كانت لُعبة تيسير المُفضلة حين كان صغيرًا، وصل الأسلاك والبطاريات سويةً لينتج عنها دورة كهربائية معينة، أو تركيب الألعاب مجددًا من بعد تفكيكها وإيصالها بالكهرباء عبر الأسلاك وشحنها بطاقة البطاريات. لم ينته شغفه بعالم الالكترونيات والهندسة الكهربائية إلى هُنا، بل كان موضوع دراسته الأكاديمية في معهد التخنيون.
صعوبات الدراسة والتعليم..
يدرُس تيسير جبارين من أم الفحم، هندسة الكهرباء في معهد التطبيقات- التخنيون، وهو في سنته الدراسية الرابعة، شغفه في بعالم الأسلاك والبطاريات دفعه لدراسة الموضوع، وهو اختيارٌ غير سهل ويحتاج المذاكرة الكثيفة والذكاء أيضًا.
ويتحدث تيسير عن الصعوبات التي واجهته خلال سنته الدراسية الأولى، التي بدأت من التمكن من اللغة العبرية وإتقانها، إذ تختلف المصطلحات المستخدمة عن المتداولة مقارنة في مرحلة الدراسة الثانوية.
بينما المشكلة الثانية التي واجهته هي التأقلم في جوّ العام بالجامعة، من التعليم ونوعية الطلاب وأسلوب الحياة المختلف وخاصة في كل ما يتعلق بالبُعد عن الأهل، حيث يصبح الشخص- على حد تعبيره- أكثر استقلالية واعتمادًا على نفسه. وقد نوه تيسير في حديثه أن هناك طلاب كثيرون يستثمرون هذه الاستقلالية بشكل خاطئ والإفراط في الحرية وتضييع الوقت بما هو ليس مفيدًا لهم.
بين هندسة الكهرباء وشرارة غناءه الراب
بالإضافة إلى دراسته الأكاديمية لتيسير هواية غناء الراب، التي بدأها حين كان يبلغ من العمر (13) عامًا، وقد حدثنا أنه في البداية كان يغني بينه وبين نفسه، ومن ثم بدأت تتطور موهبته وأصبح لديه الجرأة في الغناء أمام أهله وأصدقاءه وزملائه في المدرسة الذين بدورهم شجعوه وذكر أن أستاذه في المدرسة منحه فرصة للغناء في الصف وليسمع زملائه، ومنذ تلك اللحظة اعتبر نفسه " رابير"- مغني راب.
بين كتابة الأغنيات والتوزيع الموسيقي..
وتابع تيسير حديثه، أن أطلق (4) أغنيات خاصة به؛ ( اكتئاب، وتيسير رابر، والايدين الحفية و "زبط الوضع"). وجميع هذه الأغنيات من كلماته وتوزيعه الموسيقي، وتم تسجيلها في بيته، بمساعدة أصدقائه؛ ياسمين يونس وزياد حصري، ورغم أنه أطلق عددٍ من الأغنيات إلا أنه لم ينظم حفلاً خاصًا به بعد، وكانت له مشاركة خجولة في حفل خاص للمواهب في أم الفحم.
الأغنيات تحمل بين ألحانها رسالة
وعن رسالته التي يحملها من خلال غناء الراب قال: " رسالتي بالراب هي عكس الشارع، أحاول دائمًا أن أصف الواقع الذي نعيشه في أغنياتي، وبأكثر من صورة، من الأمور الشخصية التي نعيشها يوميًا إلى المشاكل التي تصادفنا في مجتمعنا العربي".
وعن سؤالنا له إذا كان قد فكر بكتابة أغنية تصف أحوال الطالب العربي في البلاد قال: " لقد حاولت أكثر من مرة في كتابة شيء من هذا القبيل، لكن كلما استعدتها في ذاكرتي أشعر بشيء من الإحباط، وأفقد إلهامي بالكتابة والإبداع في الكلام، لذلك قررت أن تكون هذه الأغنية أول مشاريعي التي سأقوم بها حين أنهي دراستي الجامعية، وأثبت من خلالها أن الطالب العربي ناجح رغم كل الصعوبات التي يمر بها، ولكنه يبقى دائمًا مصرًا على النجاح الذي يهدف له دائمًا.
وردًا على سؤالنا، كيف تدمج بين الفن والتعليم، قال تيسير: حقيقةً، التعليم هو الأولوية الأولى في حياتي بالوقت الحالي، ويجب إعطاءه حقه، من ناحية الوقت والتفرغ، وأعتبر الغناء هواية تدفعني نحو النجاح، إذ يعتبر تيسير الراب، منفسًا له للهروب من ضغط التعليم".
طموحات مستقبلية في المجالين..
وعن طموحاته قال: " في الوقت الحالي، طموحي يقتصر حول النجاح في التعليم بمجال الهندسة، وأتخرج وأحصل على علاماتٍ مرتفعة، وبالتأكيد أحصل على وظيفة في مكان ملائم لكفاءاتي، وأبدع فيها.
وبالنسبة للراب، فطموحي أن تصل كلماتي وأغنياتي والأفكار المتبلورة فيها لأكبر كم من العالم والناس، على مستوى البلاد وعلى مستوى العالم العربي.
كما وأن تكون مصدر إلهام للآخرين في الحياة، إني أرى مكانة الراب داخل مجتمعنا العربي في تطور لكنها لم تصل بعد إلى القمة أو إلى المرتبة المطلوبة، كونه لم يحظ بالجماهيرية بين فئات المجتمع المختلفة، مثل باقي أنواع الموسيقى، رغم أن الراب في نظري يبقى أقوى سلاح لتوعية المجتمع نظرًا لمضامينه التي تحمل الرسائل الموجه للمجتمع، كما وتنتقد المجتمع بهدف إصلاحه.
للتواصل والاطلاع على نشاطاته الفنية يمكنكم التواصل مع تيسير عبر صفحة الفيسبوك الخاصة به
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
تيسير شاب اكثر من رائع اتمنى له التوفيق في حياته العمليه والعلميه والى الأمام