يكشف بروفيسور رفيق إبراهيم الذي يعمل محاضراً وباحثاً في مركز أدموند ي.سفرا في بحوث الدِّماغ في جامعة حيفا, في دراسة جديدة مع طاقم من الباحثين في المركز مدى وكيفية تأثير التحدث المتوازن بأكثر من لغة على مرونة ما يسمى بمهام الدِّماغ التنفيذية الذِّهنية.
كيف يسهم التحكم بشكل متوازن (balanced) في لغتين مختلفتين في تطوير قدرة المرونة الذِّهنية ؟
هذا هو موضوع الدراسة الجديدة التي أجراها البروفيسور رفيق إبراهيم و وبمشاركة البروفيسور ديفيد شير, رعوت شوشني ودكتور عنات فريور, في مركز أدموند ي. سفرا على مشتركين بالغين والتي قد نشرت نتائجها في المجلة العلمية Psychology.
لقد أثبتت دراسات علمية سابقه أن الأطفال الذين يستطيعون التحدث بأكثر من لغة يتميزون بنشاط قدراتهم الدماغية مقارنة بغيرهم من أحاديي اللغة, أي الذين يتحدثون لغتهم الأم فقط. أما الدراسة الحالية فهي تمتد لمعرفة الفوائد المعرفية الذِّهنية لثنائية اللغة في البالغين (طلاب جامعه)، مع التركيز على نوعين من المرونة الإدراكية: المرونة الإدراكية العفوية (spontaneous), التي تتميز بالقدرة على خلق مجموعة متنوعة من الأفكار بشكل عفوي - أي القدرة الذاتية بخلق مجموعة من الافكار وأبتكار طرق مختلفة للتعامل مع المشاكل, والمرونة الإدراكية الرد فعلية (reactive) والتي تشير الى الاستعداد لإجراء تغيير في الفكر أو السلوك وفقا للحالة. أن هذه المرونة هي العكس في جوهرها بحيث تمكن الفرد على إجراء تغير الافكار والتركيز في كل مرة على قضية واحده مختلفة، وفقًا للأوضاع المتغيرة.
في هذه الدراسة قامت مجموعتين من طلاب جامعيين من المتحدثين بلغتين بالاشتراك في البحث. المجموعة الاولى تشمل أشخاص يجيدون بطلاقة وبنفس المستوى اللغتين الانجليزية والعبرية (وهم إسرائيليون ولدوا لعائلة تتكلم اللغه الانجليزية كلغة أم، والذين هاجروا في سن مبكرة الى إسرائيل)، والمجموعة الثانية تشمل متحدثين في اللغه العبرية كلغة أم , ألى جانب سيطرة جزئية (اساسية - متوسطه) في اللغة الانجليزية (والتي أكتسبت كلغة ثانية في المدارس) بحيث العبرية هي اللغه المهيمنه.
لقد خضعت خلال البحث كل من المجموعتين لسلسلة من الاختبارات التي فحصت هذين النوعين من المرونة الإدراكية بحيث تمت المقارنة الأحصائية لأداء المشتركين داخل وبين المجموعات.
لقد تبين بعد تحليل النتائج أن الاشخاص الذين يجيدون اللغتين في نفس المستوى, أي يتحدثون اللغتين بشكل متوازن, مرونة التفكير لديهم كانت عالية مع إختلاف واضح المعالم بين المجموعتين في نتائج إختبارات المرونة العفوية التي كانت النتائج بها عاليًة جدًا نسبياً. وعندما قام الباحثون بإستخدام إختبارات إحصائية من أجل فحص تأثير متغير "ثنائية اللغه" على النتائج ، وجدوا أن الفرق بين المجموعتين ينسب بنسبة مضاعفه ألى المهمات التي تمثل المرونة العفوية. هذه النتائج تشير إلى أن للتجربة اللغوية (ثنائية لغوية متوازنه مقابل غير متوازنه) تأثير حاسم على المهمات التي تتطلب المرونة الإدراكية العفوية.
توسع دائرة البحث حول القدرات الادراكية..
"أن هذه الدراسة توسع دائرة البحث الجاري حول موضوع القدرات الإدراكية للأشخاص ثنائيي اللغة الذين يستخدمون لغتين مختلفتين في نفس الوقت مع السيطرة والتحكم بهما بشكل منفصل من خلال التبديل والانتقال المستمر بما يشبه التمرين والتدريب الرياضي للعضلات الذِّهنية", بحسب أقوال بروفيسور إبراهيم. وقد أضاف بروفيسور إبراهيم أن مما لا شك فيه هو أن هناك أيضا فوائد أضافيه للتحدث بلغتين بشكل متوازن في نفس الوقت والتي تمتد إلى ما بعد تنمية مهارات التفكير والمرونة الإدراكية, والتي تقع خارج أطار هذا البحث مثل: القدرة على التعلم والتمييز و المرونة التي يظهر أثرها الإيجابي على نمو المهارات الاجتماعية والسلوكية, كأبتكار طرق متنوعة وجديدة لحل المشكلات أو العوائق , وازدياد وتوسع موارد اكتساب المعرفة والقدرة على الفرز بين الأصوات والنبرات المختلفة بسهولة , وانخفاض مستوى الارتباك والتردد, والقدرة على التواصل والتحدث بشكل أعمق وأكثر ترابطاً بالمقارنة مع من يتحدثون بلغة "مهيمنه" واحدة فقط.
[email protected]
أضف تعليق