للمشروع وقد اجتاز الإمتحان ثلاثة طلاب وبقي في الجامعة طالبين حيث انسحب أحد الطلاب من التعليم لظروف خاصة وبقيت أنا وجورج زهر. كما أن هناك عدد من الطلاب من طلاب الكلية الأورثذكسية العربية وهم: ابراهيم جبران، ومراد طوقان، ومجد فرح ضمن مشروع التحدي.

كيف اكتشفك أستاذ الحاسوب؟

كنت بارزا في الموضوع خلال الحصص حيث كنت أحلّ مشاكل برمجة الحاسوب التي تحتاج الى قدرات عقلية وفكرية. وبهذه المناسبة أشكر الأستاذ الموجّه الياس ساسين. كما أنني أشعر بالسعادة لأنني أتعلم الموضوع.

ماذا يمنحك النشاط الإجتماعي والحزبي ؟

أنا نشيط في الشبيبة الشيوعية في حيفا، حيث أهتم بالسياسة التي تضيف الى حياة الطالب التنوير العقلي في فهم الحالة التي يعيشها أبناء شعبه. فقد قمت برفقة عدد من الشباب بتنظيم مسيرة ضخمة ضد العنف في حيفا على أثر مقتل الشاب المرحوم محروس زبيدات. كما أنني أتطوع في مكتبة كلور حيث أقدم دروس خصوصية في موضوع الرياضيات الذي يصتصعبه عدد كبير من الطلاب. فأنا أرى أنّ أبناء مجتمعي بحاجة للمساعدة والدعم وذلك من خلال العمل الجماهيري.

هل تفكر أن تتعلم خارج البلاد؟

لا أفكر بذلك لأنني أعرف الكثير من الشبان الذين ذهبوا ليتعلّموا ومكثوا خارج البلاد وبهذا تركوا أهلهم ووطنهم. ولكن في حال سفري خارج البلاد من قبل شركة سوف أعمل فيها في المستقبل لن أرفض ذلك ولا مانع عندي. فأنا ولدت وتربّيت في البلاد في أحضان عائلة دافئة ولي أصدقاء وزملاء لا أستغني عنهم.

كيف تقضي أوقات فراغك عدا عن الحاسوب والعمل الجماهير والحزبي؟

أخرج مع أصدقائي لقضاء أوقات سعيدة، كما أنني أحبّ العزف على آلة الجيتارة، عدا عن ذلك أمارس رياضة الكونغ فو" فالعقل السليم في الجسم السليم".

بماذا تنصح الشباب العرب أي المواضيع يجب أن يتعلموها في عصرنا؟

أقول لهم أدرسوا وتعلموا ما تحبونه من المواضيع ولا تترددوا في دخول المعاهد العليا في البلاد لا تهابوا اذهبوا وتعلموا اين تجدون أنفسكم وقدراتكم وراحتكم.

هل تريد أن تصبح معلما في موضوع علم الحاسوب؟

ميولي في المستقبل ليست لأن أكون معلما ولكن يمكن أن أقبل وظيفة جزئية. فالتخطيط والحلم هو العمل في شركة هايتك حيث يمكن اكتشاف الكثير والسفر الى خارج البلاد عن طريق الشركة وبهذا تُفتح أمامي آفاق واسعة.

لماذا عدد الطلاب المتوجهين لدراسة الموضوع قلائل ؟

ان موضوع علم الحاسوب حديث في حياة مجتمعنا العربي وفي صفوف الطلاب العرب. فالغالبية من الطلاب يتوجهون لدراسة مهن تقليدية ومألوفة. ولكن علم الحاسوب وباقي المواضيع العلمية أخذت تدخل مجتمعنا العربي رويدا رويدا رغم متطلبات وصعوبة هذه المواضيع وشروط القبول مثلا الطالب بحاجة الى معدل عالي في البجروت وفي البسيخومتري عدا عن المقابلة الشخصية.

هذا وقد كانت مداخلة لوالد أحمد وهو بلال جبيلي حيث قال" فكرة الموضوع أتت خلال اليوم المفتوح الذي أقامته جامعة حيفا حيث كان ابني أحمد طالبا في الصف العاشر وقد شارك مع عدد من زملائه بتوجيه من المدرسة. حيث قدّمت المدرسة توصية للجامعة بأسماء الطلاب الذين يمكنهم دراسة علم الحاسوب. والمثير في الموضوع في مشروع التحدي هو حصول الطالب على اللقب الأول وهو في عمر سن صغير". ويضبف" من خلال خبرتي في مجال الإتصالات والتكنولوجية رأيت أنناكأهل يجب أن نقدم النصائح لأولادنا لكي يدرسوا مواضيع تلائم العصر كالهايتك. لقد شجعت في هذا المجال حيث كنا نجلس ونتحاور حول التكنولوجية والهايتك ونطالع مقالات تنشر في الصحف والإعلام. وهنا أقول في هذا المجال يمكن أن نبدع ونتقدم ونتطور بدون عوائق أو حواجز. فهناك شبان عرب يعملون في شركات الهايتك وقد أثبتوا جدارتهم ووصلوا الى مراتب عالية ورواتب مغرية. فأنا أقول علّموا أولادكم ما يريدون ولا تحققوا أحلامكم من خلال أولادكم.

Computer Science...مهم التعرف إليها

علم الحاسب (Computer Science) وتكنولوجيا المعلومات من العلوم الحديثة التى تمثل النتاج الطبيعي لمتطلبات الواقع، وهي دراسة عمليه ونظرية بصورة منهجية متسقة تواكب آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا الحديثة حالياً في علوم الحاسب بشقيها البرمجة والمعدات. ويركز المنهج على تطويرالآليات اللازمة لتحفيز الطالب على التفكير الخلاّق والإبداع لكي يتفاعل مع ثمرات هذا العصر وبالتالي تكوين المهارات اللازمة لاستيعاب التكنولوجيا وإمكانية الاضافة والتأثيرالإيجابي في شتى مناحي الحياة وشتى العلوم.

من أهم أهداف دراسة علم الحاسب هو تأهيل الخريجين للعمل فى برمجة الحاسب الآلي، والعمل في تصميم وتحليل النظم وهندسة البرمجيات، واكتساب المقدرة المهنية المتقدمة فى تطبيقات علوم الحاسب الآلي وصناعة البرمجيات. وتعميق الفهم النظري وعلاقته بالعملي مما يؤهل الخريج للعمل في صناعة البرمجيات أو المجال الأكاديمي.