شهدت انتخابات السلطات المحلية الأخيرة، في 23-أكتوبر الماضي، نشاطًا ملحوظًا على مستوى الشبيبة، فقد برز اهتمامهم بالمشاركة والتأثير في وُجهة الانتخابات، وخلقوا لأنفسهم الفرص التي تتيح لهم طرح متطلباتهم وتوقعاتهم مما فرض تأثيرًا في عملية اتخاذ القرار في السلطة المحلية في جميع بلداتنا العربية عمومًا، وفي مدينة طمرة خصوصًا.

وساهم مشروع "جفرا العامر" وهو مشروع لتطوير قيادة شابة في المجتمع الفلسطيني والذي يجري تفعيله في مدينة طمرة، من خلال خلق كادرٍ شبابي واعٍ لأهمية الحراك الاجتماعي والسياسي حيثُ يتحمل الشباب مسؤولية فردية وجماعية بشأن نتائج الانتخابات في السلطات المحلية العربية، بوجهٍ خاص.

وإليكم رأي عدد من خريجي مشروع "جفرا العامر"، حول تجربتهم التي خاضوها في الانتخابات الأخيرة.

يد واحدة وبلد واحد، ومصلحة طمرة فوق الجميع

روض موسى ذياب – خريجة مشروع "جفرا العامر وناشطة سياسية جماهيرية بطمرة قالت "طمرة موحدة" ، هذا هو شعاري الأول والأخير وشعار الحركة التي أنتسب لها، وأحد أهدافي التي عملتُ على تحقيقها من خلال منبري، منبر الشبيبة، كان ضرورة الحفاظ على طمرة موحّدة بدون عائلية، بغض النظر عن نتائج الانتخابات، ورأيتُ أنّ أهم شعارٍ يجب أن يرفعه أهل طمرة هو: "يد واحدة وبلد واحد، ومصلحة طمرة فوق الجميع". وعملنا جميعًا، وأنا واحدة من طاقم الشبيبة النشِط، وكرّسنا وقتًا كبيرًا في نشر التوعية حول "المحافظة على روح الديمقراطية وتقبّل الآخر وأن يمر العرس الديمقراطي بسلام على بلدي دون أية إشكاليات".

تتابع روض: من تجربتي الشخصية كشابة نشِطة، ولا أزال، لدي قناعة راسخة أنّ "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، وعليه سعيتُ لإقناع أي شخصٍ بدعم مرشحي، أو مَن أؤيده، من خلال إظهار حسنات المُرشح وليس العكس، (أقصد كشف سيئات المرشح الآخر)، وعندما كُنت أنفي الإشاعات وأقف ضد الكلمات البذيئة التي تروى عن مرشحي، عكس ما كان يفعله آخرون ببث النفاق واختلاق العداوة بين أهل طمرة، ولعلّ نشاطي ومَن يشبهونني في الإيمان الراسخ أنّ الاختلاف لا يفسد للود قضية فعلاً، وقد فهمت دوري كشابة تملك الوعي الكافي، وتستطيع أن تُناقِش بطريقة حضارية، وبذلك أستطيع فعلاً أن أقنع الآخرين بمصداقية اختياري للمرشح، وعندها أيضًا أستطيع أن أوصل رسالتي، وأقنّع مَن يقف قُبالتي"، كان همي أن أحافظ على طمرة موحّدة، وقناعاتي راسخة أنّ صوتك هو ضميرك أنت وليس ضمير أهلك، وأنّ أساس المعركة الانتخابية هي "الديموقراطية وتقبل الآخر".

وقالت روض أيضًا إنّ الانتخابات جعلتها تصقل شخصيتها، وأنّ الرأي الشخصي له وزنه، ولكل إنسانٍ رأيُه وعليه يجب احترام موقفه وقناعاته، كنتُ راضية عن نفسي أنني أتحمل مسؤولية وأحمل مهمة ملقاة على عاتقي بكل صدقٍ وأمانة، وهذه التجربة تمنحني شعورًا بالانتماء والمسؤولية، وليس مجرد صوت يمكن إسكاته، بل له فعالية وتأثير، وعندما ينجح مرشحي، فإنّه يكون لفرحتي طعمٌ آخر، أجمل بكثير.

وختمت بالقول: "بالكثير مِن الوعي والثقافة اكتسبتُ المعلومات والمصطلحات في الانتخابات، رأيتها على أرض الواقع، وهذا جعلني أصقل شخصيتي وأساهم في تطور مجتمعي، وأذوّت قيمي وقناعاتي، وأضع لنفسي سلم أولويات لا أحيد عنها: على رأسها: قيم المحبة والمساواة، وتقبّل الآخر، والنزاهة، الروح الرياضية، تقبّل الخسارة، المسؤولية والانتماء لبلدك قبل الانتماء لحزبك ومرشحك".

فعالة على صعيد الفيسبوك بتوصيلي وطرحي لأفكارٍ شبابية واعدة

أشواق عرسان ياسين - خريجة مشروع "جفرا العامر وناشطة سياسية جماهيرية بطمرة، تقول: "في الفترة الأخيرة..وقبل المعركة الانتخابية، كانت هنالك تحركات مختلفة بين الشباب، وأصواتهم تنادي بالتغيير، وتسعى من أجل العمل البلدي، بعيدًا عن العائلية والمصالح الشخصية، ثم جاءت الانتخابات كفرصة حقيقية لتثبيت وتجسيد هذه المساعي على أرض الواقع.. وعندها لمستُ أنّ المرحلة مصيرية وتتطلبُ مِنا كشبيبة البحث عن التغيير، والسعي من أجل تحقيقه، وبث روح العمل والتغيير لدى جميع أبناء بلدتنا".

تضيف أشواق: "مِن خلال نشاطي في الانتخابات وجدتُ نفسي أشارك في عرض طروحات مرشحي، للشباب والشابات، بفضل إيماني وثقتي بشخصه، وكنتُ فعالة على صعيد الفيسبوك بتوصيلي وطرحي لأفكارٍ شبابية واعدة، وقد اشتركتُ في العمل بغرفة الحواسيب التي كانت تحوي جميع المعلومات حول الانتخابات، وقُمنا بخدمة الجمهور المصوّت من خلال استقبال اتصالاتهم وتزويدهم بالمعلومات والتفاصيل عن التصويت، كما لمستُ نشاطًا نسويًا أيضًا، من خلال "أعضاء اللجنة النسائية"، وهو دورٌ لا يستهان به، كما أنّ الإيمان بمرشح معيّن لا يفرض على الآخرين القبول بِه، ومِن حق أي شخص تقرير مصير بلدتنا الغالية، من خلال قناعاتٍ شخصية، وغير مفروضة، وهذا هو إيماني الراسخ بأننا جميعًا شركاء في صنع التغيير، وعلينا أن نجسّد الأقوال لأفعالٍ، وكان هدفي الأول والأخير أن تشهد طمرة عرسًا ديمقراطيًا بعيدًا عن كل الشغب والتخريب، وقد نجحنا كأبناء بلدةٍ واحدة بهذه المهمّة. وقد توجنا الدكتور سهيل ذياب رئيسًا للبلدية دون أي تشويشات، وكلنا ثقة بأنّ رئيس البلدية الحالي، قادرٌ على أخذ طمرة إلى برِ الأمان".

وختمت أشواق: "على مستوى شخصي أيضًا اكتسبتُ قدرةً كبيرة على التعبير عن رأيي بصوتٍ جريء، وتمّ بلورة شخصيتي إيجابيًا من خلال الالتزام والحفاظ على النظام وروح القيادة والمسؤولية".

شباب واعي ومسؤول 

ثم جاء تعليق الأستاذ علي عرموش مركّز مشروع "جفرا العامر- طمرة"، الذي قال: "ما مِن شك أنّ الانتخابات في طمرة حملت طابعًا خاصًا، وكانت المنافسة شديدة بين تسعة مرشحين، عملوا على محورين أساسيين: الحرص على وحدة النسيج الطمراوي من خلال محاربة العائلية والعنف تحت شعار "الانتخابات يوم وطمرة دوم"، وأيضًا من خلال محور الشباب الذي بدوره أضفى جوًا مميزًا، حيثُ حرص المرشحون على تشكيل كوادر شبابية تناقش وتحاور وتحتلن من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، كما انخرطت في دور بشكلٍ فعال في الإعلان والدعاية الانتخابية".

ويتابع عرموش: "وقد سعى مشروع جفرا-العامر إلى تطوير قيادات شابة تنخرط بالعمل الانتخابي، وهي تجربة أولى ومميّزة، استفاد منها الشباب كثيرًا، من خلال تعلّم أمور جديدة، والاطلاع على أساليب والانضمام لأطر جديدة تعود عليهم بالفائدة مستقبلاً، وتفتح أمامهم آفاقًا في الوعي السياسي، محليًا بالأساس، فالتجربة منحت الشباب فرصة لتطبيق ما تعلموه من خلال العمل والورشات التي شاركوا فيها، والمشروع منحهم الحق في حرية التعبير عن الرأي وتقبّل الآخر، ومفاهيم القيادة والمبادرة والمنافسة والديمقراطية، كل هذه الأمور ما كانت لتلمسها الشبيبة، لولا مشاركتهم في مشروع جفرا – العامر".

وفي ختام تعليقه أكدّ عرموش أنّ طاقم وخريجي مشروع جفرا-العامر سيقومون في الأيام القريبة، بزيارة الرئيس المنتخب الدكتور سهيل ذياب لتقديم التهاني بمناسبة حصوله على الرئاسة، وأيضًا إطلاعه على المشروع وفحص امكانية العمل المشترك، وزيادة عدد المنضمين للمشروع لأهميته في التوعية ونشر الوعي على مستوى طمرة كلِّها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]